+ لما جاءت المسيحية تنادي بالحب، ظن بعض النساء أن في هذه فرصة لأن يتحررن من سلطه أزواجهن، وكانت وقتها الشريعة الرومانية تبيح للرجل أن يتسلط على زوجته كجارية، كذلك يوضح الرسول بطرس في رسالته الأولى هذا أن المسيحية تدعو الزوجة للخضوع لزوجها في الآيات: “كذلكن أيتها النساء كن خاضعات لرجالكن حتى وأن كان البعض لا يطيعون الكلمة يريحون بسيره النساء بدون كلمة. ملاحظين سيرتكن الطاهرة بخوف.” ( 1 بط 3 : 1 – 3 ) .
فالطاعة تدفع الرجل لحب زوجته المطيعة، وحب الرجل يدفع المرأة لطاعة زوجها بالأكثر، وهكذا يحل السلام بالأسرة– وإن كان البعض لا يطيعون الكلمة “فالمسيحيات كن يتزوجن رجال وثنيين” والرسول يقول أن سيرة المرأة المسيحية قد تجذب زوجها غير المؤمن فنحن لسنا كلنا قادرين ان نعظ باللسان، ولكننا كلنا قادرين أن نعظ بسيرتنا .. وهذا الكلام موجه لنساء متزوجات من رجال سواء كانوا وثنيين أو مسيحيين لكن أزواجهن عنفاء معهن– ولكن مع هذا يطلب الرسول أن يخضعن لرجالهن العنفاء (ملاحظين سيرتكن الطاهرة بخوف) – وطبعاً الخوف هنا هو المقصود به خوف الله وليس من إنسان …
يقول أيضا القديس بطرس في ( 1 بط 1 : 3 – 5 ) “ولا تكن زينتكن الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب وليس الثياب– بل إنسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادي الذي هو قدام الله كثير الثمن “… فمن المؤكد أن الزينة غير ممنوعة– ولم يمنعها الرسول بطرس منعاً مطلقاً، لكن هى مسموح بها على أن تكون في حدود اللياقة وليس المغالاه وفي حدود طاعة الزوج والخضوع له “خاضعات لرجالهن”– وأن تكون لأرضاء زوجها وليس لإرضاء الغرباء. ويضرب الرسول بطرس مثالاً بأمنا ( ساره ) .. ويذكر مميزاتها :
• متوكلات: متكله على الله لا تبالي سوى برضائه .
• خاضعات لرجالهن: حتى أنها كانت تقول له سيدها .
• صانعات خيراً .
• غير خائفات: من أحد من البشر، بل في حب المسيح .
أذن … تمثلن بسارة فتكونوا بناتها الصالحات ..
+ وبعد أن وجه الرسول بطرس الكلام للنساء، ها هو يوجه نصائحه للأزواج :-
” كذلك أيها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنه مع الأناء النسائىًّ كالاضعف مُعطين إياهن كرامة، كالوارثات أيضاً معكم نعمه الحياة، لكي لا تعاق صلواتكم .” ( 1 بط 3 : 7 ) .
يقول القديس بطرس شارحاً بأسلوب راقٍ نصائحه للأزواج فيقول :-
• بحسب الفطنة: ويترجمها البعض “حاولوا أن تفهموا المرأه الجنس الأضعف” – والفطنة هي التصرف السليم المبنى على فهم سليم ..
• الإناء النسائي كالأضعف: هنا يشبه الرسول بطرس النساء بإناء هش ضعيف، يحتاج للترفق ، تشبيهه بالأناء لأنه يحمل بداخله الأطفال .. ويطالب الزوج أن يعطي كرامة لزوجته فهي سترث معه في ملكوت السموات ..
• لكى لا تعاق صلواتكم: أن أقل خطية أو عناد أو سوء فهم أو عدم مودة، أو غلظة في التعامل كفيل بأن يعيق الصلوات … هذه كلها ثعالب صغيرة تفسد الكروم، كروم الشركة مع الله .. كما أن الذين لا يعرفون روح التسامح لن يختبروا غفران الله عن تعدياتهم- والرسول هنا يشير لما ذكره ملاخي النبي ( 2 : 14 ) “من أجل أن الرب هو الشاهد بينك وبين إمرأة شبابك التي أنت غدرت بها وهي قريبتك وأمرأه عهدك” .
+ يقول القديس بطرس الرسول: ” والنهاية كونوا جميعاً مُتحدي الرأي بحس واحد ذوي محبة أخوية مشفقين لطفاء” ( 1 بط 3 : 8 ) .
• كونوا جميعاً متحدي الرأي: هدف الرسول بطرس هنا أن لا يكون الزوجين فقط متحدي الرأى – بل الكنيسة كلها ( جميعاً ).
• بحس واحد: بمعنى مشاركين بعضكم الأفراح والألام
• لطفاء: وهي تعني متضعين أمام الله وبكل لطف .
+ يقول القديس بطرس: “غير مجازين عن شر بشر أو عن شتيمه بشتيمه بل بالعكس مباركين عالمين أنكم لهذا دعيتكم لكي ترثوا بركه ” ( 1 بط 3 : 9 ) .
• “غير مجازين عن شر بشر أو عن شتيمه بشتيمه”– بمعنى أننا عندما نسير في طريق الرب ـ فأن أبليس يهيج علينا ويثير رجاله الذين يتبعونه– فيشتمونا ويدبرون ضدنا الشرور .
• “بل بالعكس مباركين عالمين أنكم لهذا دعيتم”: يقول القديس بطرس أن شتيمه رجال أبليس علينا لن تضركم ولن تمنع البركة عنكم ..
• “لأنكم لهذا دعيتم لكي ترثوا بركة”: أن ترثوا بركة عدم الرد على رجال أبليس ولاسيما لو خرجت من فمكم لهم كلمات البركة …
• “مباركين”: وهي في ( مت 5 : 44 ) “باركوا لاعنيك. “أي نتكلم مع الناس حسناً.
• “ترثوا بركة” : أي أن الله يهبنا خيرات روحية ومادية.
+ كما يقول القديس بطرس الرسول على من يُبعد عن عن الشر ويلزم البر والخير: ” لأن عيني الرب على الأبرار وأذنيه إلى طلبتهم ولكن وجه الرب ضد فاعلي الشر” ( 1 بط 3 : 12 ) … وهذا يعني أن يحافظ الله عليهم ويعتني بكل أمورهم، ويسمع بأذنيه طلباتهم ويستجيب لهم ..
+ ويقول أيضاً القديس بطرس ( 1 بط 3 : 13 ) “فمن يؤذيكم أن كنتم متمثلين بالخير؟ ” – بمعنى لا أحد أنسان كان أو شيطان أن يؤذينا … طالما نفعل الخير وأن كان هناك بعض الألام في للبركة .
المقومات الهامة للحياة الأسرية:
1- كما رأينا من شرح وتفسير القديس بطرس الرسول فى الأصحاح الثالث فأننا نرى أن الخلاصة هي أن :
الأسرة هي نواة المجتمع والكنيسة، والأسرة المسيحية تقوم باتحاد الرجل والمرأه في سر الزيجة المقدس الذي يباركه السيد المسيح، وينمي المحبه فيه، ومن ثم يأتي الأولاد كثمرة لهذا الحب، ولكي ينمو الأطفال في بيئه أسرية صالحة يجب أن تنشأ الأسرة كجسد واحد في محبه وتناغم وتفاهم احترام وطاعة وشعور بالمسئولية ويعرف الأباء والأمهات أسس التربية وعلم النفس، ويتفقا على الأسلوب السليم في التربية والتفاهم والحوار بين أفراد الأسرة لنمو المحبه والإقناع الفكري .
الأسرة المسيحية مرتبطة بعضها ببعض أرتباطا شديدا، وهذا الإرتباط مصدره المسيح، فهم أعضاء في جسد واحد، يكملون بعضهم بعضاً، ويحتاجون إلى بعضهم بعضاً، ولذلك كانت المحبه والحوار هم أسلوب الترابط والتعامل ومواجهه كل ظروف الحياة التي يتعرضون لها …
والرب يسوع له المجد أعلىًّ كرامة الزواج بكونه سراً، أي علاقه محبته للكنيسة عروسة، وعلى ضوء هذه الحقيقة يسمع الأزواج بولس الرسول يدعوهم: “أيها الرجال”أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة.”
ومن أهم المقومات الهامة للحياة الأسرة :
1- المحبة والاحترام :
يجب أن يقوم الحوار داخل الأسرة على المحبه والأقتناع لا الأمر والنهي، ويجب احترام مشاعر أفراد الأسرة بعضهم لبعض( مقدمين بعضنا بعضاً في الكرامة) وبالأكثر أمام الضيوف .
2- الصداقة مع الأبناء:
الصداقة فى روح المحبة والمصارحة، والأتفاق، وقضاء وقت مشبع مع الأبناء يقوي الثقة والمحبة في الأسرة، مع احترام خصوصية الأبناء وعدم التدخل في خصوصياتهم إلا وقت الإحساس بخطأ، مع الإتفاق على ذلك حتى لا نقودهم إلى التمرد والرفض والاستقلال المتطرف عن الوالدين … فعلينا أن نصادقهم ونتابعهم في وداعه وحزم دون تدليل أو قسوة، مشتركين كأسرة في قراءة الكتاب المقدس والصلاة–أو مشاهده برامج ناجحة، أو زيارات أسرية وعائلية معاً .
3- التشجيع وتحمل المسئولية :
يجب أن نهتم بتشجيع أبناءنا ونكتشف مواهبهم وتنميتها في أي مجال يحبونه– سواء الموسيقى أو الرسم أو الشعر أو الأدب والقراءة أو الابتكار العلمي. ونعودهم على تحمل المسئولية منذ الصغر ونعلّمهم التدبير والتوفير من مصروفهم– وأختيار ملابسهم المناسبة في نصح ..
4- التهذيب والتقويم :
أن الهدف من التهذيب والتقويم وحتى العقاب هو الإصلاح والتنشئة لأطفالنا على أسس سليمة … وأن يكون العقاب هو وسيلة وليس هدف في حد ذاته ، ولابد أن ينطلق من المحبه وأن يفهم الأبناء ذلك– وجاء في سفر الأمثال: “الذي يحبه الرب يؤدبه وكاب بابن يسر به” ( ام 3 : 12 ) . وعلينا مراعاة نفسيه الأبناء وأن لا نحرجهم أو ننتقدهم النقد الهدّام ..
5- الحوافز ومبدأ الثواب والعقاب :
وهو من الأساليب الناجحة في التربية الحديثة، فيأخذ الأبن أو الطفل المكافأه متى حقق نجاحاً أو قام بأداء عمل ما، ويحرم منه متى لم يقم بالمطلوب منه فى أطار أمكانياته وقدراته ..
شروط تكوين الأسرة السعيدة :
1- ينبغى أن يكون سن الزواج هو سن النضوج الفكري و الأجتماعي، وسن القدرة على تحمل المسئوليات .
2- أن الأسرة الصغيرة يجب أن تبنى على أساس من التوافق التام في الفهم الديني، وفي الفكر، وفي المبادئ والتقاليد وفي طريقه الحياة، وأيضاً توافق في الطباع ..
3- أن يعرف الخطيبان أن فترة الخطوبة هي فترة تعارف، وصداقة قبل الزواج ومن الخطأ أن يفهم البعض أن الأعداد للزواج هو مجرد الأعداد المادي، من حيث تجهيز الأثاث، والبيت المناسب، والملابس … وأن فترة الخطوبة هي ليست فترة تمثيل، يحاول فيها الخطيبين أن يبدو أمام الآخر في صورة مثالية غير حقيقتها ، سرعان ما تنكشف بعد الزواج وتبدو الخدعة، فيتصدع الزواج ..
عناصر التعامل داخل الأسرة:
هناك عناصر هامه لازمه للتعامل داخل الأسرة لصيانة الأسرة وسلامتها :-
1- أهم عنصر– هو عنصر الفهم، فمطلوب أن يفهما أبنائهما في كل مرحلة من مراحل العُمر، فمثلاً يعرفون كيفيه معاملة الطفل الخجول، والطفل المشاكس، والطفل العدواني، والطفل الأناني، والطفل العنيد … وطريقة معاملة كل منهم .
2- والمرأه الحكيمة– لكي تكون زوجة ناجحة، ينبغي أن تدرك كيف تتعامل مع الرجل، فتحادثه بمعلومات تشبعه، وأن لا تتعالى عليه بمعلوماتها حتى لا تخدش كبريائه– فالمرأة الحكيمة تحفظ لرجلها كبريائه …
3- أن تتعلم المرأة كيف تتعامل مع الأطفال بحنان– فمن النافع للأطفال أن يشبعوا من حنان الوالدين– حتى لا يبحثوا عن الحنان من مصدر خارجي ..
4- أن يكون الأطفال مستمتعين بعنصر المرح الذي يوفرانه لهم الأباء، وعلى أن يكون المرح في البيت منضبط وله حدود .
5- عنصر الإحرام والتقدير– بين الزوجين، وتبادل عبارات المجاملة والشكر والتي يفتقدها الزوجان أحياناً في تعاملهما بحجه رفع الكلفة- على أن يكون الاحترام المتبادل بين الزوجين درساً لأبناءهما .
6- أن يكون الزوجين بعيدين عن قسوه القلب، فالقساوة مكروهه من الجميع، إلا من القساه أنفسهم، فهي لها نتائج سيئة عديدة وهي ضد الرحمة والرأفة والرقه وضد الوداعة وأيضاً ضد الإتضاع …
ونقدم أيضاً وصايا القديس بولس الرسول للأزواج :
لقد تحدث القديس بولس الرسول عن الكنيسة من الجانب العملي من خلال سلوك المؤمن اليومي، بنزع أعمال الإنسان القديم وممارسته أعمال الإنسان الجديد ..
يذكر القديس بولس في الأيات: “أيها النساء (الزوجات) أخضعن لرجالكن كما للرب ( أف 5 : 22 ) .. ويلاحظ على هذا النص الرسولي الذي بين إيدينا الأتي :-
1- الكشف عن الوحدة الزوجية بين الرجل والمرأه بكونها أيقونة للوحدة مع المسيح وعروسة الكنيسة … الأولى تستمد كيانها من الثانية… لذا وجب أن يتم العرس في ظل الصليب من خلال وحدة الإيمان بالسيد المسيح المصلوب والإرتباط بكنيسته .
+ يقول القديس أغناطيوس النوراني:
يجب على المتزوجين والمتزوجات أن يجروا إتحادهم برأي الأسقف لكي يكون الزواج مطابقاً لإراده الله لا بحسب الشهوة.
+ ويقول القديس أمبروسيوس :
إذا كان لابد أن يعقد الزواج بحله كهنوتيه وبركه، فكيف يمكن ان يكون زواج حيث الإيمان مختلف ؟!
+ ويقول العلامة (ترتليان) :
كيف يمكننا أن نعبًّر عن السعادة التي تعقدها الكنيسة ويثبتها القربان وتختمها البركة.؟
2- مفهوم الخضوع :
كثيرون يسيئون فهم العبارة الرسولية (“أيها النساء ( الزوجات ) أخضعن لرجالكن كما للرب” ) ( أف 5 : 22 ) .
والخضوع في المسيحية ليس خنوعاً ولا ضعفاً ولا نقصاً في الكرامة. هذا ما أعلنه كلمة الله المتجسد حين أعلن طاعته للآب وخضوعه له مع أنه واحد في الجوهر . ورافعاً فضيلة (الخضوع) ليجعلها موضع سباق لعلنا نبلغ سمه المسيح الخاضع والمطيع، والعجيب أن الانجيلي لوقا يقول: بأن ( يسوع ) كان خاضعاً للقديسة مريم والقديس يوسف النجار ( لو 3 : 51 ) مع كونه خالقها ومخلصها. وخضوعه لم يعيقه عن تجفيف رسالته التي غالباً لم يدركاها في كمال أعماقها ، اذ قال بتواضع وصراحة: ” لماذا كنتما تطلباني” ؟ ألم تعلما أنه ينبغى أن أكون في ما لأبي” ( لو 3 : 49 ) – فالخضوع ليس استسلاما على حساب رساله الشخص، ولا طاعة عمياء دون تفكير ، وإنما اتساع قلب وقبول لإراده بفكر ناضج.
+ قدم لنا القديس (هيبوليتس) الروماني فهماً لخضوع الأبن للأب، ليس علامة انتقاص لأقنومه وإنما على تناغمه وأتفاقه ووحدته مع الاب، إذ يقول: ( يرتد تدبير الاتفاق إلى الله الواحد .. فأن الله واحد: الأب يوصي والأبن يطيع والروح يهب فهماً … الأب أراد والأبن فعل والروح أعلن .. هذا ما يوضحه الكتاب المقدس كله .) .
إذن فخضوع الزوجة لرجلها هو مشاركه السيد المسيح طاعته وخضوعه للأب كعلامه الحب والوحده، وليس إهداراً للكرامة أو كإنقاص من شأنها ..
+ والقديس يوحنا ذهبي الفم– يرى أن المرأة وهي موضع حب رجلها الشديد، يلزمها ألا تقابل هذا الحب بكبرياء بل بخضوع كرد فعل لمحبته، إذ يقول: ( المحبة هي من اختصاص الرجال، أما الخضوع فمن اختصاص النساء، فإن قدم كل إنسان ما يلزم به تثبت الأمور، فالرجل بحبه للمرأة تصيًّره هي محبه له– والمرأة بطاعتها للرجل يصير وديعاً معهاً. لا تنتفخي لأن الرجل يحبك. فقد جعله الله يحبك لتطيعيه في خضوع بسهوله. لا تخافي من خضوعك له . لأن الخضوع للمحب ليس فيه صعوبة ..
+ والقديس أغسطينوس– يطالب الزوجات أن يقتدين بالقديسة مريم التي أتسمت بالتواضع المقدس، فقدمت يوسف رجلها عنها. ( لو 2 : 48 )– مع أنها نالت شرف ولادتها للسيد المسيح. قائله له: “هوذا أبوك وانا كنا نطلبك معذبين” ( لو 2 : 48 ) بهذا الفهم– يفهم الأباء خضوع الزوجه بمنظار روحي من خلال الصليب، لا يفقدها مساواتها له ولا مشاركته التدبير وتحمل المسئولية، إنما يزينها بالفضيلة ويمجدها لتكسب أيضاً محبته …
+ ويقول القديس أمبروسيوس: ( ليت الرجل يقود زوجته كربان، يكرمها كشريكه معه في الحياة …
3- رئاسة الرجل وحبه:
+ كثيراً ما يتمسك الرجل بالرئاسة بكونها (سلطة) ودكتاتورية لذا ربط الرسول بولس الرئاسه بالحب الباذل، إذ يقول: ” لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح أيضاً رأس الكنيسة وهو مخلص الجسد.” ( اف 5 : 23 ) .
+ فرئاسة السيد المسيح لكنيسته أعلنت خلال محبته الباذلة على الصليب لخلاصها . وهكذا أذ يريد الرجل أن يكون رأساً فليقدم حباً باذلاً عملياً او كما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: ( أهتم بها بنفس العناية التي تعهد بها المسيح الكنيسة … نعم حتى وأن احتاجت أن تقدم حياتك!! نعم . لتحتمل أي ألم مهما كان ونعم حتى وأن أحتاجت أن تقطع أجزاء ربوات المرات !! ولا تمتنع ..)
+ أن كان الرجل هو الرأس، فلا مكان للرأس بدون الجسد ولا حياة للرأس بدون الجسد. يقول القديس أمبروسيوس: ( الرجل بدون زوجته يحسب كمن هو بلا بيت . )
4- الشركة في الصليب :
حينما تمارس الزوجة خضوعها لرجلها في الرب. ويمارس الرجل حبه لعروسه من أجل الرب. إنما يشترك الإثنان معاً بصورة أو بأخرى في عمل السيد المسيح الذبيحي بالبذل الحقيق، فتصير حياتهما الزوجية علامة منظورة عن شركتهما ي عمل السيد المسيح المبذول الخفي … بمعنى أخر يرى الزوجان في ذبيحة المسيح، ذبيحة الحب عن الآخرين نموذجاً حياً ورصيداً لحياتهما الأسريه … هذا ما نلمسه في حديث الرسول بولس: ( ولكن كما تخضع الكنيسة للمسيح كذلك النساء لرجالهن في كل شئ .
أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح ايضاً الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها” ) ( أف 5 : 24 – 25 ) .
+ تحت ظل الصليب تقدم الزوجة خضوعها بفرح من أجل الرب ويعلن الزوج حبه لزوجته مهما كان تصرفها متمثلاً بالسيد المسيح الذي قدم حياته لتقديس المؤمنيين .
+ في قوة ووضوح تحدث الرسول بولس عن حب المسيح للكنيسة كمصدر حي لحب الرجل لزوجته قائلاً :
• “أسلم نفسه لأجلها”
• “لكي يقدسها، مطهراً أياها بغسل الماء بالكلمة”
• “لكي يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة”
• ” لا دنس فيها ولا غضن أو شئ من مثل ذلك”
• “بل تكون مقدسة وبلا عيب ”
ويلاحظ في محبة المسيح للكنيسة الأتي :
1- أنه أسلم نفسه لأجلها لأن المحبة “لا تطلب ما لنفسها” ( 1 كو 13 : 5 )
2- غايه السيد المسيح من عروسه أن يقدسها ويطهرها بمياه المعمودية وذلك بالكلمة مقدماً صليبه ثمناً لتقديسها …
+ كما يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: ” مملوءة عيباً وبشعه وملومه، فلم يشمئز منها ولا مقتها. إنما أسلم نفسه من أجلها … كقول الرسول: “وإذ كنا خطاة مات المسيح عنا ( رو 5 : 5 )
+ وبالرغم من كونها هكذا. أخذها وكساها بالجمال وغسلها ولم يرفض أن يسلم نفسه من أجلها.” كما ورد في سفر حزقيال النبي …
أحكام المواريث بنصيب متساوي بالرجل .
1- سفر العدد: ( أصحاح 27 : 1 – 11 )
“أفتقدت بنات صلفحاد بن حافر بن جلعاد بن ماكير بن منسى من عشائر منسى بن يوسف. وهذه أسماء بناته: محله ونوعه وحجله وملكه وبرصه-فتقدمن ووقفن أمام موسى وإلعازار الكاهن وأمام الرؤساء وكل الجماعة لدى باب خيمة الاجتماع قائلات: أبونا مات في البرية ولم يكن في القوم الذين أجتمعوا على الرب هي جماعة قورح بل بخطيته مات ولم يكن له بنون . لماذا يحذف اسم أبينا من بين عشيرته لأنه ليس له أبن. اعطنا ملكاً بين أخوه أبينا. فقدم موسى دعواهن أمام الرب، فكلم الرب موسى قائلاً: بحق تكلمت بنات صلفحاد فتعطيهن ملك نصيب بين أخوه أبيهن . وتنقل نصيب أبيهن أليهن. وتكلم بني إسرائيل قائلاً: أيما رجل مات وليس له أبن تنقلون ملكه إلى أبنته وأن لم تكن له أبنه تعطوا ملكه لأخوته وأن لم يكن له أخوه تعطوا ملكه لأخوه أبيه. وأن لم يكن لأبيه أخوه تعطوا ملكه لنسيبه الأقرب إليه من عشيرته فيرثه. فصارت لبني إسرائيل فريضة قضاء كما أمر الرب موسى” .
2- سفر يشوع : ( أصحاح 17 : 3 – 6 )
” وأما صلفحاد بن حافر بن جلعاد بن ماكير بن منسى فلم يكن له بنون بل بنات وهذه اسماء بناته : محله ونوعه ومجله وملكه وبرصه . فتقدمن امام العازر الكاهن وامام يشوع بن نون وأمام الرؤساء وقلن : الرب أمر موسى أن يعطينا نصيبنا بين أخوتنا فأعطاهن حسب قول الرب نصيباً بين أخوه أبيهن . فأصاب منسى عشر حصص ماعدا أرض جلعاد وباشان التى عبر الاردن . لان بنات منسى أخذن نصيباً بين بنيه . وكانت أرض جلعاد لبنى منسى الباقيين ”
3- سفر أيوب: (أصحاح 42 : 12 – 17)
“وبارك الرب آخره أيوب أكثر من أولاه وكان له أربعة عشر ألفاً من الغنم وستة ألاف من الأبل. وألف فدان من البقر وألف أتان وكان له سبعة بنين وثلاث بنات وسمي اسم الأولى يميمه واسم الثانية قصيعة واسم الثالثة قرن هفوك ولم توجد نساء جميلات كبنات أيوب في كل الأرض وأعطاهن أبوهن ميراثاً بين أخوتهن وعاش أيوب بعد هذا مئه وأربعين سنة ورأي بنية وبني بنيه إلى أربعة أجيال ثم مات أيوب شيخاً وشبعان الأيام .” .
4- رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس ( أصحاح 11 : 11 ) .
“غير أن الرجل ليس من دون المرأه، ولا المرأه من دون الرجل في الرب . لأنه كما أن المرأة هي من الرجل. هكذا الرجل أيضاً هو بالمرأة. ولكن جميع الأشياء هي من الله ” .
ــــ هكذا ….
هكذا كانت إراده ومشيئة الرب في العهد القديم والعهد الجديد من الكتاب المقدس أن للمرأة كرامة وحقوقاً متساويه مع الرجل … ولم تعط المسيحية للرجل مراتب استعلاء أو تميز على المرأة بل أعتبرته “الأناء الأقوى” الواجب عليه إحتواء”
الإناء الأضعف” ……