احتفالا بتذكار شهداء مصر بليبيا 21، نيافة الحبر الجليل الأنبا أنجيلوس الأسقف العام لكنائس شبرا الشمالية كلمة خاصة بهذه المناسبة، جاء نصها:
عيد شهداء الأقباط في العصر الحديث طبقا لقرار المجمع المقدس ( تذكار شهداء ليبيا ال 21 الذين تم ذبحهم على يد تنظيم داعش الإرهابي في 15/2/2015).
قررَّ المجمع المقدس في جلسته المنعقدة في يونيو سنة 2017 اعتبارا من يوم ٨ أمشير من كل عام عيد شهداء العصر الحديث، وهو اليوم الذي تعيد فيه الكنيسة أيضًا بعيد دخول السيد المسيح الهيكل.
وفي أول احتفال رسمي بعيد شهداء العصر الحديث يوم الخميس ١٥ فبراير الموافق ٨ أمشير تم تدشين كاتدرائية شهداء الإيمان بقرية العور (مسقط رأس العدد الأكبر من شهداء ليبيا الـ ٢٠). حيث قام نيافة الأنبا بفنوتيوس مطران سمالوط بإتمام طقس التدشين بعد صلاة القداس الإلهي بالكاتدرائية ذاتها.
كان عشرون من أبناء قرية العور (الشهداء) وبعض القرى المجاورة لها قد استشهدوا ذبحًا بليبيا في فبراير من عام ٢٠١٥ على يد تنظيم داعش الإرهابي بعد أن تمسكوا بإيمانهم حتى لحظاتهم الاخيرة.
طوبى لهؤلاء الشهداء الأبرار الذين رأينا فيهم ما كنا نقرأه ونسمعه في قصص أبائنا الشهداء.
القصة بحسب شاهد عيان، وهو شخص من الاشخاص الذين يعملون في ليبيا والذى سمحت له الفرصة أن يتقابل مع شخص ليبي كان شغال مع داعش كحارس على الخنادق التى كانت لداعش.
وفي هذه الخنادق كان شهداؤنا موجودون كل هذه الفترة حتى الاستشهاد.
وللعلم هذا الشخص كان شغال مع التنظيم وبيقبض منهم، كموظف يعني، وبعد هذا الحادث تركهم وأصيب بحالة نفسية حرجة حتى تقابل مع ذلك الشخص وحكى له تفاصيل فترة الاختطاف.
روى ذلك الحارس قائلاً: في أول أسبوع استقبلنا المجموعة الأولى وهما 7 شهداء، وبعدها بيومين جاء إلينا ذلك الشهيد الاثيوبى اللى داعش كانت شاكه فى ديانته وقالته إرحل لانهم اعتقدوا انه غير مسيحى ولكنه هو صمم وأخبرهم انه مسيحي!، وبعدها بأسبوع تم إستقبال المجموعة الثانية من الشهداء وهما حوالى 13 شهيد، ف تجمعوا ال21 شهيد فى الخندق الذى كان ذلك الشاهد حارس عليه!، وروى الشاهد لذلك الشخص انه فى أول أسبوعين عاملوا الشهداء كويس وكانوا بيآكلوهم ويشربوهم، وحاولوا بالتفاهم يخلوهم ينكروا المسيح، ولكن شهدائنا كانوا أسود فى وجوهم، فلما وجدوا انه مفيش فايدة معاهم بدأوا معاهم رحلة عذابات، ذكرها ذلك الشخص الليبى:
1- كانوا بيطلعوهم برا على الساحل، ويعروهم من الملابس ويربطوا في جسم كل واحد منهم شوال كبير مليان رمل وميه (وزن الشوال حوالى 100 كيلو) ويمشوهم للساعات طويلة تحت الشمس وعلى الرملة الغزيرة، وكلما سقطوا من التعب أقاموهم مجدداً بالضرب، فتجرح جسمهم.
2- كانوا بيرشوا على الرملة التى فى الخنادق ماء غزير عشان مايعرفوش يناموا.
3- كانوا بيجيبوا السيخ ويسخنوه على النار بدرجة حرارة عالية جداً ويمشوه على جسمهم!
ولكن كل هذا لم يجدى نفعاً معهم لأن الله لم يتركهم وأضاف ذلك الشاهد قائلاً: بعد كل هذه العذابات وجدناهم وكأن شئ لم يحدث فلم نجد أى آثار لأى جروحات أو تجلطات مما كانت موجودة !!!، مما أرهب قلوب الدواعش!.
وأضاف قائلاً: كانوا الليل كله صاحيين وبيصرخوا كلهم بصوت واحد قائلين “كيي سون”، اى “كيرياليسون”، ودا خلانى أترعب وأسيب مكان الحراسة وآجرى لأنى شعرت بزلزلة الأرض، وعندما رجعنا مع الدواعش في الصباح وجدناهم مازالوا موجودين و لم يهربوا كما توقعت!!.
تعرض شهداؤنا لعذابات جسدية شديدة، ولكن كانت الضغوط النفسية آشد وأقوى من تلك العذابات, فمنهم من جلس يبكى فى ذلك الخندق الذى كانوا محجوزين فيه, ومنهم من جلس يفكر فى أولاده وعائلته باكيا عليهم, ومنهم من جلس يصلى ويرتل كما تعود, ومنهم من جلس صامتاً, ولكن وسط تلك الوجوه والمشاعر المختلطة بين شهدائنا كان هناك شخص أقوى وأشد, يشجع إخواته الذين كاد التفكير فى عائلتهم أن يضعفهم قائلاً لهم:
“اللى هيعولنا قادر أن يعولهم!”.
وبالعودة إلى ذلك الشخص اللى ما كانش خايف وحاول أكتر من مرة التعدى على جنود داعش وحارس الخندق حتى وصفه ذلك الحارس “بالغول”, وهذا الشخص حسب ما وصفه حارس الخندق هو الشهيد “جرجس سمير زاخر”. وعندما رأت داعش ثبات هذا الشخص وتشجيعه لأخواته أنفردوا بيه وعرضوا عليه الكثير من المال وأن يعمل معهم هنا مقابل أن يجعلهم ينكروا الإيمان, ولكن دون أى جدوى!.
حسب ما رواه ذلك الشاهد الحارس للخندق أنه كان بيسمع كلمة “إيسون” اى “كيرياليسون” والارض بتتهز منها, وتخيل له أن هناك الملايين من الناس تحت الارض !.
وأكمل الحارس قائلاً إن داعش أخرجت الشهداء على الساحل مرتدين البدل الحمراء مرتين وفى كل مرة كانوا يخرجون ليصورهم على الساحل وفى كل مرة كانوا الشهداء متوقعين الموت فيها, ولكن كانوا يعودون مجدداً الى الخندق بدون أى ذبح او قتل!.
ولكن حدثت بعض الظواهر الغريبة التى أدخلت الرعب فى قلوب داعش وجعلتهم يسرعون بذبح الشهداء.
ومن هذه الظواهر حسب ما وصفها الحارس هى مشاهدتهم لناس كثيرة غريبة الشكل وسط الشهداء، منهم من يحمل سيفين ومنهم من يرتدى سترة سوداء ومنهم من يركب على جواد !!.
ومن هذه الظواهر أيضاً تغير لون السماء وهم على الساحل.
كل هذه الظواهر أدخلت الرعب الى قلوب جنود الظلام داعش وجعلتهم يسرعون بقتل الشهداء قبل ان يهجموا عليهم ويقتلوهم هؤلاء الناس الكثيرة الذين شاهدوهم وسط الشهداء!.
وبالفعل أخرجوهم للمرة الثالثة على الساحل مرتدين البدل الحمراء، ولكن وصف هذا الشاهد المرة الأخيرة قائلاً:
“فى المرة الأخيرة خرجوا على الساحل ولم يٌنزلوا عيونهم من على السماء ولم ينطقوا حرفاً واحداً إلا تلك الكلمات التى قالوها وحد السيف على رقبتهم!. اكمل واصفاً طريقة الذبح قائلاً: “كانوا بيحطوا الجزمة على نهاية العمود الفقرى والسكينة على رقبتهم وصوابعهم فى أعينهم لغاية ما يفصلوا الرأس نهائياً!!.
اسماء الشهداء المصريين:
من قرية العور:
ميلاد صبحي مكين: – 27 عام
أبانوب عياد عطية: – 24 عام
ماجد سليمان شحاتة:– 45 عام
يوسف شكري يونان: – 25 عام
كيرلس بشري فوزي: – 23 عام
بيشوي أسطفانوس كامل: – 26 عام
صموئيل أسطفاوس كامل:– 22 عام
ملاك إبراهيم سنيوت: – 30 عام
جرجس ميلاد سنيوت: – 23 عام
تواضروس يوسف تواضروس: – 45 عام
مينا فايز عزيز:– 23 عام
هاني عبدالمسيح صليب: – 31 عام
صموئيل ألهم ويلسن:– 32 عام
من قرية دفش: عزت بشري نصيف:– 30 عام
من قرية الجبالي: لوقا نجاتي ونيس:– 31 عام
من قرية الجبالي: عصام بدار سمير:– 31 عام
من قرية منبال بمركز مطاي: جابر منير عدلي:– 31 عام
من قرية السوبي: ملاك فرج إبرام: – 31 عام
من قرية منقريوس: سامح صلاح فاروق:– 23 عام
من قرية منقطين: جرجس سمير مجلي زاخر: – 24 عام
بالإضافة إلى ذلك الشهيد الافريقي (من غانا) “ماثيو ابايرجا”.
اذكرونا امام عرش النعمة.
بركة صلواتهم تكون معنا. ولربنا المجد دائما أبدياً. آمين.