لاتزال الأصداء الخاصة بالإفراج عن الجنود المصريين المختطفين غير واضحة المعالم، مقارنة بما يبث في الإعلام المصري، وتحديدا الرسمي. ففي الوقت الذي أشار فيه المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة أن الإفراج عن الجنود السبعة المصريين (عسكري قوات مسلحة، و6 عساكر أمن مركز تابعين لوزارة الداخلية)
لاتزال الأصداء الخاصة بالإفراج عن الجنود المصريين المختطفين غير واضحة المعالم، مقارنة بما يبث في الإعلام المصري، وتحديدا الرسمي. ففي الوقت الذي أشار فيه المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة أن الإفراج عن الجنود السبعة المصريين (عسكري قوات مسلحة، و6 عساكر أمن مركز تابعين لوزارة الداخلية)، بفضل جهود المخابرات الحربية وشيوخ وعواقل قبائل سيناء. نجد رئاسة الجمهورية تعلن عن أن الإفراج تم بتكاتف وتنسيق كل الأجهزة تحت قيادة واحدة قاصدة رئاسة الجمهورية.
وأثارت المعلومات الذي بثت في برنامج الإعلامي جابر القرموطي عن وجود صفقة، تم بمقتضاها وفق الصحفية نور الهدى زكي بجريدة الوطن عناصر من الجهاديين بلغ عددهم 18 عنصرا، مقابل الإفراج عن الجنود المصريين الذي كانوا موزعين على 4 أماكن في غزة، جدلا كبيرا.
وهذا وإن كانت الشفافية تتسم بالضعف في هذه القضية، حيث يتساءل قطاع من المصريين أين الخاطفين من العناصر الإرهابية أو الجهادية أو غيرها؟ وكيف تم الافراج عن الجنود المصريين السبعة؟
تم دون تدخل عسكري
نجد أن قناة France 24 أشارت إلى معلومة مهمة وهى أن تحرير الجنوب المصريين السبعة لم يتم نتيجة أى تدخل عسكري. وأن الجنود وصلوا إلى مقر المخابرات الحربية بمدينة العريش، ومنها تم نقلهم إلى مقر المخابرات بالقاهرة.
الغريب في الأمر، ان الجهات الأمنية حسب فرانس 24 تسلمت الجنود في منطقة بئة لحفن. ولم توفر المصادر الأمنية الرسمية أى معلومات إضافية.
تركوا الجنود على الطريق
يأتي هذا في الوقت الذي كشفت فيه وكالة أنباء “معا” الفلسطينية من أن أجهزة الأمن المصرية تلقت اخطارا بعملية تحرير الجنود، وبعد الاخطار قامت طائرة مروحية عسكرية بالاقلاع في اتجاه مكان تحريرهم والعودة بهم.
وأضافت “معا” أن مصادر قالت أن الخاطفين اصطحبوا الجنود إلى منطقة بئر لحفن، التي تبعد 150 كيلو مترا عن العريش، وتركوا الجنود محررين على الطريق العام. وعلى الطريق استوقف الجنود سيارة كانت في طريقها لمطقة العوجة، وأخبروا السائق أنهم الجنود المختطفين، فقام بتوصيلهم لأقرب كمين عسكري.
وأكدت المصادر أن الخاطفين تركوا الجنود دون عمليات عسكرية أو تفاوض، وهذا ما يبرر الافراج عن الجنود دون القبض على أي من الخاطفين.
حذر إسرائيلي .. ومعصوبي العيون
وقال دوجلاس دوب في جريدة The Guardian Express، أن السلطات الإسرائيلية توخت الحذر في تصريحاتها بشأن القضية، وسمحت لمصر لأول مرة باستخدام طائرات استطلاع في سيناء، وركزت على أن غلق معبر رفح يؤثر على حركة المرور في المعابر البرية مع إسرئيل وقطاع غزة بالسلب.
واشارت الجريدة إلى أن الجنود في كل تصريحات كانوا يعلنون أنهم معصوبي العيون، وربما يكون هذا بناء على توجيهات أمنية، حتى لا يكونوا مصدرا لأي معلومات تمت في الخفاء بين الجهات الأمنية المصرية والخاطفين أو الوسطاء.
الرئيس الإسلامي رابح .. والدولة المصرية خاسرة
من جانبها، قالت جريدة Washington Guardian ، أن الفائز الوحيد من هذه العملية هو الرئيس الإسلامي محمد مرسي. بينما الخاسر الأكبر كانت الدولة المصرية التي فقدت هيبتها. وأن عناصر من الجماعات الإسلامية المتشددة في الماضي، والتي اصبحت قريبا حاليا من دوائر صنع القرار لعبت دورا محوريا في عملية الإفراج عن الجنود السبعة، وهو ما يمنح هذه الجماعات المزيد من الثقل لدى الرئيس. خاصة مع تزايد نفوذ الجماعات الجهادية في سيناء وعدم قدرة الاجهزة الرسمية المصرية على فرض كامل سيطرتها علي هذه المنطقة.
شروط الصفقة
في سياق متصل، قالت صحيفة دنيا الوطن الفلسطينية أن عملية الإفراج تمت في سرية تامة، واكتشف الجنود أن مكان اخفاء الجنود كان في العريش وليس غزة، على الرغم من أن كل العمليات كانت تتجه إلى المنطقة الشرقية الحدودية “ج”، ما يشير إلى ضعف المعلومات التى كانت متوفرة للقوات المشاركة في عملية التحرير من الجيش والشرطة.
لم تنته عملية التفاوض مع الخاطفين حتى بعد بدء العمليات العسكرية، واستمر التفاوض معهم بوساطة بعض مشايخ القبائل الكبيرة فى سيناء، مع وجود مشاركات من الجماعات السلفية الجهادية أيضا. كان من الممكن عدم نجاح التفاوض فى إنهاء الأزمة، لكن 3 أحداث أثرت على مجرى التفاوض فى الساعات الأخيرة، وأشارت إلى جدية القوات المسلحة فى حسم مسألة الإفراج عن الجنود الخاطفين، وهى: وقع انفجار بسيارة “لاند كروزر” كان فى داخالها أحد العناصر والذى كان يريد تنفيذ عملية فيما يبدو، لكن انفجر الصاروخ فى العنصر ما أدى إلى تمزيقه، بعد مواصة التفاوض جاء خبر انفجار صاروخ آخر فى وسط سيناء، وعندها توقفت عملية التفاوض لمدة كبيرة إلى حين التأكد أن الحادث جاء بقضاء وقدر، عند بدء عملية تحرير الجنود والإفراج عنهم جاء نبأء الهجوم المسلح على معسكر قوات الأمن المركزى فى رفح، بقذائف “آر بى جى”، ما نتج عنه توقف التفاوض لمدة ساعتين أيضا حتى يهدأ الموقف فى رفح.
وأشارت دنيا الوطن إلى أن بنود الاتفاق الذي انتهت إليه عملية التفاوض شهد، الاتفاق علي:
ـ الإفراج الفورى على الجنود السبعة المختطفين فى سيناء فى جنوب العريش خلف المطار فى منطقة “الحفن”.
ـ توقف العمليات العسكرية فورا فى سيناء، والتى كانت تتم لمطاردة الجماعات السلفية الجهادية فى المنطقة الشرقية فى الشيخ زويد ورفح، وانسحاب الجيش فورا والبقاء على الشرطة فقط.
ـ إعادة محاكمة السجناء من أبناء سيناء، ودراسة موقفهم القانونى لعملية الإفراج عنهم فيما بعد حفظا لكرامة وهيبة الدولة، مع الوعود على تحسين أوضاعهم فى السجون وبحث جميع شكواهم ومعاملتهم معاملة حسنة.
وبعد موافقة الرئيس محمد مرسى شخصيا على تلك الشروط وبعد اطلاعه عليها عبر وسطاء من مؤسسة الرئاسة، تم الإفراج عن السجناء السبعة.
في سياق متصل، قال الناشط السيناوي سعيد أعتيق، إن الرئيس محمد مرسي حاول استغلال تحرير الجنود المختطفين لتحقيق مكسب سياسي له ولجماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن “حادث الاختطاف أفقدنا الثقة في كل مؤسسات الدولة، التي تحاول الاستخفاف بعقل الشعب” حسب قوله. وأضاف أعتيق، أن الجنود اختطفوا وأطلق سراحهم دون أن يعرف أحد كيف تمت عملية الاختطاف وإطلاق سراحهم، مؤكدا عدم وجود عملية عسكرية لتحرير الجنود المختطفين، على حد قوله، مشددا على أن المفاوضات تمت بين المخابرات العامة والخاطفين بشكل مباشر دون وساطة من مشايخ القبائل، الذين كانوا على الحياد بين الطرفين ولديهم حالة من فقدان ثقة في النظام الحالي.
السلفية الجهادية على علاقة بالسلطة
في سياق متصل، أوضح القيادي في تنظيم “الجهاد المصري”، الشيخ نبيل نعيم، في حوار مع جريدة “الشرق الأوسط”، أن “خاطفي الجنود المصريين الـ7، الذين تم تحريرهم، ينتمون لعناصر “السلفية الجهادية” المرتبطة بتنظيم القاعدة التي يتركز انتشارها في سيناء وعلى حدود قطاع غزة”. وحذر الشيخ نعيم من علاقة “السلفية الجهادية” بقيادات في السلطة، قائلا البعض في النظام الحاكم لا يريد أن يخسر هذه الجماعات، لأنه ربما يستخدمها في وقت من الأوقات ضد المعارضين السياسيين، خصوصا مع تراجع شعبية جماعة الإخوان”.
حماس تهنئ بالسيادة المصرية على سيناء
وقالت وكالة الانباء الاردنية بترا الرسمية أنه تم إغلاق المعبر لمدة خمسة أيام من قبل قوات الأمن المصرية احتجاجا على اختطاف زملائهم الجنود. وهنأ رئيس حكومة حماس المقال في قطاع غزة اسماعيل هنية مصر على إطلاق سراح الجنود، واصفا ذلك بأنه “إنجاز كبير من جانب الجيش المصري والطمأنينة من السيادة المصرية في سيناء”. ورفضت حماس يوم مزاعم بأنها لعبت دورا في خطف الجنود. وقال صلاح البردويل المتحدث باسم حماس، وفقا لموقع حماس “ان المستفيد الوحيد من الاشكالية الحاصلة عند معبر رفح في جنوب قطاع غزة هو الاحتلال الصهيوني”.