بالرغم من كوني صحفية وأجري كثير من الحوارات الصحفية .. إلا أنني لم يكن من السهل أن أجري حوار مع إبنتي .. ربما لأنها شخصية خجولة ولا تظهر مشاعرها بسهولة، لكنني حاولت أثناء حديثي معها أن أستخرج ما بداخلها لتعبر عن نفسها— بطريقتها البسيطة البريئة.
إنها فرح نادر فؤاد .. تسع سنوات ونصف، إنتقلت للصف الثالث الإبتدائي بأحدي مدارس الراهبات التي لها باع وتاريخ طويل في خلق أجيال يعتمد عليها الوطن والمجتمع والبيت والأسرة.
بعد نجاحك في الصف الثاني الإبتدائي .. ما هي آكثر مادة درستيها وشعرتي أنك إستفدتي منها وكانت دراستها ممتعة؟
العربي .. لأن المدرسة كانت بتخلينا نكتب الدرس والمعاني أكثر من مرة وبتقعد في وسطنا على ال bench .. كمان بتدينا الفرصة إننا نكتب معاها على ال board وبتعمل تطبيق في نهاية كل أسبوع على كل اللي درسناه طول الأسبوع.
كان نفسي ندرس بقية المواد بنفس الطريقة.
وفي الإنجليزي باحب اوي اننا كل سنة بناخد قصتين واحدة في الترم الأول والثانية في الترم الثاني.
بعد ما بدأت الإجازة عايزين نعرف نشاطاتك؟
باحب أوي اروح ال summer school باعرف عن طريقها معلومات حلوة أوي .. يعني مثلا عرفت أن القطة لها شنب بيساعدها على الشعور بالخطر، فتهرب. كمان باتدرب باليه لكن مش مرتبط بالصيف بس، و حتى أثناء الدراسة .. وابتديته وأنا خمس سنين واشتركت في حفلتين واحدة أخدت بعدها شهادة والثانية أخدت بعدها ميدالية .. وبنستعد اليومين دول لحفلة جديدة.
وبدأت من أسبوعين أتعلم أعزف بيانو .. كنت في الأول حاسة أنه ممكن يكون صعب عليا لكن بعد حصتين حبيته أوي وفرحانة جداً آن المدرس مبسوط مني وكتب لي «أنا فخور بيكي يا فروحة».
وطبعاً بالنسبة للرسم .. باحبه جدا .. انا باقدر ارسم في أي وقت وفي أي مكان. حتى لما كنت مرة مع مامي ودادي في مطعم ومش معايا أي أدوات رسم، أخدت قلم من مامي ورسمت على ورق napkin
لو متضايقة أو مش عندي حاجة باعملها، أحب أرسم كتير.. حتى لما باروح عيد ميلاد، احب اصمم الكارت بنفسي وارسم عليه واكتب الإهداء.
وبما أن جدو فنان تشكيلي، بعد ما ترسمي أي صورة بيعمل كأنه مدرس وبيقول لك أي تعليق وأنك كان يجب ترسمي حاجة معينة بطريقة معينة، واللا بيفرح أنك بتعبري بأسلوبك؟
لا خالص.. كل اللي بيقوله لي «الله يا فنانة .. حلو اوي ألوانك والتكوين» حتى كل ما بارسم صورة، يحب يحتفظ بيها. وأنا كل ما بارسم صورة جديدة، اصورها بال mobile وابعتها لتيتا واقولها خلي جدو يشوفها وقولي لي رأيكوا .. كمان كل ما بيكلمني في التليفون بيقول لي «اهلا يا فنانة».
بتحبي الرسم بس عشان جدو فنان تشكيلي وحتى جدو وتيتا-والدين بابا- أيضا فنانين .. ومن صغرك عينيك ترى الفن؟
لا. بحبه من وانا صغيرة حتى دادي اول صورة رسمتها بروزها لي. و دادي ومامي شجعوني الصيف اللي فات أني أشترك في مسابقة لرسوم الأطفال وفكرت معاهم إيه الموضوع اللي ممكن أرسمه. هم إختاروا رسمة كنت عملتها بعد إفتتاح قناة السويس الجديدة، ورسمتها مرة تانية على حجم أكبر.
وكنت فرحانة جدا لما زرت متحف النيل في أسوان مع مامي ودادي وأختي وسمعت أنهم إختاروا لوحة من لوحات جدو .. كنت مشتاقة أوي طول فترة الزيارة إني أشوفها وأتصور معاها. ولما ماما صورتني ، كلمت جدو وقلت له أنا إتصورت مع لوحتك.
بالنسبة لأصدقائك، أحكي لنا إزاي إخترتيهم؟
أنا ليا صديقتين .. لحد kg2 كنت لسه باتعرف على زمايلي في الفصل، لكن بعد أولى إبتدائي اتصاحبت أكتر على بنتين — جومانا وكارول .. باحبهم لأنهم بيسأالوا عليا إذا غبت في يوم، أو يبعتوا لي المواد اللي درسوها وأنا غايبة.
لو نفرض أن ماما وبابا خيروكي بين مقابلة للعائلة أو خروجة مع أصدقائك؟
في البداية حاولت فرح أن تختار الإجابتين «لو ينفع نتقابل مع العيلة، وبعدين اخرج مع أصحابي» .. وعندما قلت لها أن تختار إحدهما ولكن بدون أن تكون متضررة أو مجبرة، قالت لي «أختارالتجمع العائلي».
من أكثر شخصية تحبينها من أفراد عائلتك بعد بابا وماما؟
توتا .. قالتها وهي مبتسمة بخجل، وهي تقصد عمتها .. «من وأنا صغيرة كنت دايما أقول لها إنت صديقتي المفضلة».
هل سبق ووعدك بابا أو ماما بأي حاجة ولم يوفيا بوعدهما؟ وماذا تفعلين إذا كان لكي أي طلب وبابا قالك مثلا «ليس الآن»؟
لا ماحصلش قبل كده، ولا مرة. حتى لما نكون في محل لعب بنشتري هدية وأطلب من دادي أنه يشتري لي لعبة، ساعات يقول لي مش دلوقت ممكن الفلوس معايا ما تكفيش.
لكن بيفاجئني بعد فترة أنه إشترى لي اللعبة اللي كان نفسي فيها.
أكيد بيجيلك هدايا كتير، لكن نحب نعرف أي الهدايا التي ترينها الأفضل؟ وهل تحبي المشاركة مع أختك؟
ميكروسكوب .. دي أحلى هدية جت لي في الكريسماس اللي فات. باقدر آخد أي ورقة شجر أو حشرة وأشوفها تحت عدسات الميكروسكوب. لكن مش كل وقت أقدر ألعب بيها لأن أختي الصغيرة (٣ سنين ونص) بتطلب أنها تلعب معايا، وطبعا مش كل اللعب نقدر نلعب بيها سوا.
لكن فيه ألعاب بنقدر نلعبها سوا زي ال UNO أو الدومينو.
من وانا صغيرة وباحب المطبخ، طبعا احب أساعد ماما في فرد السفرة .. لكن باحب أكتر أني أشتغل بإيديا وأعمل سلطة خضار ، سلطة زبادي ، أو سلطة فاكهة.
ولما سألتها تحبي ترتبي حجرتك واللا تقفي معايا في المطبخ .. قالت لي وهي تضحك بطريقتها الشقية: «أقف معاكي في المطبخ طبعا» .
يا ترى لما تكبري تحبي الناس تقول لك «يا فنانة ..واللا دكتورة .. واللا مهندسة .. واللا باليرينا»؟ ولماذا؟
أحب أكون دكتورة.. وبالأكثر دكتورة أطفال، لأن الأطفال بيعييوا كتير.
فنانة لا، مش عايزاها تبقى شغل .. أنا بارسم عشان باحب الرسم.
Discussion about this post