صرحت وزارة الموارد المائية والري ،انه في إطار إيمان وزارة الموارد المائية والري بارتباط الأمن المائي بأمن الطاقة والغذاء بشكل كبير مما جعل منها مورداً استراتيجياً قد يتجاوز في أهميته الاقتصادية كافة الموارد الآخري.
و في ظل الزيادة المضطردة في الطلب على المياه نتيجة لزيادة عدد السكان والتنمية الاقتصادية المتسارعة ، وكذلك تأثير التغيرات المناخية على هذه الموارد المائية، لذا فإن الاهتمام بالمياه و الحفاظ عليها ودراسة اقتصادياتها لم يعد اختياراً بل ضرورة حتمية. ومن المعروف ان القطاع الزراعي هو القطاع المستهلك الاول للموارد المائية في الدولة بنسبة تتجاوز 80% وهو يساهم في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير المواد الأولية للعديد من الصناعات الغذائية والتحويلية، ومن هنا جاء الدافع إلي ضرورة حسن إدارة الطلب على المياه في هذا القطاع الحيوي للدولة.
و تعد التجربة البحثية للمركز القومي لبحوث المياه لزراعة القمح بالتبريد إحدي الأساليب الحديثة لإدارة الطلب علي المياه وهي واحدة من المحاولات الحثيثة لتعظيم الاستفادة من قطرة المياه ورفع الإنتاجية الزراعية، فتقليل فترة بقاء المحصول في الارض الزراعية للنصف تعني توفير عدد ريات من كميه المياه المستخدمة لزراعة تلك المساحة من الاراضي ، و السماح لزراعة محاصيل أخري في نفس المساحة وبكمية المياه المتوفرة مما يؤدي إلى تعظيم الاستفادة من وحدة المياه ووحدة الأرض و فى ضوء ما أثير مؤخراً حول هذه التجربة، فتود الوزارة التأكيد على أنها تجربة بحثية تم تجربتها فى مناطق مختلفة فى مصر وأعطت مؤشرات أولية لإنتاج القمح و جارى الآن التنسيق مع كافة الجهات المعنية ومن أهمها وزارة الزراعة والمراكز البحثية والجامعات المصرية، وذلك لتقييم تلك التجربة من كافة الجوانب مثل الإنتاجية ، توفير المياه ، استهلاك الاسمدة ، فترة النمو ، البذور المستخدمة ، دراسة وسائل تحسين الإنتاجية ، ووسائل تعميمها. و الوزارة تؤكد على دعهما و تشجيعها لأى جهود بحثية تساهم فى تحسين إدارة المياه و زيادة كفاءة الرى و تحسين الانتاجية و زيادة دخل الفلاح .
وقد واجهت التجربة قدرا كبيرا من النقد والتقليل من أهميتها بل وسارع البعض في الحكم عليها بالفشل، وفي هذا الإطار تقدم الوزارة الدعوة لكافة الجهات البحثية المتخصصة بالدولة للمشاركة في تطبيق وتقييم التجربة خلال مراحلها المختلفة لمواسم أخري ووضع خطوط إرشادية ومؤشرات علمية لقياس نجاح التجربة للتحقق من المخاوف التي أثيرت وقياس الإنتاجية عن طريق جهات محايدة ، و من ثم وضع المخطط الأمثل لتحويلها الي تطبيق علي أرض الواقع يعود بالنفع علي الجميع.
ويجب أن يعي الجميع الدور الذي يقع علي عاتق المختصين و العلماء والباحثين في دراسة العلاقة بين منظومة المياه والغذاء والطاقة واستنباط تقنيات حديثة لتعظيم الإنتاجية من كل قطرة مياه.