احتفل الكنيسة القديسن مكسيموس ودماديوس والقوى الأنبا موسي الأسود بشارع 45 بالعصافرة بعيد شفيع الكنيسة بإقامة نهضة روحية، اختتمت بعشية عيد القديس الشهيد موسى الأسود مساء الأربعاء 30 يونيو واقيم قداس العيد بالكنيسة صباح اليوم الخميس 1 يوليو.
والجدير بالذكر أن الكنيسة يرعاها الآباء الموقرون القمص تادرس لبيب والقس بضابا بخيت والقس بموا غالى والقس بيجول صالح والقس دوماديوس حليم والقس صليب سمير والقس موسى جمال والقس يوناثان محفوظ.
نبذة عن القديس
الأنبا موسى الأسود (332-408م) Saint Moses the Black – بالقبطية: abba Mouch (يلقب أيضا بالقديس القوي الأنبا موسى الأسود)- هو قديس مسيحى ناسك و وراهب قبطى مصرى عاش و استشهد بين القرنين الرابع و الخامس الميلادي، لقب بالأسود بسبب لون بشرته حيث تعود اصوله غالبا لبلاد النوبة جنوب مصر، بدأ حياته كلص و قاطع طريق ثم تاب و ترهبن و تعتبر سيرته من اقوى و أشهر سير التوبة في تاريخ الكنيسة القبطية و لذا يلقب بالقديس القوي (ليس لقوة بنيته الجسمانية فقط و انما لقوة توبته).
لا يعرف الكثير عن نشأته الا انه يرجح انه ولد مابين 330 -340 م و تعود اصوله للنوبة (أقصى جنوب مصر), كان عبدًا لرئيس قبيلة تعبد الشمس (كانت عبادة شائعة في مصر القديمة)، لكن من فرط شروره عاقبه بقسوة فهرب وراح ينتقم من كل سيد وغنى طرده سيده، فاشتغل بأعمال النهب والسطو والقتل، وكان ذا جسم ضخم جبار يساعده على ذلك، وقيل أنه بسبب تلك المؤهلات صار رئيسًا لعصابة قطاع طرق و اشاع الذعر حتى لقبه الناس بالشيطان الأسود.
في برية شيهيت (الاسقيط) تقابل مع القديس ايسيزورس قس القلالي خارجًا من قلايته ليذهب إلى الكنيسة، فارتعب من منظره. فسأله الشيخ: “ماذا تريد يا أخي هنا؟” أجابه موسى: “قد سمعت أنك عبد الله الصالح، ومن أجل هذا هربت وأتيت إليك لكي ما يخلصني الإله الذي خلصك”. وكان يطلب منه بإلحاح وخشوع: “أريد أن أكون معك، ولو أني قد صنعت خطايا كثيرة وشرورًا عظيمة”.فأخذ ايسيذوروس يسأله عن حياته، فاعترف له موسى بكل ما صنع من شرور. ولما رأى أنبا ايسيذورُس صراحته أخذ يعلمه ويعظه كثيرًا بكلام عن الله وكلمه عن الدينونة العتيدة، وتركه لتأملاته.
أخذ موسى يذرف الدموع الغزيرة، إذ كره الشر وعزم على التخلص منه، وكان الندم الحار يجتاح نفسه ويُقلق نومه مثل شبح مخيف. فجاء إلى أنبا ايسيذورُس وركع أمامه واعترف بصوتٍ عالٍ بشروره وجرائمه في انسحاق يدعو إلى الشفقة وسط دموع غزيرة، فاصطحبه إلى الأنبا مقاريوس الذي وضعه تحت رعايته وأخذ يعلمه ويرشده برفقٍ، ثم منحه نعمة العماد، وسلمه إلى أنبا ايسيذورُس لكي يعلّمه.
بعد مدة طلب موسى من الأب ايسيذورُس أن يصير راهبًا، فأخذ ايسيذورُس يشرح له متاعب حياة الرهبنة من جهة تعب البرية ومحاربات الشياطين والاحتياجات الجسدية، وقال له: “الأفضل لك يا ابني أن تذهب إلى أرض مصر لتحيا هناك”. وكان هذا على سبيل اختبار موسى، لكن بعد أن رأى ثباته وصدق نيته أرسله ثانية إلى القديس مقاريوس الكبير أب البرية.
اعترف موسى علانية في الكنيسة بجميع خطاياه وقبائحه الماضية. وكان القديس مقاريوس أثناء الاعتراف يرى لوحًا عليه كتابة سوداء، وكلما اعترف موسى بخطية مسحها ملاك حتى إذ انتهى الاعتراف وجد اللوح أبيضًا كله. بعد ذلك وعظه الأنبا مقاريوس، وأعاده إلى القس ايسيذورُس الذي ألبسه إسكيم الرهبنة وأوصاه قائلًا: “اجلس يا ابني في هذه البرية ولا تغادرها، لأنه في اليوم الذي تخرج فيه منها تعود إليك كل الشرور. لذلك أقِم زمانك كله فيها، وأنا أؤمن أن الله سيصنع معك رحمة ونعمة وسيسحق الشيطان تحت قدميك”.
سكن في بادئ الأمر مع باقى الرهبان في الدير، ولكنه بسبب كثرة الزائرين طلب من الأنبا مقاريوس مكانًا منعزلًا، فأرشده إلى قلاية منفردة وعاش فيها مثابرًا على الصلوات و الاصوام و العبادة ليقاوم كل فكر شرير أو محاربة من الشهوات تعيده لارتكاب الشرور.
في احدى المرات و لشدة حرب الشهوات داخله خرج وأعلن هذا للأب اسيذوروس. . فأخذه وأصعده إلى السطح وقال له: أنظر إلى المغارب. فرأى حشدًا من الشياطين بلا عدد مضطربًا جدًا يحدث شغبًا استعدادًا للحرب. فقال له ثانية: أنظر إلى المشارق. فتطلع فرأى حشدًا من الملائكة القديسين الممجدين. فقال الأب ايسيذوروس: أنظر، هؤلاء هم الذين يرسلهم الله لمساعدة القديسين. أما الذين في الغرب فهم الذين يحاربونهم. فالذين معنا هم أكثر عددًا. وهكذا شكر موسى الله وتشجّع ورجع عائدًا إلى قلايته.
وتمت رسامته قسًا بمدينة الإسكندرية بيد البابا ثيؤفيلس البطريرك الـ23. وسُمِع صوتًا يقول “أكسيوس أكسيوس أكسيوس. مستحق مستحق مستحق”. وبعد أن ألبسوه التونية البيضاء قالوا له: “ها قد صرت كلك أبيضًا يا موسى” أما هو فأجاب في تواضع وقال: “ليت هذا يكون من الداخل كما من الخارج”.
في تلك الفترة بدأت جماعات من البربر تشن هجومها على برية شيهيت (الاسقيط) لنهبها و استشهد موسى فو اولى تلك الغارات و التي كانت في سنة 408 م وكان فى سن الخامسة والسبعين