يعمل معيد بجامعة “أم – أس – ايه”، وحاصل على بكالوريوس في علوم الحاسب الآلي، وماجستير في التسويق وإدارة الأعمال، ولكنه طباخ محترف وصاحب فكرة “عربة مأكولات متنقلة”.. يبلغ من العمر 27 سنة.. هو “عمرو فهمي” ، يعد لعمل مشروعه الصغير ولم يخجل من مشروعه.. ولاقت صفحته التي دشنها على موقع التواصل الإجتماعي – فيسبوك كدعاية لمشروعه ووصف لمعاناته، إعجاب الألف شخص في غضون بضعة أيام حيث وصل عدد من أعجب بالصفحة حتى الأن أكثر من 22 ألف شخص.
وقال عمرو: ” لم أخجل على الإطلاق من تنفيذ فكرتي والعمل على عربية أكل مادام عمل شريف ولا يعيبنى في شيء، وبالتأكيد لن أسمح لأحد من الطلبة الذين أقوم بتدرسيهم بمناداتي “الدكتور عمرو” عند شراؤه الساندويتشات مني، فطالما نحن خارج أسوار الجامعة فأنا أدعى “عمرو ” فقط.
وأكد ” فهمي” أنه سيقوم بقيادة عربة المأكولات بنفسه، كما سيقوم هو بعمل الأكل وتقديمه لعملائه، لضمان جودة ونظافة المنتج الذي يقدمه، فهو يؤمن أن أفضل شخص يؤتمن على العمل هو صاحب العمل نفسه .
وبسؤاله عن سبب اختياره للعربة لتنفيذ مشروعه وليس محل في مبنى قائم، قال “فهمي”: إن ثمن عربة الأكل فقط وصلت إلى عشرة آلاف جنيهاً قمت بإدخارها من راتبي خلال السنتين الماضيتين، وهو مبلغ ليس بكبير مقارنة بسعر تملك أو تأجير أي مكان يصلح لمطعم أو متجر.. فلا مانع أن يبدأ الإنسان صغير في عمله ثم يكبر، كل ما فعلته أنني اعتمدت على نفسي بدل أن أطلب من أهلي المساعدة لبدء مشروعي كما يفعل كثير من الشباب في بداية أي مشروع”
ومن مميزات فكرة العربية أنها ستتيح للزبائن فرصة رؤية عملية تجهيز الطعام ويتأكدوا من نظافته وطريقة عمله، كما أنها ستوفر بعض النقود حيث أن المطاعم تضيف على ثمن المأكولات 23 % خدمة وضريبة وهذا لن يحدث في حالات الشراء من عربته .
وأشار أيضا أن الشعب المصري شعب بيحب الأكل ومشروع مثل هذا سيحقق ربح سريع ومضمون. هذا ما ذكره” فهمي” عن سبب اختياره مشروع لعمل مأكولات بالتحديد.
وتعلم “عمرو” طرق الأكلات التي سيقدمها من خلال تواصله ” أون لاين ” مع بعض أصحاب مثل هذه المشروعات خارج مصر، وكان في أي تجمع لأصحابه يقوم بتنفيذ هذه الأصناف لهم و كانت تلاقي إعجابهم وفي كل مره يستفيد من ملاحظاتهم عليها ويضعها في الحسبان .
وعن تصنيع العربة قال “فهمي ” ل “وطني” أنها تصنع من خامات وأيادي مصرية 100% بورش في منطقة الخصوص بالقاهرة، حيث قام بوضع الخطوط العريضة لمتطلباته أمام المهندس الذي قام بتصميمها وإعداد الرسومات لتنفيذها له، وذلك تضمن الأجزاء التي يرغب في تركيبها بالعربة من شواية وقلاية والأجهزة التي سيحتاجها لمشروعه.. وقد اختار “عمرو” خامة “الستانلس ستيل” عالي الجودة لعمل مسطحات إعداد الطعام لسهولة تنظيفه وقوة تحمله. كما فضل أن تركب الدراجة التي تتحرك بها العربة أمام العربة لكي تكون الرؤية أوضح وقت القيادة. واختار أن تعمل دراجته البخارية بالغاز الطبيعي لأن عملية إعداد الطعام بها قلي وشوي وقت طويل لذا إستخدام الطاقة الشمسية كان سيكلفه أكثر بكثير من الغاز الطبيعي. كما راعى أيضا في تصميم السيارة وجود مظلة فوقها وزجاج أمام الشواية للحد من تلوث وتلف الأكل أثناء الإعداد. وكل تلك المتطلبات يتم تجهيزها كل جزء بها في ورش متخصصة ، ثم يتم تجميعها وتركيبها بالدراجة، بعد ذلك يتم دهانها وأخيراً يتم تركيب مظلتها. ومن هذه العربات أنواع تكون الدراجة فيها من الخلف واخري من الأمام ، وكذلك هناك أنواع تعمل بالغاز واخري بالطاقة الشمسية .
واختار فهمي أن يكون موقع التواصل الإجتماعي – الفيسبوك، هو وسيلته للدعاية عن مشروعه، حيث قام بإنشاء صفحة بإسم مطعمه ونشر عليها صور لبعض الأصناف التي سيقدمها حيث لاقت إعجاب اكثر من 22 ألف شخص حتى الآن . كما نشر ” بوست ” يعرف الناس به وبفكرته ويجسد معاناته في إخراج التصاريح.. وقد لاقى إعجاب اكثر من 27 ألف شخص في حوالي عشرة أيام. كما أكد أنه قرر اختيار شهر رمضان لعمل دعاية لمشروعه لأنه يرى أن اكثر ما يستخدمه الشباب في نهار رمضان قبيل الإفطار للتسلية هو الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وبالطبع أكثر ما يشد الصائم هو صور الأكل واعلانات المطاعم .
بعد دراسة الأمر والبحث في كيفية إخراج الترخيص للمشروع والتصريح لوقوف العربة بالشارع ، اعد “فهمي” كل الأوراق اللازمة من شهادات و تحاليل تثبت خلوه من أي أمراض معدية، إلا أنه تم إيقاف هذه التصاريح حاليا دون إبداء أي أسباب من قبل المحافظة، وناشد عمرو فهمي المسئولين قائلاً: ” أننا نثق في وعيكم وإدراككم بأن المشروعات الصغيرة هي التي تنهض بالإقتصاد، وكما نرى بمؤتمرات الشباب تشجيع الرئيس السيسي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ” ، لذا نتمنى تسهيل الأمور والإجراءات على الشباب ليستطيعوا أن يأخذوا أولى خطواتهم في مستقبلهم على أرض بلدهم..