مع تزايد انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكى أمام الجنيه المصرى ، بات سؤال مُلح ألا وهو : “متى تظهر آثار هذا التراجع للدولار على أسعار السلع والمنتجات والخدمات فى السوق المصرى ؟ ” وذلك بالنسبة للمواطن المصرى بصفة عامة والمتعاملين فى الأسواق المختلفة.
وسجل سعر شراء الدولار الأمريكى – اليوم الأثنين 27 مايو – بحسب البنك المركزى 16.7 بينما سجل سعر البيع 16.8 ، وبحسب البنك الأهلي المصري فقد سجل سعر الدولار 16.80 جنيه، بينما بلغ سعر البيع 16.90 جنيه ، وفى بنك عودة تراجع إلى 16.77 جنيه للشراء و16.87 جنيه للبيع ، كما سجل الدولار فى البنك العقارى المصرى العربى 16.81 جنيه للشراء و 16.86 للبيع .
من جانبه قال خالد الشافعى الخبير الاقتصادى ورئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية: “إن سعر العملة يعتبر مقياسًا لأداء اقتصاديات الدول، وعندما تحدث تدفقات دولارية ورؤوس أموال بالعملة الصعبة، يؤدى ذلك الى دعم قوة العملة المحلية “الجنيه”، مشيراً إلى أن هذا التراجع فى سعر الدولار جاء نتيجة التقدم والتحسن فى مؤشرات الاقتصاد المصري الكلي.
وأشار إلى أن الدولار فقد أكثر من جنيه واحد منذ مطلع العام الجارى، الأمر الذى من شأنه أن يؤدى إلى التأثير ولو بشكل محدود على فاتورة تكلفة الاستيراد خلال الفترة المقبلة، فى ظل ارتفاع تكلفة الإستيراد لتتجاوز الـ 80 مليار دولار سنويا.” ، موضحاً أن رفع التصنيف الائتمانى لمصر وزيادة حركة الشراء من المستثمرين الأجانب للأوراق المالية المصرية، وكذلك التخلى عن آلية تحويل أموال المستثمرين الأجانب، كلها عوامل تدفع صعود الجنيه أمام الدولار.
وأوضح خالد الشافعى أن تأثير تراجع سعر الدولار سيظهر على أسعار السلع خلال 6 أشهر ، لأن دورة استيراد السلع ليست قصيرة، لافتا إلى أن هذا التراجع يعطي قوة أكثر للجنيه ويقلل إلي حد ما تكلفة فاتورة الاستيراد، ويعطي مؤشرات ورسائل خارجية باتجاه الاقتصاد الوطني نحو مزيد من الاستقرار، وكذلك يشير إلى أن الإصلاحات الاقتصادية بدأت تؤتى ثمارها.
من ناحية أخرى أكد أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية أن تحديد سعر السلع يتم وفقا لما يعرف بالدورة التجارية التي تتراوح بين 3 و4 أشهر، وهو ما يعني أن انخفاض الدولار لن ينعكس تأثيره مباشرة على سعر السلع ، منوهاً أن المستوردين يقومون بإستيراد المواد الخام ومستلزمات الإنتاج كل 4 شهور بحسب الدورة التجارية للمستوردين، والدولار بدأ في الانخفاض منذ حوالي 3 شهور تقريبًا، وبالتالي الأسعار لم تتأثر بهذا الانخفاض .
وكان أشرف هلال رئيس شعبة الأدوات المنزلية بالغرف التجارية قد أكد أن انخفاض قيمة الدولار أمام الجنيه سيكون له أثر مباشر فى السلع خلال فترة قريبة، لكنها لن تكون قبل العيد، نظرا لأن الدورة الاستيرادية تستغرق حوالى 3 أشهر.. منذ بداية فتح الاعتماد للاستيراد وحتى شحن البضائع ووصولها والإفراج عنها، ثم طرحها بالأسواق، وإذا نظرنا منذ 3 أشهر من الآن لم يكن هناك تعاف للجنيه أمام الدولار، ورغم ذلك فإن معظم الشركات المنتجة قامت بعمل عروض على اسعار المنتجات والاجهزة المختلفة بالتوازى مع موسم شهر رمضان، واقتراب موسم الزواج عقب اجازة عيد الفطر، كنوع من تنشيط الاسواق واحداث حركة عقب حالة الركود التى عانى منها معظم التجار .
وأوضح محمد عبد العال الخبير المصرفي أنه تحت تأثير انخفاض سعر صرف الدولار لمستوياته الجديدة، وانخفاض الدولار الجمركى المحتمل ، فإن تكلفة السلع المستوردة من منتجات نهائية أو مستلزمات الإنتاج سوف تنخفض، وبالتالى من المتوقع انخفاض أسعار بيع كافة السلع المستوردة أو المنتجة محلياً ، بما فيها السلع الإستهلاكية خلال فترة أقصاها 3 .شهور ، متوقعاً حدوث تخفيض جديد فى سعر الدولار الجمركي لمستوى 15 جنيهًا
الجدير بالذكر أن سعر الدولار سجل فى مطلع العام الحالى 17.85 للشراء و 17.97 للبيع مقابل الجنيه المصرى ، وذلك طبقاً للببنك المركزى المصرى .