أهم القضايا التي تشغل بال مرشحي الرئاسة الأمريكية هي وجود كثير من المهاجرين غير الشرعيين ونسبة كبيرة من العمالة التي ترغب في الحصول علي الجنسية الأمريكية .
القضية الحقيقية هي الأعداد الهائلة التي تصل إلي الأرض الأمريكية..وبعيدا عن الخوض في شعورهم بعدم الاستقرار وعدم تكيفهم مع الأوضاع الجديدة,فالعامل المشترك الذي يجمع جميع الأعراق الوافدة علي الولايات المتحدة هو الحصول علي إقامة شرعية, ولكن السؤال الذي طالما يطرحه السياسيون:ماذا تعني جنسيةأمريكيلهم وكيف تصبح أمريكا جزءا منهم؟
إن نسبة المهاجرين بمن فيهم المهاجرين غير الشرعيين أصبحت تتزايد بصورة مطردة في السنوات الأخيرة حتي وصلت نسبتهم إلي 12.6%37.9 مليون نسمةمن إجمالي الشعب الأمريكي وهي أعلي نسبة منذ منتصف العشرينيات من القرن الماضي.
لم تكن المشكلة آنذاك أعداد المهاجرين التي لاحصر لها ولكن نوعيتهم. لقد أصاب القلق الحكومة الأمريكية لأنها كانت تتطلع إلي جذب فئة من المهاجرين الذين يتمتعون بالثقافة والابتكار ولكن لم تكن الأغلبية علي المستوي المطلوب من حيث الذكاء والمهارات.
ومنذ ذلك الحين بدأت أمريكا تضع بعض المعايير للحد من العشوائية الطارئة علي أعداد المهاجرين ثم تغيرت هذه السياسات وتطورت وأصبحت تنادي بحق جميع الأجناس المهاجرة إلي أمريكا في الاندماج داخل الكيان والمجتمع الأمريكي لأجل إثرائه والتأثر به في آن واحد.
غير أن هناك بعض الأصوات الآن أصبحت تحذر من هذا التدفق الخارجي إلي الداخل إذ يعتقد الكثير من النقاد أن الفئات المتسللة إليها تفقد القدرة علي الذوبان في المجتمع الأمريكي بعكس الأفراد الذين دخلوا أمريكا من الأجيال السابقة.
المشكلة أصبحت لاتتعلق فقط بحجم الوظائف التي قد يحرم منها الأمريكيون لأن بعض الجنسيات الأخري تقبل العمل بها بمكافآت زهيدة ولكن أعداد التلاميذ المتزايدة في المدارس وتزايد أعداد المستفيدين من نظام التأمين الاجتماعي تنغص حياة الأمريكيين لأنها تقلل من مستوي الرفاهية الذي اعتادوا عليه .
البعض يضخم من هذه المخاوف التي أصبحت تسيطر علي فئة كبيرة من السياسيين من جراء الهجرة المستمرة,فهناك من يري أن الأجيال الجديدة تتفاعل بتلقائية مع المجتمع مقارنة بآبائهم خاصة الجاليات الإيطالية والمكسيكية والنازحين من أوربا الشرقية الذين طالما أطلق عليهم الأمريكيون عناصر دخيلة,وبسبب التمييز العنصري لايستطيع الكثير منهم الارتقاء إلي المراكز الحيوية في المجتمع الأمريكي وهذا أهم سبب معطل لنجاحهم.
لقد تعلم الشعب الأمريكي من خبراته السابقة أن إقصاء العناصر العرقية من الاندماج في مسيرة التنمية الأمريكية أمر يدفع بهذه القوة العظيمة إلي الوراء والطريقة الحقيقية لضمان ولائهم ليست بفرض تعلم اللغة الإنجليزية أو أمركة طبائعهم وعاداتهم وإنما بعدم تهميشهم.
والانتخابات الأخيرة هي الفرصة التي تتيح لمرشحي الرئاسةمساعدة المهاجرين والقادمين الجدد علي التعايش بصورة أفضل لأنهم كلما شعروا بهويتهم كأمريكيين كلما تحسن أداؤهم وإنتاجهم في جميع مناحي الحياة الأمريكية.
عن مجلةإيكونوميست
التعليق:هل تنجح أمريكا في تخفيف العبء عن كاهل المهاجرين؟!