تحدث البابا تواضروس خلال عظته الإسبوعية أمس الأربعاء عن شهوة الوجود فى الحضرة الالهية وقال أن واقعة التجلى والتى نحتفل بها قبل ايام من الاحتفال بعيد العذراء حيث ظهر موسي وايليا والسيد المسيح فى وسطهم وهو ما جعل بطرس يقول ” يَا رَبُّ، جَيِّدٌ أَنْ نَكُونَ ههُنَا! فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ” فجاءت سحابة نيرة وظللتهم وكأن السيد المسيح أراد أن يعطيهم نوع من تذوق الحياة الأبدية.
وقال البابا أن التجلى حادثة نتذوق فيها حلاوة الأبدية ولذلك علمنا الآباء أن شهوة الوجود فى حضرة الإلهية أحد الشهوات الإيجابية التى يجب أن يعيش فيها الإنسان مشيرا إلى أن الإنسان له واقع أرضى وواقع سماوى فالإنسان مخلوق على الأرض لكن روحه من السماء كل واحد له اسم وله شهادة ميلاد ثم يعود التراب إلى التراب اما الواقع السماوى الروح لا يراها الانسان لكن الروح كائنة فينا النفس لا نراها ولكننا كما نسمع أن هناك أمراض للجسد هناك أمراض للنفس ،الواقع السمائي هو واقع عظيم فالسماء هي الروحيات .
وأوضح البابا الفرق بين الانسان بدون المسيح والإنسان في المسيح فالإنسان بدون المسيح يعانى من حالة التعدى بمعنى أنه ميال للشر فى يوم من الأيام كان العالم يسكنه 4 أفراد فقط ومع ذلك قام واحد على آخر وكانت البذرة للحروب وصارت الحروب سمة من سمات الواقع الانسانى.
الوصف الثانى لحالة الإنسان بدون المسيح هو حالة التدنى وتعنى حالة العجز عن الاصلاح اى لا يستطيع أن يصلح نفسه لأن فى هذه الحالة إرادته غائبة مثل الرجل المريض 38 عاما سأله السيد المسيح “أتريد أن تبرأ؟” هل ارادتك حاضرة؟
أما الأمر الثالث أن الانسان يعيش حالة من التخبط يصير بلا مرشد ميال للشر عاجز عن الإصلاح ومحتاج لله أو محتاج إلى لمرشد.
اما إذا كان المسيح فى حياة الانسان يكون لديه امكانية التلاقى مع الله “عمانوئيل” والتى تعنى الله معنا ها أنا معكم كل الايام وحتى انقضاء الدهر أنه التلاقي فى المسيح
الانسان فى المسيح لديه امكانية الترقى تسمو انسانيته يكون لديه مشاعر انسانية راقية صار قديسا بعد أن كان شريرا مثل القديس موسى الاسود
الأمر الثالث الذى ناله الانسان فى وجود الله هو أمكانية التحدى الإنسان فى المسيح يستطيع أن يصمد أمام الخطية وينتصر عليها ، إذن شهوة الوجود فى الحضرة الالهية شهوة رائعة قال عنها دادو النبي تلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك .
وأضاف البابا أننا ننال امتياز معاينة الله ونوره واشراقه في السماء ايضا ينال امتياز الفرح الداخلي فرح لا يضاهيه فرح مجيد فى داخله.
وأوضح البابا نترجم وجود الحضرة الالهية على مستوى الاسرة تمارس الحب والتواجد معا أسرة مترابطة فى كيان حب يجمع هذا البيت حول شهوة الوجود فى الحضرة الإلهية إلى حب داخل البيت فالبيت هو مدرسة الحب الأولى فى حياة الإنسان وعلى مستوى الكنيسة نحول شهوة الوجود في الحضرة الإلهية إلى عبادة وخدمة وعلى مستوى الوطن والتعاون بين كل أفراد المجتمع