يحتفل مساء اليوم دير السريان العامر بعشية وتطيب رفات القديس يحنس كاما القس وذلك بيد قداسة البابا تواضروس الثانى ويلي صلاة العشية التسبحة الكيهكية التي سيقوم بها رهبان الدير.
جدير بالذكر تحتفل الكنيسة بعيد نياحة القديس يحنس كاما القس في 25 كيهك من كل عام.
كان القديس العظيم يوحنا كاما من أهل شبرامنتو ، وكان أبواه مسيحيين خائفين من الله ، ولم يكن لهما أبن سواه ، فزوجاه بغير أرادته
فاتفقا إن يلبثا محتفظين ببتوليتهما ، وكانا إذا رقدا ينزل ملاك ويظلل عليهما بجناحيه .
ولكثرة فضائلهما أنبت الرب كرمة لم يزرعها أحد ، قامت وظللت جدارهما علامة علي طهريهما وقداستهما .
وذات يوم قال يوحنا لزوجته ” يا أختي أنا اشتهي الذهاب إلى البرية للترهب ولا أستطيع ذلك إلا برضاك ” ، فأجابته إلى ما أراد بعد إن ادخلها أحد أديرة العذارى ، وهناك صارت أما فاضلة وصنعت عجائب كثيرة أهلتها لأن تكون رئيسة علي الدير . أما القديس يوحنا فإنه لما خرج من بلده ، ظهر له ملاك الرب وأرشده إلى طريق برية شيهيت ، فذهب إليها وترهب هناك في قلاية الأب درودي بدير القديس مقاريوس ، وأقام عند هذا الشيخ يتعلم منه الفضيلة إلى أن تنيح ، فأمره الملاك أن يمضي غرب دير القديس أبو يحنس القصير بقليل ، ويبني له مسكنا هناك ، فمضي وفعل كما أمره الملاك ، فاجتمع حوله ثلاثمائة أخ ، وبنوا لهم كنيسة ومنزلاً ذا حديقة ، وعلمهم الصلوات وترتيل الإبصلمودية ، وفي إحدى الليالي ظهر له القديس أثناسيوس الرسولي وهم يرتلون تسبحة الثلاثة فتية ، وعرفه بأسرار كثيرة ، وفي مرة أخرى ظهرت له السيدة العذراء وقالت له ” إن هذا هو مسكني إلى الأبد ، وسأكون معهم كما كنت معك ، ويدعي إسمي علي هذا الدير ” ، لأن الكنيسة كانت علي إسمها ، ورغب رهبان بعض الأديرة في الصعيد أن يكونوا تحت إرشاد القديس يوحنا كاما فأرسلوا إليه طالبين حضوره ، فدعا أخا يسمي شنوده وكلفه رعاية الإخوة حتى يعود ، ولما عاد وجده قد رعاهم علي الوجه الأكمل ، ولما أكمل سعيه المبارك تنيح بسلام.