لا خلاف بين بولس وأبولس كما أنه لا خلاف فى الرأي بين القديسن بولس وأبلوس ، حيث أن بولس هو الذى زرع وابولس هو الذى سقى ، و الذى تمم النمو هو الله جل اسمة ، كما عبر عن ذلك بولس الرسول فى ردة على سؤال حسم بة جدالفىهذة المناقشة …
هكذا أيضا ، فأن القديس الأب متى المسكين الذى كتب كتبة من بنات أفكارة وخلاصة خبرتة وأيمانة الأرثوذكسى السليم والمستقيم والذى لا شك فية البته ،لأنه يعتبر من أعمدة الكتاب والمفكرين الذين أفرزتهم الكنيسة الأم العريقة والمجيدة على مر العصور والأزمان الذى تجاوز عمرها العشرون قرنا من الزمان ، وأن كان يا اخوتى له بعض الآراء أحيانا يشوبها بعض الغموض، وذلك لسبب فلسفته العميقة والتي قد يصعب على القارئ البسيط والمتواضع أن يفهمها و يسبر غورها ويعرف ماذا كان قصد الكاتب نظرا لفارق العلم والمعرفة بين الأثنين.
هذا و ما عرضناه فى السابق قد يختلف تماما عن أسلوب مثلث الطوبى والرحمة قداسة البابا طيب الذكر الأنبا شنودة الثالث ، فيما كان يتميز به أسلوبه بالبساطة والوضوح والسهولة لكل من يقرأه ويتعلم منه ، لأن قداسته نيح الله نفسه كان مفوها وخطيبا وقارئ جيد وشاعر مرهف الحس والشعور ويعرف كيف يختار، وكيف يستخدم مفردات اللغة العربية والتي كان بليغا وضليعا فيها، حيث هى كانت طيعة له وقت ما كان يستخدمها سواء فى الشعر او فى عظاته ، فقد كان وللحقيقة المجردة استاذا بارعا فى شرح ما كان يريد ان يعبر عنه وبمنتهى السهولة والوضوح…و بحكم موقعة على رأس الكنيسة القبطية فى هذة الحقبة من الزمان ،فهو كان ولا جدال فى ذلك صمام أمان لها … فهو أب للكل ، فعليه تقع مسئولية توضيح الكلمات الصعبة فى كتابات الأب متى المسكين والتى كانت لمن يقرأها قد تفهم بشكل على خلاف ما كان يقصده القديس الأب متى المسكين .
وهنا أقدم بعض الأمثلة فقط للتوضيح للقارئ العزيز عما أرغب فى توصيلة لكى أثبت ان كل من قداسة البابا المتنيح البابا شنودة الثالث والأب المتنيح متى المسكين ، فأن قلنا ان الآب متى المسكين قد زرع فأن البابا شنودة يكون هو الذى سقى البذرة التى سبق وان زرعها الاب متى المسكين …
1 –فى مفهوم الروح القدس ، وحلولة داخل الآنسان :–
أنه قد يفهم من كتابات الأب متى المسكين ” أن الآنسان أصبح مساو تماما للسيد المسيح ” … طبعا هذا المفهوم خطير جدا .. فأن كنا قد أخذنا نحن من روحة ..” لأن من ملئه أخذنا “..فأن هذا ليس معناه أننا أصبحنا كلينا واحد ” أقصد نحن والمسيح واحد “.. اطلاقا هذا لم ولن يحدث ، كما أن هذا يعتبر ضد الثالوث المسيحى الذى نؤمن بة كلنا ، الآب والأبن والروح القدس ، ألة واحد آمين ، ومن هنا يكون السيد المسيح.
هو الله الواحد ، وليس الاه غيرة .. وكما شرح ووضح المتنيح البابا شنودة الثالث نيح الله نفسة فى هذا المضمار قائلا : ” نكون جميعا شركاء الطبيعة الألهية ” وليست ” شركاء فى الطبيعة الآلهية ” والتى تعني أننا نكون قد اشتركنا فى الطبيعة الآلهية أثناء الخلفة فحاشا والف كلا لأن هذا هو ما ينفرد به الله وحدة جل أسمه …وهذا ما أوضحة لنا قداسة البابا شنودة نيح الله نفسه ..
2– ايضا هناك تعبير آخر ورد فى كتابات أبونا متى المسكين على سبيل المثال أيضا – ” أن النعمة تعمل كل شئ ” ، وكأن الأنسان ليس له أي عمل أو أى دور بالمرة … وهذا ما فهمه القارئ البسيط اثناء قيامة بالاستماع او القراءة ..
هنا قام المتنيح البابا شنودة الثالث وأوضح وفسر المعنى الذى قدمه الاب متى المسكين قائلا : أن الانسان أثناء جهاده وأيمانة وحبه لأخية الآنسان وعطائه سوف يساعدة الى دخول ملكوت السماوات ، ولابد ان يعلم الأنسان ان لا خلاص إلا عن طريق رب المجد يسوع المسيح الذى مات من أجلنا و من أجل مغفرة خطايانا ..
3— وايضا – ما عرضة الآب متى المسكين فى كتاباته من أنكار لفكرة ” أن الله يعاقب الناس” وما كان يدور فى فكرة أن الله طيب جدا ولا يحب أن يعاقب الناس وان الله لايشاء أن يهلك أحدا ، صحيح ان الله طيب القلب وهو يسامح من يخطئ ولكن بشرط ان يقدم توبة صادقة عما أقترفته يداه من خطأ وألا لماذا فعلة الله فى العهد القديم ، حيث وضع هلاكا للأشرار كما ذكر ذلك فى اماكن منها رسالة القديس بطرس الرسول الثانية : الاصحاح الثانى :
ا- هلاك الملائكة: ٤ لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ ٱللهُ لَمْ يُشْفِقْ عَلَى مَلَائِكَةٍ قَدْ أَخْطَأُوا، بَلْ فِي سَلَاسِلِ ٱلظَّلَامِ طَرَحَهُمْ فِي جَهَنَّمَ، وَسَلَّمَهُمْ مَحْرُوسِينَ لِلْقَضَاءِ.
ب- هلاك العالم القديم :٥ وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَى ٱلْعَالَمِٱلْقَدِيمِ، بَلْ إِنَّمَا حَفِظَ نُوحًا ثَامِنًا كَارِزًا لِلْبِرِّ، إِذْ جَلَبَ طُوفَانًا عَلَى عَالَمِ ٱلْفُجَّارِ.
ج- هلاك سدوم وعمورة :وَإِذْ رَمَّدَ مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، حَكَمَ عَلَيْهِمَا بِٱلِٱنْقِلَابِ، وَاضِعًا عِبْرَةً لِلْعَتِيدِينَ أَنْ يَفْجُرُوا، ٧ وَأَنْقَذَ لُوطًا ٱلْبَارَّ، مَغْلُوبًا مِنْ سِيرَةِ ٱلْأَرْدِيَاءِ فِي ٱلدَّعَارَةِ. ٨ إِذْ كَانَ ٱلْبَارُّ، بِٱلنَّظَرِوَٱلسَّمْعِ وَهُوَ سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ، يُعَذِّبُ يَوْمًا فَيَوْمًا نَفْسَهُ ٱلْبَارَّةَبِٱلْأَفْعَالِٱلْأَثِيمَةِ. ٩ يَعْلَمُ ٱلرَّبُّ أَنْ يُنْقِذَ ٱلْأَتْقِيَاءَ مِنَ ٱلتَّجْرِبَةِ، وَيَحْفَظَ ٱلْأَثَمَةَ إِلَى يَوْمِ ٱلدِّينِ مُعَاقَبِينَ، ١٠ وَلَا سِيَّمَا ٱلَّذِينَ يَذْهَبُونَ وَرَاءَ ٱلْجَسَدِ فِي شَهْوَةِ ٱلنَّجَاسَةِ، وَيَسْتَهِينُونَ بِٱلسِّيَادَةِ. جَسُورُونَ، مُعْجِبُونَ بِأَنْفُسِهِمْ، لَا يَرْتَعِبُونَ أَنْ يَفْتَرُوا عَلَى ذَوِي ٱلْأَمْجَادِ، ١١ حَيْثُ مَلَائِكَةٌ- وَهُمْ أَعْظَمُ قُوَّةً وَقُدْرَةً – لَا يُقَدِّمُونَ عَلَيْهِمْ لَدَى ٱلرَّبِّ حُكْمَ ٱفْتِرَاءٍ.١٢ أَمَّا هَؤُلَاءِ فَكَحَيَوَانَاتٍ غَيْرِ نَاطِقَةٍ، طَبِيعِيَّةٍ، مَوْلُودَةٍ لِلصَّيْدِ وَٱلْهَلَاكِ، يَفْتَرُونَ عَلَى مَا يَجْهَلُونَ، فَسَيَهْلِكُونَ فِي فَسَادِهِمْ، ١٣ آخِذِينَ أُجْرَةَ ٱلْإِثْمِ. ٱلَّذِينَ يَحْسِبُونَ تَنَعُّمَ يَوْمٍ لَذَّةً. أَدْنَاسٌ وَعُيُوبٌ، يَتَنَعَّمُونَ فِي غُرُورِهِمْ صَانِعِينَ وَلَائِمَ مَعَكُمْ.
د – الذين بعد ما ذاقوا طعم النعمة وتمتعوا بالبركات ، عادوا مرة اخرى الى طريق ابليس فكانت نهايتهم أشر : ٠ لِأَنَّهُ إِذَا كَانُوا، بَعْدَمَا هَرَبُوا مِنْ نَجَاسَاتِ ٱلْعَالَمِ، بِمَعْرِفَةِ ٱلرَّبِّ وَٱلْمُخَلِّصِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، يَرْتَبِكُونَ أَيْضًا فِيهَا، فَيَنْغَلِبُونَ، فَقَدْ صَارَتْ لَهُمُ ٱلْأَوَاخِرُ أَشَرَّ مِنَ ٱلْأَوَائِلِ. ٢١ لِأَنَّهُ كَانَ خَيْرًا لَهُمْ لَوْ لَمْ يَعْرِفُوا طَرِيقَ ٱلْبِرِّ، مِنْ أَنَّهُمْ بَعْدَمَا عَرَفُوا، يَرْتَدُّونَ عَنِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلْمُسَلَّمَةِ لَهُمْ. ٢٢ قَدْ أَصَابَهُمْ مَا فِي ٱلْمَثَلِٱلصَّادِقِ: «كَلْبٌ قَدْ عَادَ إِلَى قَيْئِهِ»، وَ«خِنْزِيرَةٌ مُغْتَسِلَةٌ إِلَى مَرَاغَةِ ٱلْحَمْأَةِ»…
أخيرا يا أحبائى — فهناك بعض المفاهيم والتي يصعب فهمها على غير اللاهوتيين والمبتدئين … وتؤخذ بمفهوم خاطئ ، ولكن بحكم المسئولية الملقاة على عاتق الآب الكبير المتنيح البابا شنودة الثالث ان يقوم بالشرح والتوضيح لتوصيل المعلومة الصحيحة كما كان الغرض الصحيح من ورودها فى الكتاب المقدس …
نصلى ونطلب نياحة لروحيهما الطاهرتين .. ونطلب منهما أن يذكرونا أمام عرش النعمة … ولربنا المجد الى الأبد آمين ..