في الفصل الدراسي الحالي ( شتاء2008) بدأت جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس تدريس مقرر ( رقم 123 أ) في اللغة القبطية, عدد الطلبة 25 من مختلف الديانات والجنسيات,منهم خمسة يعدون للدكتوراه في العلوم المصرية القديمة, وواحد للدكتوراه في التاريخ وآخر في الكتاب المقدس, والباقون مسجلون للبكالوريوس في فروع مختلفة.
وسيكون هناك مقرر أعلي ( 123ب) في الفصل الربيعي القادم (أبريل 2008) للتعمق أكثر في اللغة وقراءات النصوص.
من بين الأسماء التي كانت مرشحة لتدريس هذين المقررين, اختارت الجامعة الأستاذ هاني تكلا, رئيس جمعية القديس شنودة رئيس المتوحدين بلوس أنجلوس وهذا لعدة أسباب منها تعمقه المعروف عالميا في اللغة القبطية ولهجاتها ومخطوطاتها, ومنها كتابته للعهد الجديد بالكامل باللغة القبطية علي الكمبيوتر, أبحاثه المنشورة في المؤتمرات والمجلات العالمية عن اللغة القبطية, خبرته الناجحة في تدريس اللغة ووضع مناهج لذلك باستخدام الكمبيوتر.
يساعد علي نجاح مقررات اللغة القبطية في هذه الجامعة أن هناك برنامجا قويا في الدراسات المصرية القديمة . واللغة القبطية هي أحد المداخل المهمة لفهم ذلك التراث وفك ألغازه كما حدث لشامبليون الذي استفاد من اللغة القبطية كتابة ونطقا في فك ألغاز حجر رشيد.
لهذا يقال بحق إن اللغة القبطية هي أقدم لغة في العالم مازال الناس يتكلمونها بل ويرتلون بها. فكم ينبغي للمصريين جميعا أن يفتخروا بها ويتعلموها ويتبنوا انتشارها.
نشكر الله أن هناك عدد 6 أقباط بين الـ 25 تلميذا في الفصل, بداية طيبة لأن يعرف أولادنا مجد تراثهم ويشتركون مع شعوب العالم في الاغتراف منه.
وبالتأكيد هؤلاء الستة سيفهمون الكتاب المقدس والقداس القبطي وسيشتركون فيه بتفاعل من نوع جديد أحسدهم عليه وأتمني لو كنت مثلهم.
علاقة جمعية الأنبا شنودة بجامعة كاليفورنيا قديمة وبناء علي ذلك فمنذ عام 1999 تعقد الجمعية هناك مؤتمرها السنوي(18-19 يوليوهذا العام) .
ويلقي بعض أساتذة الجامعة في المؤتمر أبحاثهم الشخصية في القبطيات ويتفاعلون مع الحاضرين في جو من الصداقة, ويلبون الدعوة لحضور الصلوات في الكنيسة القبطية, ويزورون مركز القديس شنودة في شارع روبرتسون بلوس أنجلوس من وقت إلي آخر.
من بين هؤلاء أ.د. كلوديا راب أستاذة التاريخ التي تلمس تقواها وتعمقها في التراث الرهباني القبطي وحماسها لتقوية الدراسات القبطية في الجامعة, وكانت أحد المشرفين علي رسالة الدكتوراه في التاريخ القبطي التي قدمها الشماس ساويرس (ماجد) ميخائيل, والتي نالت جائزة أفضل رسالة دكتوراه في أمريكا في دراسات الشرق الأوسط عام .2004
ومن ثمار العلاقة الطيبة بين الجامعة وجمعية الأنبا شنودة سلسلة المحاضرات العامة في الدراسات القبطية والتي بدأت عام 2005 وكانت أحدثها في 5 فبراير 2008 حيث ألقت د. فيبي أرمانيوس الأستاذة المساعدة للتاريخ بكلية ميديل بيري بولاية فيرمونت محاضرة بعنوان (موقع الأقباط في التاريخ العثماني: مداخل واكتشافات حديثة).وكان حاضرا جمهور كبير من الأساتذة والطلبة والشعب القبطي . وستكون هناك أكثر من محاضرة منتصف مايو القادم تلقيها أ.د. هايكي بيمر مديرة برنامج الدراسات القبطية بجامعة ماكويري بسيدني. وهي متخصصة في تراث القديسين شنودة وويصا.
هكذا نجد أن النجاح في هذه الأنشطة العلمية هو ثمرة للتعاون بين الجامعة وجمعية الأنبا شنودة. وهذا التعاون له عدة عناصر منها المشاركة في التخطيط والتنظيم والتنفيذ وكذلك في تحمل مصاريف المقررات الدراسية وبرنامج المحاضرات العامة ومنح دراسية لرسائل الدكتوراه والمؤتمر السنوي للدراسات القبطية.
إن العائد عظيم ويستحق الاستثمار بالجهد والعاطفة والمال. خصوصا وأننا نضع دراسة الحضارة القبطية في متناول 38و218 طالبا وآلاف الأساتذة والإداريين في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس.
إن تأسيس كراسي للدراسات القبطية في جامعة كاليفورنيا وجامعة كليرمونت (كما كتبت سابقا) والكثير من جامعات العالم وحتي في مصر ( وطن الحضارة القبطية) لا ينبغي أن نعتبره حلما خياليا بل حلما قريب المنال. .
إن الكتاب المقدس يعلمنا أن هناك مسئولية بشرية نحو تحقيق الأهداف الإلهية بالمعني الذي قصده بولس الرسول عندما كتب : أنا غرست وأبولوس سقي لكن الله كان ينمي… حسب نعمة الله المعطاة لي كبناء حكيم قد وضعت أساسا وآخر يبني عليه,(1كو 6:3).
تعليق الصورة:
هاني تكلا (علي اليسار) يرحب بالدكتور مالكولم تشوت الأستاذ بجامعة ماكويري بأستراليا عندما زار مركز القديس شنودة بلوس أنجلوس ثم وألقي محاضرة عامة بجامعة كاليفورنيا عن كتاب حياة أنطونيوس في 14 نوفمبر 2006.
* دكتور ســعد ميخائيل سعد محرر ص2 الإنجليزية بـ وطني ورئيس مجلس الدراسات القبطية بجامعة كليرمونت للدراسات العليا.