ألقى قداسة البابا تواضروس الثانى عظته الأسبوعية بعنوان “معجزة اشباع الجموع ” و الكتاب المقدس فى العهد الجديد ذكر معجزتين لاشباع الجموع أولها معجزة تمت فى اليهودية ( جنوب فلسطين ) السيد المسيح اشبع فيها 5000 من رجال ماعدا النساء والاطفال واشبعهم السيد المسيح من 5 خبزات وسمكتين وتبقى 12 قفة تقدم لمن له احتياج .
والمعجزة الثانية التي حدثت :فى الجليل فى شمال فلسطين اشبع 4000 من الموجودين ماعدا النساء والاطفال واشبعهم من 7 خبزات وقليل من السمك . هؤلاء الجموع بقوا مع المسيح 3 ايام وحلاوة المسيح جعلتهم لا يتركوه ويشبعوا منه لكن السيد المسيح يقول فى بداية الفقرة ” انى اشفق على الجمع ” سؤال اليوم مرتبطة بالشفقة (كلمة تشرح معانى الرحمة) المسيح كعادته بدأ يدخل التلاميذ فى الموضوع وبدأ يسألهم بعد 3 أيام والمسيح لا يتركهم صائمين لئلا يخوروا فى الطريق هنا نقف عند كلمة أشفق على الجمع الضرورة الملحة للطعام كلمة أشفق تشير أن السيد المسيح هو مركز الرحمة والنعمة والشفقة لكل الجموع الشفقة معناها أمتلاء احشاء الانسان من الرحمة والاحشاء تعنى عمق الانسان فنقول فى مديحة الصوم طوبى للرحماء على المساكين ده طوبى لمن يمتلئ رحمة وتتحرك احشائه المسيح هنا أراد أن يسأل التلاميذ انه لا يريد أن يصرف الجموع صائمين قالوا له يا يسوع نحن فى البرية من أين لنا ان تاتى فى البرية خبز بهذا المقدار لا أحد يبيع خبز ولا معانا لنشترى خبز وهنا يتضح ان التلاميذ ثقتهم فى السيد المسيح غير واضحة رغم اختبارهم لقوته فى معجزات أخرى يبدأ المسيح يدخلهم فى عمق سؤال اليوم
( كم عندكم )
سؤال يكشف الانسان الذى معك ؟ هل تقدر أن تتنازل عنه ؟
ذلك يذكرنى بقصص اباء البرية فكان ناسك يعيش فى البرية قلايته مخيفة جداً جداً نزل السوق يبيع شغل يديه وفى عودته وجد لصوص يسرقوها ووضعوها فى شوال وذهبوا مسرعين فدخل القلاية ووجد طبق قد نسيه اللصوص فأخذ الطبق وجرى وراءهم وقال لهم قد نسيتوا هذا الطبق المسيح لا يبحث عن الكم فهو يبحث عن الكيف ليس الكمية لكن يبحث عن Quality الكيفية .
فى العهد القديم كانت العملة معدنية ليست ورقية وكانوا الناس يجلسوا فى الهيكل وامامهم الصندوق وباذانهم يسمعوا صوت العملات لما تقع فى الصندوق والفلسين لم يصدروا صوت ! لكن ذلك لم يمنعها.
• كم عندك من الحب، كم عندك من الوقت، كم عندك من المال الذى تستطيع تخدم به وأنت ليس لك فخر فيه ( من يدك واعطيناك ) والله هو صاحب الرزق ، كم عنـدك مـن الجهـد ، كم عندك مـن الخدمة ، كم عندك من الفضيلة هل حياتك اليومية فى صوم مثل هذا تركز على فضيلة معينة لتقتنيها .
• كم عندك من الرحمة فمتى تتحرك عندك الرحمة ليس المقصود الكم العددى ولكن المقصود الكيف والمشاعر، كم عندك من تعب ( لأجل المسيح )، كم عندك من الصلوات ( الصلوات بمشاعرها )، كم عندك من دموع ( تسكبها وتذيب فيها مشاعرك )،كم عندك من المطانيات والسجدات المتواترة ،كم عندك من النظام فى حياتك ، المسيح لا يبحث عن الكم لكنه يبحث عن الكيف
وضرب البابا عدة أمثلة فى وقت صلب السيد المسيح صلب بجانبه اللصين ، وكأن السيد المسيح سأل اللص اليمين وحياته سيئة ولكن هذا اللص اجاب اذكرنى يارب متى جئت فى ملكوتك فالخمس كلمات فتحوا السماء ويأخذ الاكليل ، متى تاب! ومتى تحركت مشاعره!
وأضاف الأم التى كانت تبكى ، كم عندك ؟ قالت ليس لدى سوى دموع لأجل ابنى اوغسطينوس فهذه الدموع سوف ترجعه ؟ والرب نظر لدموعها فعاد اغسطينوس فصار تائباً وقديساً واسقفاً وسجل اعترفاته ولم يستحى وله كتب كثيرة وفكر لاهوتى هذا القليل الذى تضعه فى يد المسيح .وايضا الخميرة الصغيرة التى تخمر العجين كله ( قطعه صغيره نضعها فى العجين تجعل العجين ينمو ويخبز ويشبع ) وهذا مثل من امثال الملكوت فى متى 13.
وقال فى قصص القديسين أريد هذا الطفل الصغير فامكانياته محدوده لكنه يريده وهذا الطفل الصغير يصير عظيماً فى العهد القديم : داود النبى وقصص كثيره .
• من السير المشهورة فى وقت محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة ونهضة مصر لما كانت بنته زهرة مريضة وفى أرواح شريرة وعرف عن صربامون ابو طرحة انه فيه موهبة اخراج الشياطين لكن رغم احترامه قال أنا مقدرش أطلع الارواح الابصليب الاب البطريرك موهبة عنده ربما مش عند الاب البطريرك رغم انه قام بالصلاة فينسب لصليب الاب البطريرك رغم انه الذى قام بالصلاة.
• سيرة أبونا بيشوى كامل : امرأة فقيرة اعطت له 120 جنية وطلبت منه بناء كنيسة لكن بمنتهى الثقة فهذا المبلغ القليل عندما وضع فى يد الله بنى كنيسة عظيمة هى كنيسة الاسكندرية .
القديس يوحنا ذهبى الفم يقول “الله يبحث عن سبب واحد لخلاصك حتى وان كانت دمعة واحدة من عينك”
أن المسيح يسالك فى هذه العشية ( كم عندك ) الله يفرح بالقليل لان القليل فيه سر البركة لا تستهين بطفل صغير أو بفكرة صغيرة لكن يمكن ان تستثمر فلا تخزن (السبع خبزات وقليل من السمك اذا حجزوا ولم يوضعوا فى يد المسيح لما كانوا اشبعوا الكل) ثق أن يد المسيح تستطيع ان تبارك فهو لا يبحث عن الكم فهو معطى الكل لكن يبحث عن مشاعرك الحقيقية.