كشف مؤتمر ومعرض تكنولوجيات الاقتصاد الرقمي “سيملس” عن إطلاقه 50 برنامجا ومشروعا رياديا لدعم التحوّل الرقمي في الدول العربية، تمثل مخرجات المسودة الأولى للرؤية الإستراتيجية العربية المشتركة للإقتصاد الرقمي ..داعيا جميع القطاعات وبالتحديد القطاع الخاص للإطلاع على هذه البرامج لبدء تنسيق الجهود لتطبيقها والتنافس عليها نظراً لعوائدها المالية الكبيرة وآثارها الإجتماعية والاقتصادية الهائلة على المجتمعات العربية.
وأوصى مؤتمر ومعرض تكنولوجيات الاقتصاد الرقمي – في ختام فعالياته التي إحتضنتها دبي في مركز التجارة العالمي برعاية جامعة الدول العربية ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية وتنظيم شركة تيرابين العالمية لتنظيم المؤتمرات – بضرورة توجيه الجهود لدعم تأطير ومأسسة العمل العربي المشترك في مجالات الأمن الإلكتروني والذكاء الاصطناعي والروبوتات والبلوك تشين والعملات الرقمية وتعلم الآلة لتوحيد الجهود العربية في هذه المجالات، والتركيز على مُخرجات المسودة الأولى للرؤية الإستراتيجية العربية المشتركة للاقتصاد الرقمي والتي قامت جامعة الدول العربية بإصدارها من خلال مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، وذلك لتأطير السياسات ذات الصلة وتحقيق المناخ المناسب لجذب الإستثمارات الدولية للبرامج والمشاريع السيادية لكل دولة.
ودعت التوصيات – التي تلاها السفير محمد محمد الربيع، أمين عام مجلس الوحدة الاقتصادية العربية في جامعة الدول العربية – إلى تركيز جهود صناديق التمويل العربية وتوحيدها لتنفيذ برامج ومشاريع الرؤية الإستراتيجية العربية المشتركة للاقتصاد الرقمي والتي تم إنجازها بمساندة ودعم وصياغة ومراجعة البنك الدولي، وإدارة الشؤون الاقتصادية والإجتماعية في الأمم المتحدة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وجامعة هارفارد الأمريكية ولجنة مكوّنة من الخبراء الدوليين العاملين في مجالات الاقتصاد الرقمي، عوضا عن صرف الأموال وإستثمارات التمويل في إعداد رؤى إستراتيجية غير متكاملة وغير شاملة.
وطالبت بتسخير كافة الجهود لضمان إنطلاقة قوية لبرامج ومشاريع الرؤية العربية المشتركة للاقتصاد الرقمي عن طريق تنفيذ البرامج العشرة ذات الأولوية التي تم التسليط الضوء عليها في المسودة الأولى للرؤية الإستراتيجية ،داعية إلى إنشاء كيان خاص للاقتصاد الرقمي، يتبع لجامعة الدول العربية مباشرة وقادر على صياغة الإستراتيجيات، وتطوير البرامج الجديدة لتكنولوجيا المعلومات والإتصالات، وتقييم تنفيذ التحوُّل الرقمي بين جميع القطاعات في كل الدول العربية، وزيادة الوعي بين الحكومات والمواطنين، وفتح فرص الشمول الرقمي للمجتمعات العربية وتحسين موقع المنطقة في الاقتصاد الرقمي.
كما دعت التوصيات إلى تطوير منظومة للحوكمة لكل برنامج من برامج الرؤية الإستراتيجية على حدة؛ وخاصة تلك التي سيتم تمويلها من المؤسسات الدولية والصناديق التنموية لضمان التوافق بين الإستراتيجية الشاملة وإستراتيجية البرنامج للوصول إلى النتائج المطلوب تحقيقها، وتسريع التنسيق مع كافة الدول العربية لإنشاء أداة قياس مؤشر عربي للاقتصاد الرقمي من خلال جمع نتائج مؤشراته التفصيلية والبدء بإصدار تقرير سنوي يعبّر عن حالة الاقتصاد الرقمي لكل دولة عربية ومفصلا لها سبل التطوير بناء على النتائج.
،وأكد مؤتمر ومعرض تكنولوجيات الاقتصاد الرقمي “سيملس” في ختام توصياته إيمانه بأن هذه هي الفرصة الأمثل، إن لم تكن الوحيدة المتاحة اليوم لتوحيد جهود جميع الحكومات العربية، وضمان مواكبة الدول العربية للثورة الرقمية، وتحقيق آثارها الإيجابية على النمو الاقتصادي، والتنمية المستدامة بتكاملها مع البرامج الأممية الهادفة لتعزيز اقتصادات المنطقة العربية، وإستقرارها.
وكانت أعمال اليوم الثاني لمؤتمر ومعرض تكنولوجيات الاقتصاد الرقمي قد شهدت جلسات متخصصة سلطت الضوء على الذكاء الإصطناعي وتأثيراته على القطاعات المختلفة وعلى إدارة قواعد البيانات وأمنها الإلكتروني، بالإضافة إلى واقع الشمول المالي لصالح التكنولوجيا المالية وكافة شرائح المجتمعات، والمدفوعات الرقمية.
ووجه المشاركون وممثلو جامعة الدول العربية ممثلة بمجلس الوحدة الاقتصادية العربية جزيل الشكر والتقدير لقيادة دولة الإمارات وللشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي على دعمه لتحقيق الرؤية الإستراتيجية المشتركة للاقتصاد الرقمي على أرض الواقع.
كما تقدموا بالشكر للشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لدعمه للمبادرة بكافة تفاصيلها، مثمنين قيادته المستمرة لفريق عمل تطوير الرؤية الإستراتيجية، ونظرته الواثقة بأبعادها الإيجابية لصالح المجتمعات العربية.
وقام الدكتور علي محمد الخوري، مستشار مجلس الوحدة الاقتصادية العربية بإفتتاح أعمال اليوم الثاني للمؤتمر بكلمة تطرق فيها إلى الأمن الاقتصادي وأهمية التكامل وتوحيد الجهود لتحقيق الأهداف التنموية بشكل أفضل، وقال ” “إن تأثير الدومينو، في العالم الذي نعيش فيه اليوم، واضح وجليّ، فعدم الإستقرار السياسي والإجتماعي، للكثير من الدول التي تعاني من الصراعات الداخلية أدت إلى موجات من التحديات على الدول المحيطة بها، وأضافت أعباء اقتصادية هائلة عليها، والمعادلة التي أصبحت تفرض نفسها علينا هي: أننا ولكي نحافظ كدول، على أمننا الاقتصادي، يجب علينا أن ندعم ونحافظ أيضا على الأمن الاقتصادي للدول المجاورة لنا”.
وشدّد على أهمية “المنظومة التعليمية التي يجب من خلالها تسليح الشباب بكافة أدوات تطويع الثورة الرقمية لصالحه ولصالح مجتمعاته، فلهذه الأجيال منهجيات تفكير تعي تماما ماهية التكنولوجيات وآلاتها وأدواتها، وعلينا بناء القدرات في المراحل الأساسية من التعليم، لنتمكن من تجهيز هذه الأجيال لبناء عالم آمن، يعمل فيه الجميع يدا بيد ومع الآلة لما فيه خير العالم أجمع”.
ونوّه الخوري إلى “أهمية إيجاد مفاهيم جديدة من منظور شمولي للأمن الجماعي، لهذه الحدود الافتراضية الجديدة للثورة الرقمية، لنتمكن من حماية أمننا العالمي ككل، والذي سينعكس على أمننا المحلي كدول”، مؤكدا “أن هذا ما تم عمله بإطلاق الرؤية الإستراتيجية العربية المشتركة للاقتصاد الرقمي حيث قمنا بدراسة النماذج الناجحة للاقتصاد الرقمي، كمحرك أساسي للنمو الاقتصادي وممكّن للتنمية المستدامة، وبحثنا في مدى تأثير برامج الرؤية الإستراتيجية، على الإستقرار السياسي والإجتماعي والاقتصادي في المنطقة العربية، لإيماننا بأن إستقرار المنطقة العربية سياسيا واقتصاديا وإجتماعيا، سيعود بالنفع الإيجابي المباشر وغير المباشر على شعوبها وعلى كافة الدول أجمع”.