صرح الدكتور محمود الشربيني أستاذ العناية المركزة وعضو الجمعية الأمريكية لمراحل الطب الحرجة، أن السلطات الطبية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية مهتمة في الوقت الحالي بمحاولة الكشف عن العلاقة بين الإصابة فيروس “زيكا” وحدوث نوع من الشلل لعضلات المصاب يتسبب في عدم قدرته على الحركة، وضعف في عضلات التنفس يتطلب إدخال المريض إلى العناية المركزة وعلاجه بأجهزة التنفس الاصطناعية للحفاظ على حياته.
وقال الشربيني إن هذا النوع من الشلل والمتمثل في ضعف العضلات تدريجيا والذي يبدأ من الساقين صاعدا لأعلى ليصيب عضلات الجسم والتنفس والذراعين يعرف باسم ” جاليان برى سيندروم “،مشيرا إلى أن بعض الحالات التي تعانى من فيروس زيكا سجلت هذا النوع من الشلل في كولومبيا وأزيح الستار عنها أمس.
وأشار إلى أن أعراض الإصابة بفيروس زيكا المسجلة حتى الآن هي (ارتفاع في درجة حرارة الجسم وآلآم العضلات والغثيان وتنميل الأعصاب الطرفية والقي والإسهال، كان يعتقد استمرارها لمدة أسبوع ثم تختفي مسببة فقط تشوهات في مخ أجنة السيدات الحوامل، إلا أن ظهور هذا الخطر الجديد والمتمثل في حدوث الشلل لا يفرق بين الذكور والإناث أضاف لغزًا جديدا لهذا الفيروس.
وأوضح الشربيني أن منظمة الصحة العالمية تعمل حاليًا على رسم خريطة أنشطة البحث والتطوير على فيروس زيكا بهدف إعطاء الأولوية للمنتجات الطبية والنهوج التي ينبغي التعجيل بإدخالها مرحلة التطوير، لافتا إلى إنه سيتم استعراضها من جانب لجان الخبراء الاستشاريين في أسرع وقت ممكن، ويوجد ما لا يقل عن 12 مجموعة تعمل على لقاحات مضادة لفيروس زيكا، وجميعها لا تزال في مراحل التطوير المبكرة، وقد تمر بضع سنوات قبل أن تتاح المنتجات المرخصة.
وذكر أن وسائل التشخيص تحتل أولوية قصوى للتحقق من وجود فيروس زيكا وليس الأمراض المشابهة له في الأعراض والتي تتسبب في الإصابة بها الفيروسات التي ينقلها البعوض، منوها بأن الاختبارات المتاحة حاليا قليلة جدا، وصدرت دعوة موجهة إلى الشركات المهتمة وسائر المجموعات الأخرى أواخر الأسبوع الماضي لكى تقدم المنتجات الممكنة لإخضاعها لإجراء المنظمة الخاص “بالتقييم وإعداد القوائم في حالات الطوارئ.
وأوضح أستاذ العناية المركزة أنه بمجرد أن يتم قبول المنتج، ويضمن مستويات مقبولة من الجودة والأداء، فإن وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية وحكومات الدول يمكن أن تشتريه وهي مطمئنة.