لقب بـ” موسيقار الأجيال ” وعاصر الملكية والمدنية فى مصر، و أرتبط اسمه بالأغانى الوطنية ، كما عاصر مشاهير عصره وعمل معهم، وتحدى كل العقبات ليسير فى طريق الفن ، هو الفنان والمسيقار “محمد عبد الوهاب ” ، اليوم تحل الذكرى ال 28 على رحيله في مثل هذا اليوم ونتعرف أكثر على رحلته الفنية .
مولده ونشأته
هو محمد عبد الوهاب محمد عيسى ابو حجر ولد عام 1902 م بحاره برجوان فى حى باب الشعرية بالقاهرة، كان والده الشيخ محمد ابو عيسى مؤذن بجامع سيدى الشعرانى بباب الشعرية، والحق الشيخ ولده محمد بكتاب جامع سيدى الشعرانى لكى يحفظ القران ويتلقى العلوم الديينة حتى يكمل مسيرته ويلحقه فيما بعد فى الازهر كما كان يتمنى وبالفعل حفظ ” محمد ” اجزاء من القرأن الكريم
حب الفن
ظهر على “عبد الوهاب ” حبه للغناء والطرب وهو فى سن صغيره، حيث أهمل دراسته ، و شغف بالاستماع إلى شيوخ الغناء في ذلك العصر مثل الشيخ سلامة حجازي وعبد الحي حلمي وصالح عبد الحي، وكان يذهب إلى أماكن الموالد والأفراح التي يغنى فيها هؤلاء الشيوخ للاستماع لغنائهم وحفظه .
عمله بالفن
على الرغم من كل مساعى والده ليبعد بين ” محمد” والفن والطرب الا أنه اصر على ما يحب وفى عام 1917 م تعرف ” عبد الوهاب ” على “فوزى الجزايرلى ” صاحب احد الفرق المسرحية التى كانت تعمل فى الحسين، وطلب منه أن يعمل فى الفرقة فأصبح عمله هو ان يغنى بين فصول المسرحية التى تقدمها الفرقة كل ليلة مقابل 5 قروش فى الليلة فهرب محمد من اسرته وظل يغنى فى الفرقة متخفيا تحت اسم ” محمد البغدادى” حتى لا يعثر عليه ابيه ولكن على الرغم من ذلك عثر عليه ابيه واصر على عودته الى الدارسة .
ولكن لم يرضى ” محمد ” عن العودة لدراسته فعمل مع احد فرق السيرك وهرب معها إلى دمنهور ولكن سرعان ماتم طرده من الفرقه لاعتراضه على تقديم اى عمل سوء الغناء فقام بالعودة إلى اسرته التى احست انه لا سبيل لمنعه من ممارسة ما يحب فوافق الاسرة على غنائه فى فرقة عبد الرحمن رشدى مقابل 3 جنيهات شهريا وظل يغنى كل ليلة اغانى الشيخ سلامه حجازى .
عبد الوهاب وأمير الشعراء
فى أحدى الليالى حضر أمير الشعراء” احمد شوقى” عروض الفرقة التى يعمل بها ” عبد الوهاب ” وبمجرد ما أن بدأ عبد الوهاب فى الغناء غضب احمد شوقى بشده وذهب الى حكمدار القاهرة يطالبه بمنع ” محمد” من الغناء لصغر سنه ولانه لم يمكن هناك قانون ينظم منع صغار السن من الغناء فأكتفى الحكمدار بأخذ تعهد على الفرقة بعدم عمل عبد الوهاب معهم .
بعد ذلك التحق “عبد الوهاب ” بمعهد الموسيقى العربية والذى كان يعرف انذاك بـ “نادى الموسيقى الشرقى ” وبنفس الوقت عمل كمدرس للاناشيد بمدرسة الخازندار لكنه ترك الدراسة وعمل فى فرقة على الكسار وبعدها فرقة الريحانى عام 1924 م وعاد وترك فرقه الريحانى ليكمل دراسته مره اخرى واثناء ذلك قابل الشيخ سيد درويش الذى اعجب بصوته كثيرا وعمل معه فى فرقته مقابل 15 جنيه شهريا
فى عام 1924م أقميت حفلة فى احد الكازينوهات بالاسكندرية وكان عبد الوهاب هو من يحيى هذا الحفل وحضر الحفل عدد كبير من رجال الدولة ومنهم احمد شوقى وبعد انتهاء ” عبد الوهاب ” من الغناء طلب احمد شوقى مقابلته وبالفعل قاابله عبد الوهاب وذكره بما فعله ومنعه من الغناء وعلل ذلك احمد شوقى بسبب خوفه عليه فى صغر سنه ومنها اصبحت هناك علاقة وطيدة بين الرجلين فتبنى احمد شوقى عبد الوهاب لمده 7 سنوات خلالها احضر له المدرسين لتعليمه اللغة الفرنسية واساليب الحياة الراقية وقدم عبد الوهاب لكثير من رجال الصحافة والادب منهم طه حسين وعباس محمود العقاد وظل عبد الوهاب حتى وفاته يذكر فضل احمد شوقى عليه .
عبد الوهاب وأم كلثوم
كان أول لقاء جمع عبد الوهاب بأم كلثوم عام 1925 م كان بمنزل أحد الأثرياء وهو محمود خيرت والد الموسيقار أبو بكر خيرت وجد الموسيقار عمر خيرت حيث غنيا معاً دويتو “على قد الليل مايطول” ألحان سيد درويش بعد ذلك لحن لها أغنية “غاير من اللى هواكي قبلي ولو كنت جاهله “، رفضت أم كلثوم أن تغنيها فغناها عبد الوهاب.
ومن بداية الثلاثينيات وحتى أواخر الأربعينات كانت الصحف تلقب كلاً من عبد الوهاب وأم كلثوم بالعدوين إلا أنه جرت محاولات للجمع بينهم.و تدخل العديد من الشخصيات الشهيرة زال الخلاف وكان اول عمل مشترك بينهم أغنية ” انت عمرى ” وبعد ذلك غنت ام كلثوم عشرات الاغانى من تلحين عبد الوهاب .
القابه
لقب ” محمد عبد الوهاب ” بالعديد من الألقاب , لقب بـ “موسيقار الأجيال” الأشهر من بين ألقابه حصل عليه بعد معاصرته لأجيال عدة، فقد بدأ مشواره الفني في عهد الملك فاروق، وعاصر الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات، كما عاصر الرئيس المخلوع حسني مبارك، ولحن لفيروز وأم كلثوم وليلى مراد وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفايزة أحمد ووردة الجزائرية وصباح وطلال مداح وأسمهان، إلى جانب أنه كان أول مكتشف للمطرب إيهاب توفيق .
كمل أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات منحه رتبة اللواء الشرفية، بعد أن أمره بإعادة صياغة نشيد مصر الوطني “بلادي بلادي”، الذي ألفه أستاذه سيد درويش, كما لقب بالدكتور بعد أن حصل على الدكتوراه الفخرية من أكاديمية الفنون 1975م .
وفاته
توفى “مسيقار الاجيال ” فى 4 مايو عام 1991 م بعد إصابته بجلطة فى المخ اثر سقوطه الحاد على الارض بمنزله واقميت له جنازة عسكرية مهيبة فى 5 مايو .