قام البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بغسل أقدم الأساقفة، وذلك كطقس كنسي معتاد خلال يوم خميس العهد، كمثال لما قام به السيد المسيح مع التلاميذ من أكثر من ألفي عام، وذلك كدرس تعليمي لهم.
أقيمت صلوات لقان خميس العهد، التي يصليها قداسة البابا تواضروس الثاني في دير الشهيد مارمينا بمريوط، بمشاركة نيافة الأنبا كيرلس أفا مينا أسقف ورئيس الدير، ونيافة الأنبا أكليمندس الأسقف العام لكنائس قطاع ألماظة ومدينة الأمل وشرق مدينة نصر، ومجمع رهبان الدير.
وكلمة «لقان» هي اسم الوعاء الذي توضع فيه المياه فيُصَلَّى عليها لتقديسها، فتصبح مياهًا فيها نعمة خاصة وقوة روحية للبركة، ويرشم بها الأب الكاهن المصلين، وينال قسطًا منها من يرغب، للبركة له ولأسرته ولبيته.
وفي لقان خميس العهد يقوم الكاهن بغسل أرجل الحاضرين تطبيقًا لما طلبه السيد المسيح من تلاميذه في مثل هذا اليوم عقب قيامه بغسل أرجلهم.
إذ قال: «أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّمًا وَسَيِّدًا، وَحَسَنًا تَقُولُونَ، لأَنِّي أَنَا كَذلِكَ. فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ، لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً، حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا». (إنجيل يوحنا ١٣ : ١٣ – ١٥)
وتقام صلاة اللقان في ثلاث مناسبات كنسية هي عيد الظهور الإلهي «الغطاس»، وخميس العهد، وعيد استشهاد الرسولين بطرس وبولس «عيد الرسل»، وهي صلوات موضوعة بترتيب يتشابه مع ترتيب صلوات القداس الإلهي.
وبشكلٍ عام فإن فلسفة اللقان مرتبطة بالمياه التي هي أساس التطهير والنقاء، على اعتبار أن تطهير النفس ونقاء القلب الدائمين، هما أساس علاقة الإنسان مع الله، والأرضية الصلبة التي يسير عليها من يخدمون اسمه المبارك.