أعد أبناء “خدمة تى بارثينوس” بكنيسة السيدة العذراء مريم ببورسعيد دراسة بحثية تأملية شاملة تحت عنوان “البصخة المقدسة بين المعرفة الفعلية و الممارسة التقليدية”
أوضحت الدراسة أن فكرة صلوات البصخة المقدسة قد جاءت ضمن الصلوات الليتورجية الكنسية منذ القرن الاولى للمسيحية تذكارا للأحداث الهامة فى نهاية حياة السيد المسيح على الارض مثل المحاكمة والصلب بجانب تأسيس سر الافخارستيا والدخول الانتصاري الى اورشليم علاوة على قبر المسيح وقيامته ممجدا .. فكل هذه الاحداث التاريخية العظيمة كان لابد للكنيسة وان تجعلها تاجا يتوج ليتورجياتها وقوانين العبادة بها . ولذا فقد صار الاحتفال بتلك الاحداث سنويا بعدما كان فى الكنيسة الاولى يتكرر هذا كل 33 عاما ( مثل عمر السيد المسيح معنا على الارض ) .
كما أوضحت معنى كلمة ( بصخة ) ( pacxa): هى كلمة رومية ( يونانية الاصل ) وهى تعنى العبور ، لانه من خلال الاحداث هذة الفترة العظيمة التى تمت فى تلك الفترة الوجيزة من صلب للمخلص وقبر وقيامة من الاموات قد نلنا الفداء وعبرنا من وادى الظلام الى نور الفردوس وبهاء النعيم السماوى . فهى فترة العبور من الجحيم الى الفردوس .وقد كان لتلك الاحداث الجلية اشارة سابقة فى العقد القديم كما ذكر فى سفر الخروج عن حادثة عبورالملاك المهلكخر( 12:23)
وأضافت الدراسة: أن موقع صلوات البصخة داخل السنة القبطية موضحة أن صلوات البصخة المقدسة هى عبارة عن ايام بسيطة ( لا تتجاوز الخمسة ايام فقط ) تدخل ضمن الفترة الاعمق دسما والاعلى صيتا والاكثر عمقا والارقى روحيا والاسمى ليتورجيا وهى (فترة الاحدى عشر– او ما يسمى بـ ” الفترة الذهبية ” . ) … وهى فترة تشمل فى طياتها اهم الاحداث على مدار العام وتنعم بطقس ليتورجى ممتلىء من الدسم الروحى والعمق الروحانى , وتبدأ من قداس جمعة ختام الصوم المقدس وتنتهى مع قداس ما يسمى بـ ” شم النسيم ” ونجد اوج هذة الفترة وقلبها هو ايام البصخة المقدسة التى تصل ذروتها الروحية فى يوم ختامها بما يدعى ب ” الجمعة العظيمة ” او ” الجمعة الكبيرة “، وهو يوم صلب المخلص على الصليب لاجل فدائنا . وأشارت الدراسة الى اول من الحق صلوات البصخة بالصوم الكبير حيث تذكر كتب التاريخ ان طقوس البصخة وترتيب ساعاتها باقرب نظام طقسى لما هو متبع الان قد تم فى بدايات القرن الخامس الميلادى فى عهد قداسة البابا ثيؤفيلوس ( البطريرك 23 ) وكان ذلك على يد ابن اخته العلامة منذ طفولته ( كيرلس ), الذى صار فيما بعد البابا كيرلس السكندرى الاول عمود الدين .
وأوضحت أنه قد قام بترتيب تلك الساعات الطقسية قبل اعتلائة عرش مارمرقس الرسول . وقد صارت فيما بعد عرفا فى الكنيسة الارثوذكسية ( ليست القبطية فقط بل امتدت الى كنائس اخرى عديدة ..)
كما أوضحت أنه من المذكور تاريخيا ان البابا ديمتريوس الكرام ( البطريرك 12 ) فى بداية القرن الثالث الميلادى هواول من سعى لدمج فترة البصخة الى الصوم الاربعينى المقدس وامتزجا سويا وكان اجمالى الفترة الصومية اربعون يوما اجماليا تشمل احداث البصخة وكل ما لها حيث كان قبلها يحتفل به المسيحيون منفردا .
علاوة على ان البابا غبريال بن تريك ( البطريرك 70 ) الذى كان فى الفترةمن(1131-1145م)اى فى النصف الاول من القرن الثانى عشر وهو المدعو بـ ( ابن البطريق ) , هو من الحق فترة البصخة المقدسة لتكون مدمجة مع نهاية الصوم الاربعينى المقدس بتمامه و لتحظى باعلى فترة روحانية داخل الكنيسة وينسب اليه تاريخيا الاجتهاد فى وضع قراءات متخصصة لكل ساعة من سواعى البصخة بما يناسبها من نبوات العهد القديم واناجيل العهد الجديد ووزعها على ساعات البصخة .
وأشارت الدراسة الى أنه , كان قبل بطريرك موظفا عاما فى الدولة ويعرف انشغال الناس وعدم وجوداجازات في اسبوع الالام للمسيحيين فى عهدة مما يضيع على الناس فرص الاستمتاع بقراءات اسبوع الالام الكثيرة ,على عكس ما كان سابقا حيث كان في العصورالأولى للكنيسة كان يتم قراءة الكتاب المقدس كله بعهديه في أسبوع الآلام،وكان الملوك والولاة المسيحيون يعطون الموظفين أجازة في هذا الأسبوع لحضورالصلوات.
كما اشارت الى تقسيم اليوم إلى عشرسواعي خمسة ليلية وخمسة نهارية، وهي الساعة الأولى والثالثة والسادسة والتاسعة والحاديةعشرة من ليلةكل يوم من أيام البصخة ومثله النهاركل يوم من أيامها وتختلف عن هذاالنظام بعض الشيء قراءات أحدالشعانين حيث يبدأبصلاة رفع بخورعشية ورفع بخورباكروالقداس ثم الجنازالعام كذلك قراءات خميس العهد حيث يتخللها القداس واللقان أيضًاالجمعة العظيمة حيث تزاد في نهايتها صلاة الساعة الثانية عشرة , وقام بمعاونة بعض الرهبان من ديرالقديس مكاريوس ببرية شيهيت بتنظيم وتدوين طقس قراءات البصخة واختارمن العهدين مايناسب كل ساعة من ساعات البصخة حتى يستطيع المؤمنون متابعة القراءاتحسبماتسمحبه ظروفهم واوقاتهم فى تلك الآونة .
ولفتت الدراسة إلى أن جاء فى نهاية القرن الثانى عشر الانبا بطرس اسقف البهنس فى المدةمن (1186-1220م) وكان عالميا طقسيا ضليعا وهو من رهبان ديرالانباشنوده رئيس المتوحدين بجبل ادريبه غرب سوهاج, وتفرغللدرسوالبحث فى الكتاب المقدس وكت بالكنيسة حتىصارعالما بارعا خصوصا فى طقوس الكنيسة والحانها.
والجدير بالذكر ان ذلك تقريبا قد تم فى غضون عهد البطريرك رقم (74) وهو البابا يؤانس السادس( 1189 – 1216 م) وربما ذلك كان مزامنا لعهد الناصر صلاح الدين الايوبى (1138 – 1193 م) او ابنه وبذلك يكون هناك تكامل بين كافة فئات الاكليروس والرتب الكهنوتية فى اخراج هذا الطقس , فنجد البابا كيرلس الاول والبابا ديمتريوس الكرام (12) والبابا غبريال الثانى (70) .ومعهم الانبا بطرس الاسقف , ومعهم رهبان دير ابومقار ورهبان دير انبا شنودة بسوهاج , بجانب ابونا يوسف رزق الله وابونا ابراهيم لوقا وابونا فيلوثيؤس البغدادى وغيرهم.
ونوهت الدراسة الى اضافة التعديلات والتنقيحات من قبل جهات متعددة اشترك فيها البطاركة والاساقفة والرهبان وايضا الكهنة بجانب. الطلبات المسائية التى تبارى فيها العديد من الكهنة للاضافة والتنقيح , حتى وصل الطقس الينا كما نتبعه الان , وصار امامنا منهجا روحيا رائعا لايام البصخة المقدسة وهى ذروة ” الفترة الذهبية ” كما اشرنا اليها مسبقا .
ولفتت الدراسة إلى الالحان والنغمات الاكثر شيوعا فى ليتورجيات البصخة لحن ( ثوك تيه تى جوم ) فهى عبارة شهيرة جدا نجدها تصل الى اذاننا مرات عديدة فى فترة البصخة المقدسة تصل الىما يقرب من الفين مرة وعلى وجة الدقة =( 1908) مرة حيث تتلى هذة العبارة ثلاثة مرات فى كل استيخون ( ربع ) وكل ساعة من صلوات سواعى البصخة المقدسة نجد فيها هذا الربع يتكرر اثنتى عشر مرة وبالتالى فتلك العبارة الموجزة القوية الدالة على عظمة المصلوب وليس ضعفة نجدها تصل لاذاننا عدد (36) مرة فى كل ساعة من صلوات البصخة.ونجدها تقال بالنغمة الارتجالية القوية لاضفاء روح القوة والعظمة على اللحن .
وأضافت: من الوارد تاريخيا فى بعض المصادر ان البار نيقوديموس اثناء تطييبة لجسد رب المجد راى بهاء مجدة منيرا ووجهة مشرقا , (على نقيض البشر الذين يفقدون ارواحهم فتشحب اجسادهم وتذبل نضارتهم المعتادة ) فصرخ بتلك العبارة قائلا : ان القوة والمجد والبركة والعزة هى لك , علاوة على ما اوردة لنا سفر الرؤيا عن الاربعة والعشرين قسيسا أنهم يضعون أكاليلهم أمام العرش قائلين “أنت مستحقيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة” (رؤ 4 : 11). وتكررت تلاها فى عدة مواضع بنفس السفر ,اى ان لك المجد والكرامة ( العزة ) والقدرة ( القوة ) , ولذا نتمثل بهم ايضا .
وقد رتبت لنا الكنيسة هذه العبارة لتؤكد لنا على عظمة الخالق الذى جاء ليقدم لنا ذبيحة الفداء وقد اسلم الروح ولكن لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين .
بالأضافة الى لحن كى ايبرتو ( اللحن الادريبى ), وهو عبارة رومية الاصل تعنى ( فلنقف حسنا لسماع الانجيل المقدس ….) وتقال لتبية الشعب واستدعاء الاستعداد داخلة لسماع الانجيل وهو ملحن بلحن ذى النغمات التنهدية المؤثرة ويسمى باللحن ( الادريبى ) وذلك مثبت تاريخيا انه يعود الى رهبان جبل ادريبة فى البر الغربى لسوهاج ( دير الانبا شنودة رئيس المتوحدين ) الذين قاموا قديما باستخدام تلك النغمات ذات الاصول الفرعونية ( المصرية القديمة ) للتعبير عن حالة الشجن التى يشعر بها الاقباط فى فترة البصخة المقدسة .
جدير بالذكر انه يرد الى اسماعنا هذا النغم الشجر ما يقرب من(53) مرة طيلة فترة البصخة المقدسة حيث يقوم الاكليروس والمرتلين بتركيب هذا النغمه الادريبية على مزامير سواعى البصخة قبل تلاوة الاناجيل قبطيا ثم تفيرها عربيا فيما بعد بالاضافة الى تركيب نصف مزامير سبت النور بتلك النغمة ايضا والنصف الاخر بالطقس السنوى المعتاد .
ويعد هذا النغم ذو الاصول المصرية القديمة من اشهر نغما البصخة واكثرها شيوعا بين افراد الشعب حيث نجد العديد من البسطاء منهم علاوة على الاخرين المهتمين يرددون ويتنغمون مع المرتلين بتلك النغمات التى لها واقع روحى وايحاءات ليتورجية جميلة فى اذهانهم بل وتطرب لها اذانهم وتلهج بها السنتهم طيلة فترة البصخة المقدسة .
فضلاعن لحن بيك اثرونوس و افتشنون ( اللحن الشامى ) وهو لحن طويل يتجاوز فى مدتة الربع ساعة الى ثلث الساعة وهى نغة طويلة مليئة بالنغمات المعزية والهزات الممتدة , حيث ان لفظ ( الليلويا ) ييطر على اغلب هزات اللحن . وقد ذهب البعض فى اصول هذة النغمة الرائعة المليئة بالتعزية الى ( قرية الشامية الواقعة فى مركز ساحل سليم مدينة اسيوط) وذهب البعض الاخر انها تنسب الى ( جبل شامهغربمدينة الاقصر) وفى الحالتين هى من اصل فرعونى اى مصرى قديم , وربما كانت نفس النغمات الشجية تستخدم فى اكثر من مكان بالضياع المصرية فى تلك الآونة .
وهذا النغم يتم تركيبة على مزمورين احدهما ( كرسيك يا الله الى دهر الدهور ويتلى فى الساعة الحادية عشر ليوم الثلاثاء وفيها تضاف عبارة باسوتير ان اغاثوس , والمرة الاخرى فى الساعة الثانية عشر من طقس يوم الجمعة العظيمة , والاخرهو مزمور ( كلامة الين من الدهن وهو نصال ) وهو اشارة الى يهوذا الخائن الذى سلم الرب يسوع ونجدة يتلى ايضا مرتين احدهما ليلة خميس العهد فى الساعة الثالثة والاخرى فى باكر خميس العهد تذكارا لفعلته النكراء وفيها ايضا نجد دورة الخيانة التى تسمى بدورة يهوذا الخائن والتى تسير فيها الاكليروس والشمامسة عكس المتبع فى كل طقوس الدورت الكنسية حيث يسيرون الى الجهة القبلية وليس البحرية كالمعتاد ويضربون على الدف مقلوبا ويرتدى احدهم رداء الخدمة معكوسا كمثال يهوذا الذى خان سيدة وباعة ببخس الثمن .
بالأضافة الى لحن غولغوثا ( اللحن الجنائزى ) وهو ذاك الحن الرائع الذى نختم به طقس يوم الجمعة الكبيرة , وهو قانون الدفنه . وفيه يلتف الكليروس والشمامسة والمرتلين حول المذبح ليقومون بتلاوة اللحن الجنائزى لدفن جسد يسوع المسيح فى القبر مع وضع الاطياب والرياحين والزهور والزيوت العطرية . وهذا النغم يعود الى المعابد الجنائزية الفرعونية القديمة فى البر الغربى بمعابد وادى الملوك بالاقصر والتى كانت تستخدم فى طقوس التجنيز لكبار القوم وتم اقتباسها لتعطى نفس شعور الاسى والشجن وتضفى علىختام طقس البصخة طابعا خاصا فريدا متميزا يصل بنا الى قمة المشاعر لننشد مع المريمات ومع يوسف الرامى والبار نيقوديموس نغمات الشجن وهم يضعون الاطياب على جسد مخلصنا الصالح .
واللحن السنجارى ,كما نجد ان الطابع الصعيدى ( محافظات الوجة القبلى قد طغت بنغماتها الرائعة على الطقس الخاص بالبصخة . فنجد اللحن الشامى من اسيوط وربما من الاقصر والادريبى من سوهاج والجنائزى من البر الغربى لوادى الملوك …. الخ
نجد ان عيد القيامة يطل علينا بنغمات اخرى من الوجه البحرى مثل اللحن السينجارى الذى من مدينة سنجار ؛وسمياللحنبهذاالاسمنسبةاليمدينة (سنجار)احدي اسقفيات الوجهة البحري قديما”,وتسمي قبطيا” (cengaricma) ؛والتيكان اللحن مستعملا” فينواحيها , و (سنجار): هي بلده موقعها بين البحرالمتوسط وبحيرةالبرلس وقد ذكرالمؤرخ (ابوالمكارم) في القرنال (12) ان النيل فاض فاغرقها؛وحاليا” فهي تتبع جغرافيا” محافظة الغربيه.
كماجاءفي موسوعة تاريخ البطاركه ان الانبا (خرستوذلوس) البطريركال66 كانحبيسا” بصومعة (سنجار) , حيث كانت يخضع اداريا لمحافظة كفر الشيخ وقتذاك والتى يتنغم بها المرتلون لكلمات مزمور العيد مبتهجون فرحون .
بجانب الحان القيامة المجيدة الماخوذة من الطقس الرومى من الكنيسة اليونانية امثال ( اخرستوس انيستى – توليثوس – تون سينا … وغيرهم ).
وكأن واضعوا الطقوس الكنسية يمتعون اذاننا بنغمات من الشرق والغرب ومن البحرى والقبلى حتى تصل بنا تلك النغمات الرائعة الى سمو الروحانيات والتحليق فى سمار الروحيات والهذيذ بالكلمات العذبة المعزية المعبرة عن طقس كل مناسبة وما لها من احداث .
سادسا: طلبات الصباح والمساء :
اولا : طلبة الصباح :
حيث ذكر عنها ابن كبر انها تتلى فى ختام صلوات الجناز العام ليوم احد الشعانين وتقال ايضا فى اوقات الصباح والشعب صائما وذكر ان عددها كان سبعة وعشرون يقراها الكاهن او كبير الشمامسة وربما يختصرها بعض الكهنة الى اثنتى عشر طبحا حسب الوقت ويقال وراء كل دفعة كيرياليسون .
وفى طبعة الاب وديع ابو الليف يذكر انها كانت ثمانية عشر طبحا فقط اى 18 ربعا من الطلبات . وذكرت فى مخطوط رقم 7 بباريس انها ثمانية و عشرين طبحا للصباح
ولكن نحن نجدها الان بين ايدينا فى كتب دلال البصخة بعدد 22 ربعا من الطلبات , يزاد عليها ربعا لساكنى مدينة الهنا اورشليم خاصة بهم فقط.
ولم يذكر لنا العلامة بن كبر فى مخطوطة من هو واضع هذة الطلبات ولكن ذكرت صراحة فى مخطوط قبطى بمكتبة الفاتيكان ان البابا كيرلس الاول ( البطريرك 24 ) الملقب بعمود الدين وواضع تقسيم سواعى البصخة هو من وضع ثمانية عشر ربعا منهم على نفس ترتيب ماذكر فى مخطوطة بن كبر .
ودليلنا عى ذلك ملاحظة التشابه القوى فى استخدام نفس الالفاظ والكلمات والمرادفات التى صاغها فى القداس الكيرلسى المنسوب له الذى استكمله بعد القديس مارمرقس , فنجد نفس عبارات الاواشى وكلمات الطبحات المستخدمة فى طلبة الصباح .
وبذلك نكون وصلنا الى اقدم نص ليتورجى من صلوات البصخة المقدسة وهو طبحات المستخدمة حاليا للصباح فقط ( على العلم ان لم يذكر فى اى مخطوط انها فقط كانت تخص الفترة الصباحية بالتحديد ) التى وضعت بيد عمود الدين البابا كيرلس الاول فى القرن الخامس الميلادى وربما تم الاضافة عليها والتعديل على مر العصور فزيدت الى الاثنين وعشرين ربعا الحاليين .
ثانيا : طلبة المساء :
كما ذكرنا سابقا عن طلبة الصباح و عددها ومن وضعها نجد اننا فى شغف لنعرف المزيد عن طلبة المساء وظروف وضعها ضمن الترتيب الطقسى لصلوات البصخة , ولن يتركنا الشوق كثيرا فقد وردت الينا صراحة بيد مؤلفها وبخط يدة برهانا لكتابته هذه الطبحات ظاهرا للعيان , حيث وجدنا فى مخطوط ترتيب اسبوع البصخة بكنيسة العذراء الاثرية بالخندق ( المعروفة حاليا بالانبا رويس بالعباسية ) مخطوطة اثرية بيد مؤلفها عن تقول كاتب هذه الطلبة الحقير ( القمص يوسف رزق الله ) وبالتنقيب عنه تم معرفة انه كان خادما لكنيسة العذراء فى كفر فرج – محافظة الشرقية , وكان فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر (1855- 1888)م .
واسمه بالكامل ( يوسف رزق الله يوسف الراهب ) وقد كتبت باللغة العربية وتكونت من عدد 28 ربعا واول من قام بنشرها هو القمص فيلوثاؤس المقارى فى كتابة ( دلال جمعة الالام ) الصادر عام 1921م . ثم توالى نشرها وتم تعميمها .
ولم تكن هذه هى الطلبة الوحيدة بل تبارى الكثيرون من الاكليروس فى وضع طلبات اخرى مثلة ومن امثلتهم القمص فيلوثيؤس البغدادى كاهن المرقسية بالازبكية عام 1904 م.
سابعا : المصطلحات الطقسية الاكثر شيوعا فى فترة البصخة :
النبوات : وهى اجزاء من اسفار العهد القديم تحدثت عن مجىء المسيح ومراحل حياتة معنا على الارض .
العظة : وهى مقتطفا من اقوال اباء الكنيسة الاول مثل البابا اثناسيوس الرسولى – يوحنا ذهبى الفم – الانبا شنودة رئيس المتوحدين …. الخ
الطرح : وهو جمل ايضاحية لاحداث الساعة تطرح على المؤمنين لتعريفهم بالاحداث الهامة لكل ساعة من البصخة وتفسيرها لهم .
الطبحات : وهى طلبات يتلوها المؤمنين التماسا لمراحم الرب وهى من كلمة (twb\) بمعنى طلبة وينطق الحرف الاخير بها بصوت ( الحاء ) طبقا للنطق البحيرى القديم .
وربما ترد الينا فى بعض المخطوطات والكتب بلفط ( الطلبات ) او ( الابروسات ) وهى مشتقة من الكلمة ( ابروس ) (proc) الرومية وتفيد نفس المعنى السابق تقريبا .
تلاوة البركة : حيث كان معتادا منذ العصور الاوى فى المسيحية الاينصرف الشعب بدون نوال البركة ممن يراس الصلاة من رتب الكهنوت , ولذا استمرت هذه العادة حتى يومنا هذا ونجد الكاهن يطلب البركة للشعب متشفعا بالعديد من قديسى الكنيسة وعلى راسهم والدة الاله القديسة مريم العذراء اولا واخرا .. ثم يصرف الشعب معلنا لهم موعد البصخة المقبل من خلال هذا النص الذى وجدناه فى مخطوط ابن كبر من القرن الرابع عشر يقول فيه نص ختام البركة كالتالى : “امضوا بسلام واجتمعوا فى الكنيسة المقدسة فى الساعة ( الفلانية )الرب معكم “ .
وأوضحت الدراسة مكونات صلوات سواعى البصخة المقدسة فى وقتنا الحالى نجد كل ساعة من صلوا سواعى البصخة المقدسة تكون من المكونات التسعة الاساسية المعتادة حاليا , حيث تشتمل كل ساعة على الاتى :
( النبوة – العظة ( ان وجدت ) – تسبحة ” ثوك تيه تى جوم ” – المزمور – الانجيل ( والاغلب ان يطرح باللغتين القبطية الاصيلة يتلوها العربية المستحدثة ) – الطرح – الطلبة – الختام – اعطاء البركة ) .
واختصارللوقت ربما يتم دمج بعض عناصر الختام لتقال سويا او تطرح مجمعة .
ولا نجد بين ايدينا دليلا دامغا على قدم واصالة هذة العناصر التسعة منذ العصور الاولى للمسيحية فربما كان موجودا ما يزيد عن ذلك او ما ينقص وتمت اضافته , ولكن اقدم الوثاق بين ايدينا ما قدمة لنا كاهن الكنيسة المعلقة فى القرن الرابع عشر ( 1324) شمس الرياسة ابو البركات ( المعروف بابن كبر ) .
وتساءلت الدراسة حول طقوس البصخة المقدسة : لماذا لا نصلى صلوات الساعة (صلوات الاجبية) فى أسبوع الآلام؟لأن الآباء اقتطفوا من سفر المزامير كل ما تنبأ عن الام الرب يسوع، و هى المزامير التى تقرأ قبل كل انجيل فى كل ساعة من ساعات البصخة.
لماذا تضاء 3 شموع أثناء خدمة صلاة البصخة؟ذلك رمزا لكلمة “نور” سراج لرجلي كلامك و نور لسبيلي”. و نحن فى كل صلاة من البصخة نقرأ نبؤات و مزمور و انجيل فكل شمعه ترمز لقراءة من هذه القراءات الثلاثة.
لماذا نصلى فى أسبوع البصخة في الخورس الثاني ؟لأن السيد المسيح صلب على جبل الجلجثة (الإقرانيون) خارج أورشليم. و قد جاء فى الكتاب المقدس “فلنخرج إليه خارج المحلة حاملين عباره” (عب 13 : 12) لماذا تقال طلبات الليل بلا مطانية (سجود) و بالعكس طلبات النهار ؟
لأن المطانية لا تكون إلا فى أثناء الصوم نهارا. ما السبب فى صلاة التجنيز التى تقام عقب قداس أحد الشعانين ؟لأنه فى أيام الاثنين و الثلاثاء و الأربعاء لا يرفع بخور، فتقام صلاة تجنيز مقدما للذين يموتون أثناء أسبوع الآلام. لماذا لا تقام القداسات الالهية أيام الاثنين و الثلاثاء و الأربعاء في أيام أسبوع البصخة ؟ذلك لأن خروف الفصح كان يشترى فى اليوم العاشر و يبقى تحت الحفظ الى اليوم الرابع عشر (خر 12 : 36)، حيث أن الخروف يذبح فى اليوم المذكور بين العشاءين. و بما أن يوم السبت كان بدء الفصح فى السنة التى صلب فيها مخلصنا الصالح، فيكون ذبح الخروف يوم الجمعة 14 نيسان بين العشاءين و بما أن مخلصنا له المجد صنع العهد الجديد قبل ذبح خروف فصح اليهود بيوم واحد، فلا تكون ذبيحة فى الأيام من الاثنين الى الأربعاء و في يوم الخميس رسم السيد المسيح سر الشكر.
لماذا تقال ثوك تى تى جوم … الخ؟ذلك لأن هذه الصلاة وردت عدة مرات فى الكتاب المقدس .. منها ما ورد فى سفر الرؤيا عن الأربعة و العشرين شيخا أنهم يضعون أكاليلهم أمام العرش قائلين “أنت مستحق ايها الرب أن تأخذ المجد و الكرامة و القدرة” (رؤ 4 : 11) .. ومواضع اخرى داخل السفر .
لماذا لا تقال فقرة “باسوتير إن اغاثوس” اى “مخلصى الصالح” الا فى الساعة الحادية عشر من يوم ثلاثاء البصخة ؟ لأن التشاور لصلب الرب يسوع بدأ من ليلة الأربعاء. فعملية الخلاص بدأت من هذا الوقت. لذلك قررت الكنيسة أن يصوم أبناؤها أيام الأربعاء طوال السنة عدا أيام الخماسين لنتذكر أن فى مثل هذا اليوم ذهب الاسخريوطى الى رؤساء الكهنة للتشاور معهم فى تسليم سيده، لماذا تمنع قبلة يهوذا ابتداءا من ليلة الأربعاء إلى الانتهاء من خدمة الجمعة الكبيرة ؟ ذلك لنتذكر “قبلة الخيانة” التى جعلها يهوذا المسلم علامة لتسليم السيد “أبقبلة تسلم ابن الانسان” (لو 22 : 48) لماذا لا تقال الفقرة “صلب عنا على عهد بيلاطس البنطى تألم و قبر و قام من بين الأموات .. الى نعم نؤمن .. فى خدمة قداس خميس العهد ؟ ذلك لأنه و إن كانت عملية الفداء قد تمت منذ الف و تسعمائة و ثمانية و ثمانون سنة تقريبا الا أننا نريد أن نكون فى جو أسبوع الآلام . و الى يوم خميس العهد لم يكن يسوع له المجد قد صلب .. فلا نقول صلب عنا .. الخ لماذا لا تقال صلاة الصلح فى خدمة قداس خميس العهد؟
ذلك لأن الصلح لم يتم الا بالدم – عاملا الصلح بدم صليبه – فلنذكر أن اللـه احبنا أولا . و اللـه بين محبته لنا لأنه و نحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا. (رو 5 : ) لماذا لا يقال المجمع و لا الترحيم فى خدمة قداس خميس العهد؟ ذلك لأن القديسين لم يدخلوا الفردوس الا بعد الفداء. و قد كان اللص أول من دخل مع يسوع يوم الجمعة العظيمة.. “اليوم تكون معى فى الفردوس”.
لماذا يأتزر الكاهن بمئزرة أثناء خدمة اللقان يوم خميس العهد؟ ذلك تشبها بالسيد المسيح له المجد الذى وضع هذا الرسم المقدس “قام عن العشاء و خلع ثيابه و أخذ منشفة و اتزر بها ثم صب ماء فى مغسل و ابتدأ يغسل أرجل التلاميذ و يمسحهما بالمنشفة التى كان متزرا بها” (يو 13 : 4، 5) لماذا توضع صورة الصلبوت فى الوسط يوم الجمعة العظيمة ؟ ذلك لأن الكنيسة تقصد أن تجمع كل الأفكار و الأنظار حول صليب رب المجد الذى به كان الخلاص للبشرية جمعاء. فهو الذى كانت ترمز إليه الحية النحاسية “كما رفع موسى الحية فى البرية هكذا ينبغى أن يرفع ابن الانسان” (يو 3 : 14) و ذلك اتماما لما قاله الرسول بولس “أمام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوبا”(غل3 :2) لماذا توضع الورود و الرياحين أمام أيقونة الصلبوت ؟ ذلك لأن السيد المسيح أخذ من بستان جثيمانى ، و بأى شىء تشير الكنيسة الى البستان الا بالورود و الرياحين ما هو الطرح الذى يقرأ فى أسبوع البصخة ؟ إن الكنيسة المقدسة تحرص دائما على أن يفهم أبناؤها كل ما يقرأ عليهم من الأقوال الالهية ، فتطرح أمام المؤمنين شرحا مختصرا وافيا لكل انجيل يقرأ فى أسبوع البصخة.
من هو العبد المملوك؟ وما هو ميمر العبد المملوك ؟ يروى لنا التاريخ أحداث سوق النخاسة، حيث كان البشر يباعون و يشترون كالبهائم، و كان السيد حرا فى العبد الذى يشتريه يستعبده الى أن يموت أو يطلقه حرا (يعتقه) متى شاء. و كان بعض العبيد بعد العتق يذهب و يبيع نفسه مرة ثانية لسيد آخر. و مثل هذا العبد الذى يستهين بالحرية كانت عبوديته واجبة على الدوام ,و قد وضع علماء الكنيسة أيام العبيد المملوكين ميمر العبد المملوك و هو تشبيه عظيم بين كيف أننا كنا عبيد للـه و أحرار في الوقت ذاته الا أننا بعنا أنفسنا للشيطان فأراد السيد الرب ان يعتقنا و يشترينا لنفسه مرة اخرى، فاشترانا بدمه الكريم “لأنكم اشتريتم بثمن” (1كو6 : 20) الأمر الذى كلفه الشيء الكثير – التجسد و الصلب – فما أروع معاني ميمر العبد المملوك.
لماذا نضرب الميطانيات يوم الجمعة العظيمة ؟ذلك أننا نتجه إلى كل جهة من الجهات الأربعة بالسجود للـه لأن اللـه موجود فى كل مكان “أين اذهب من روحك و من وجهك أين اهرب” (مز 139 : 7) فنسجد له شكرا على محبته، إذ أن كل الآلام التى تحملها كانت بسبب خطايانا و لخلاصنا و باتجاهنا الى كل الجهات نعنى أن ذبيحة الصليب كانت لخلاص العالم كله “هكذا أحب اللـه العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية”(يو 3 : 16)
الكنيسة تعلم بأن الأناجيل الأربعة تقرأ فى أيام الاثنين و الثلاثاء و الأربعاء و الخميس من أسبوع البصخة فتقرأ بشائر متى و مرقس و لوقا و يوحنا كل بشارة فى يوم من الأيام ؟
ذلك لأن حوادث الآلام كتبت في الأربع بشائر باتفاق عجيب و لكي نسمو فى حياتنا الروحية يجب أن نقرأ الكتاب المقدس “فتشوا الكتب لأنكم تظنون أن لكم فيها حياة أبدية و هي تشهد لي”(يو 5 : 39) لماذا نقول عن ليلة سبت الفرح “ليلة أبو غالمسيس”؟ ذلك لأنه فى هذه الليلة نسمع قراءة سفر الرؤيا فى الكنيسة، و أول كلمة فى سفر الرؤيا باللغة اليونانية “ابوكلابسيس” و معناها الرؤية، و قد حرفت الى كلمة “أبو غالمسيس” التى تسمى بها صلاة هذه الليلة المباركة , ماذا تعرف عن الوثائق التاريخية عن صلب المسيح ؟اكتشف علماء الآثار أن بيلاطس كان قد كتب تقريرا مطولا عن مدة ولايته، و كان هذا التقرير محفوظا فى سجلات الإمبراطورية الرومانية مرفقا به الحكم الصادر بالصلب. و قد استرشد هؤلاء العلماء بما كتبه مؤرخو الجيل الأول و الثاني المسيحي ..الفيلسوف الشهيد يوستينوس و العلامة ترتليانوس القس و قد كان الحكم منقوشا على لوح من النحاس الأصفر باللغة العبرية، عثروا عليه مع تقرير بيلاطس و مع رسالة يوليوس والى الجليل ضمن أقباط بقايا مدينة اكويلا من أعمال نابولي عام 1280 للميلاد،
و قد أشار المؤرخان المسيحيان السابق ذكرهما الى حفظ هذه الوثائق بالذات و فيما يلي نص هذه الوثائق أولا : صورة رسالة يويليوس والى الجليل الى المحفل الروماني :
أيها القيصر شرازينى أمير رومية، بلغني أيها الملك قيصر أنك ترغب فى معرفة ما أنا أخبرك به الآن، فإعلم أنه يوجد فى وقتنا هذا رجل سائر بالفضيلة العظمى يدعى يسوع، و الشعب متخذه بمنزلة نبي الفضيلة، و تلاميذه يقولون انه ابن اللـه خالق السموات و الأرض و بهما وجد و يوجد فيهما. فبالحقيقة أيها الملك أنه يوميا يسمع عن يسوع هذا أشياء غريبة.. فيقيم الموتى و يشفى المرضى بكلمة واحدة , و هو إنسان بقوام معتدل ذو منظر جميل للغاية له هيبة بهية جدا حتى من نظر إليه يلتزم أن يحبه و يخافه، و شعره بغاية الاستواء متدرجا على اذنيه، و من ثم الى كتفه بلون ترابى إنما اكثر ضياء, و فى جبينه غرة كعادة الناصريين, ثم جبينه مسطوح و إنما بهج، و وجهه بغير تجاعيد بمنخار معتدل و فم بلا عيب. و أما منظره فهو رائق و مستر و عيناه كأشعة الشمس و لا يمكن لإنسان أن يحدق النظر فى وجهه نظرا لطلعة ضيائه. فحينما يوبخ يرهب و متى أرشد أبكى، و يجتذب الناس الى محبته. تراه فرحا و قد قيل عنه أنه ما نظر قط ضاحكا بل بالحرى باكيا. و ذراعاه و يداه هى بغاية اللطافة و الجمال , ثم أنه بالمفاوضة يأثر كثيرين و إنما مفاوضته نادرة، و بوقت المفاوضة يكون بغاية الاحتشام، فيخال بمنظره و شخصه أنه هو الرجل الأجمل و يشبه كثيرا لأمه التى هى أحسن ما وجد بين نساء تلك النواحي. ثم أنه من جهة العلوم أذهل مدينة أورشليم بأسرها لأنه يفهم كافة العلوم بدون أن يدرس شيئا منها البتة.
و يمشى حافيا عريان الرأس نظير المجانين، فكثيرون إذ يرونه يهزأون به، لكن بحضرته و التكلم معه يرجف و يذهل. و قيل أنه لم يسمع قط عن مثل هذا الانسان فى التخوم.
و بالحقيقة كما تأكدت من العبرانيين، أنه ما سمع قط روايات علمية كمثل ما نعلم عن يسوع هذا. و كثيرون من علماء اليهود يعتبرونه إلها و يعتقدون به، و كثيرون غيرهم يبغضونه و يقولون أنه مضاد لشرائع جلالتك، فترى فى قلقا من هؤلاء العبرانيين الأردياء، و يقال أنه ما أحزن أحدا قط بل بالعكس يخبر عنه اولئك الذين عرفوه و اختبروه أنهم حصلوا منه على انعامات كلية وصحى تامة ,و إنى بكليتي ممتثل لطاعتك و لإتمام أوامر عظمتك و جلالتك. توقيع : يوليوس ستوس والى اليهودية.
وأوضحت الدراسة صورة الحكم الذي أصدره بيلاطس على يسوع الناصري بالموت صلبا : فى السنة السابعة عشرة من حكم الإمبراطور طيباريوس الموافق لليوم الخامس و العشرين من شهر آذار، بمدينة أورشليم المقدسة فى عهد الحبرين حنان و قيافا، حكم بيلاطس والى ولاية الجليل الجالس للقضاء فى دار ندوة مجمع البروتوريين، على يسوع الناصري بالموت صلبا، بناء على الشهادات الكثيرة البينة المقدمة من الشعب المثبتة أن يسوع الناصري :
1- مضل يسوق الناس الى الضلال
2- أنه يغرى الناس على الشغب و الهياج
3- أنه عدو الناموس
4- أنه يدعو نفسه ابن اللـه
5- أنه يدعو نفسه ملك إسرائيل
6- أنه دخل الهيكل و معه جمع غفير من الناس حاملين سعف النخل
فلهذا يأمر بيلاطس البنطى كونيتيوس كرينليوس قائد المئة الأولى أن يأتى بيسوع الى المحل المعد لقتله، و عليه أيضا أن يمنع كل من يتصدى لتنفيذ هذا الحكم فقيرا كان أم غنيا
واشارت الدراسة الى كتاب دلال البصخة المقدسة يضم كتاب دلالالبصخة (الفصح) المقدس القراءات للأسبوع الأخيرمن الصوم الكبير،والذي يدعى أيضا”أسبوع الآلام”.
ويبدأ بالقراءة لأحدالشعانين (السعف أوالزعف)،وينتهي بالقراءة لسبت النور؛وهي قراءات تقتصرفقط على هذه الفترة.
وأن اقدم كتاب ورد الى علمنا هو هذا الكتاب المزين بمختلف النباتات والحيوانات والأشكال الهندسية،ويحمل كذلك زخرفة للأحرف الأولية وشارة تصديرباسم الكاتب الذي خط هوتاري خال تدوين , حيث يضم هذا الكتاب عدد 379 ورقة؛بواقع 32 سطرافي كل صفحة،وهومكتوب باللغةالقبطية الاصيلة معترجمةإلى اللغة العربية المستحدثة ,مصفوفة على الهامش الأيمن, اى مكتوب بنظام النهرين القبطى والعربى .
وقد رمم الكتاب في سنة 1624 من عام الشهداء، الموافق (1909م)، في عهدالباباكيرلس الخامس ( البطريرك 112) الذى كان بطريركا من عام (1874- 1927) م . وعرف عنه انه كان ناسخا للمخطوطات حينما كان راهبا باسم ( يوحنا الناسخ ) وعندما تولى عرش مارمرقس اهتم اهتماما بالغاً بطباعة الكتب الكنسية ونشر المعرفة بين ابنائه .