قصة عودة طابا لحضن الوطن
رجال أحبوا بلدهم وأخلصوا لها فحققوا النصر بعد الكفاح
طابا.. صراع الدبلوماسية من مجلس الأمن إلى المحكمة الدولية
العلامة 91على الحدود المصرية الإسرائيلية التى فجرت الصراع على طابا
تاريخ الصراع الحدودى الذى إنتهى بإستعادة الأراضي المصرية كاملة
تاريخ من المفارقات والأحداث والنزاعات التي تستحق إلقاء الضوء عليها، ونحن نمر بذكرى مرور ثلاثين عاماً على رفع العلم المصري على مدينة طابا الحدودية الواقعة بشبه جزيرة سيناء، وإسدال الستار على قضية إحتلال إسرائيل بالكامل بفضل جهود الدبلوماسية المصرية، وانتصارها في قضية تحكيم طابا، بعد معركة دبلوماسية وقانونية خاضتها مصر منذ تحرير أرض سيناء فى السادس من أكتوبر عام1973 (لكن بدون طابا!!)، كان هذا فى يوم25 ابريل عام 1982، ذلك اليوم الخالد في تاريخ الشعب المصري الذي لا ينسى عبر الأجيال، يوم استرداد طابا وعودتها إلى أحضان الوطن الأم، يوم رُفع علم مصر خفاقًا فوق أرض طابا.
تعتبر طابا بقعة فريدة من نوعها في العالم من حيث معالمها الجمالية، وقيمتها التاريخية والاستراتيجية والسياحية الكبيرة لموقعها المتميز الذي يشرف على حدود أربع دول هي مصر، السعودية، الأردن، اسرائيل. كما تمثل المنطقة الواقعة بين طابا شمالًا وشرم الشيخ جنوبًا أهم مناطق الجذب والتنمية السياحية بجنوب شبه جزيرة سيناء، وهي مدينة مصرية تتبع محافظة جنوب سيناء، وتقع على رأس خليج العقبة بين سلسلة جبال وهضاب طابا الشرقية من جهة، ومياه خليج العقبة من جهة أخرى. يبلغ تعداد سكان المدينة 3000 نسمة، وتبلغ مساحتها نحو 508.8 فدان تقريبًا، وهى تبتعد عن مدينة شرم الشيخ بنحو 240 كم شمالاً. كما تبتعد المدينة عن ميناء إيلات الإسرائيلي نحو 7كم شرقًا وتقع في مواجهة الحدود السعودية في اتجاه مباشر لقاعدة تبوك العسكرية، وتعد آخر النقاط العمرانية المصرية على خليج العقبة في مقابلة الميناء البحري الوحيد للأردن وهو ميناء العقبة، وهى مدينة حدودية تغلف الجبال منتجعاتها السياحية، ويتكون شريطها الساحلي من عدد من الشواطئ والخلجان والبحيرات ومضيق وأماكنالغوص. ومن أجمل المناظر الموجودة بالمنطقة قلعة صلاح الدين إحدى القلاع الحصينة في قلب خليج العقبة علاوة على تمتع أبارها بمخزون ضخم من المياه العذبة. وتعتبر ملحمة إستعادة طابا إلى السيادة المصرية أبرز ملامح العهد الحديث التى فرضت نفسها على الوجدان المصري سنوات طويلة، وقدم العديد من رجالنا الأبطال أرواحهم ودمائهم فى سبيلها، ومازالوا يبذلون الكثير حفاظاً على تراب وطنهم لا فرق بين مسلم ومسيحى فالهدف واحد..وﻷجيال لم تشهد تاريخ الصراع فى معركة الحرب والسلام، التى خاضتها مصر من أجل تحرير سيناء. نقف أمام محطات من تاريخ هذا الصراع السياسي والعسكري الدبلوماسى، بين معارك ومفاوضات إستغرقت وقتًا طويلًا كافح فيه الطرفين لإثبات ملكيته للأرض لما يقرب من 22 عامًا متتالية، إنتهت بعودة الحق إلى أصحابه رغم طول المدة.
تاريخ الإحتلال:
تبدأ قصة النزاع على الأرض مع بداية إحتلال الدولة العثمانية لمصر، حين صدر فرمان عثماني منح بمقتضاه محمد علي باشا وأبنائه من بعده حكم مصروالسودان، وأرفقت خريطة بالفرمان لتوضيح ماهية حدود مصر، والتيحددت الغالبية العظمى لسيناء داخل مصر، واستمر الوضع قائمًا على هذا الحال حتى عام 1892،وبعد رحيل الخديوي توفيق فى هذه السنة، كان يتعين على الباب العالي أن يصدر فرمانًا بتولي ابنه الخديوي عباس حلمي الثاني عرش مصر. وبعد مرور14عاماً من توليه عرش البلاد، أثيرت قضية حين أرسل السلطان العثماني فرمان لمصر يحرمها من نصف مساحة أرض سيناء، فتدخلت بريطانيا وحدثت أزمة مشهورة سميت تاريخياً”أزمة الفرمان”أو”قضية الفرمان” والتي انتهت بموافقة السلطان عبد الحميد الثانى على خط الحدود المصرية، الذي يبدأ من رفح شمالاً على البحر المتوسط إلى رأس خليج العقبة جنوباً على نقطة تقع على بعد ثلاثة أميال غرب قلعة العقبة. وفيعام1906 حدثت أزمة أخرى عرفت تاريخياً باسم “قضية طابا”، تفجرت حين قررت الدولة العثمانية وضع قوات تركية من الجنود والمدافع على مداخل المنطقة، مدعية أن بقعة طابا ملكًا لها، فحدثتأزمة كبيرة تدخلت على إثرها بريطانيا للمرة الثانية، وأجبرت العثمانيين على الإنسحاب، فاضطرت أيضًا للتراجع وإخلاء الموقع، لعدم إمتلاكها ما يثبت ذلك قانونياً من الأوراق والمستندات، واضطر الإحتلال الانجليزي وقتها أن يضع حدودًا مرسومة ومعترف.