أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش بدور مصر “الأساسي” للأمن والسلم الإقليميين، بعد لقائه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقال جوتيريش في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية سامح شكري، عقب محادثاته مع السيسي: “مصر شريك أساسي للأمم المتحدة فيما يتعلق بالسلام والأمن في المنطقة. ويعد تعاوننا مع مصر جانبًا أساسيًا في عملنا، وأنا أؤيد المناقشات الصريحة للغاية التي أجريناها فيما يتعلق بجميع الأوضاع المعقدة التي نواجهها في المجالات الذي تلعب فيها مصر دورًا إيجابيًا مهمًا للغاية.”
وقد وصف جوتيريش محادثاته مع السيسي بأنها كانت “شاملة” مؤكدا أن التعاون بين مصر والأمم المتحدة يشمل “الركائز الثلاث لموضوعات الأمم المتحدة، السلام والأمن، التنمية المستدامة وحقوق الإنسان.”
ويأتي لقاء الأمين العام مع الرئيس السيسي ضمن زيارة لمصر، بدأها من الأزهر الشريف، حيث اجتمع مع الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، للتعبير عن تضامنه مع المجتمع الإسلامي والتأكيد على الحاجة للتصدي لآفة كراهية المسلمين وكافة أشكال العنصرية والكراهية. كما قام الأمين العام بجولة في المتحف المصري الكبير، واجتمع بممثلي منظومة الأمم المتحدة في مصر.
وثيقة “الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي
** وكان هناك سؤال حول وثيقة “الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش معاً” واستعداد الأمم المتحدة للاستفادة منها، وما هي الخطوات التي تم الاتفاق عليها لتنفيذ هذه الوثيقة؟
_ أجاب “جوتيريش”: أولاً وقبل كل شيء، سنبذل قصارى جهدنا لضمان نشر هذه الوثيقة في جميع المنظمات في منظومة الأمم المتحدة، ونود تقديمها إلى رئيس الجمعية العامة حتى تتمكن الجمعية العامة من النظر فيها. وسنفعل كل ما هو ممكن لجعل صدى هذه الرسالة يتردد في كل مكان. في الوقت نفسه، اتخذنا مبادرتين مهمتين للغاية. أولاً، طلبنا من مستشارنا الخاص المعني بمنع الإبادة الجماعية “أداما دينغ” أن يقوم بتنسيق فريق من وكلاء الأمين العام للأمم المتحدة لإعداد استراتيجية للأمم المتحدة ضد خطاب الكراهية. تعد إستراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة خطاب الكراهية ضرورية ليس فقط لمحاربة انتشار كره الأجانب والعنصرية ومعاداة للمسلمين ومعاداة السامية وغيرها، بل وأيضًا لمحاربة انتشار الإيديولوجيات الإرهابية والجوانب المرتبطة بها. وآمل أن يمكن هذا من حملة فعالة. ثانياً، في أعقاب الحوادث المأساوية للهجوم الإرهابي في نيوزيلندا، طلبت من ميغيل أنخيل موراتينوس المسؤول عن تحالف الحضارات إطلاق حملة عالمية لحماية المواقع الدينية. وكل هذا مرتبط برسالة الحوار بين الأديان والتسامح التي وافق عليها الإمام الأكبر للأزهر والبابا في الإعلان التاريخي الذي أصدره الأزهر والفاتيكان والذي عرضته كما رأيتم كوثيقة مهمة لتوجيه الجميع.
قضية المقاتلين الأجانب
فيما يتعلق بالمقاتلين الأجانب (آلاف الإرهابيين بسوريا والعراق)، شدد الأمين العام على أن العالم بحاجة إلى يتحد لإيجاد الحلول في مواجهة مشكلة المقاتلين الأجانب. وأوضح: “هناك مسؤولية دولية للتعامل مع الخطر الهائل الذي يمثله اليوم المقاتلون الأجانب الفارين من حالات الصراع وقال إنه: “لن يكون من العدل أن نطالب بعض البلدان، التي يمكن وصفها بأنها في خط المواجهة، أن تتحمل جميع التكاليف وكل الآثار السلبية لما نشهده فيما يتعلق بانتشار الإرهاب.”
وأشار إلى أن الأمم المتحدة عقدت قبل بضعة أشهر لأول مرة قمة لرؤساء إدارات مكافحة الإرهاب في جميع البلدان، وستعقد هذا العام اجتماعات مهمة لنفس الكيانات على المستوى الإقليمي، واحد منها سيعقد في نيروبي بالنسبة لإفريقيا.
ليبيا في قلب المباحثات
وقد غادر “جوتيريش” القاهرة متوجهًا إلى ليبيا، التي قال إنها كانت “في قلب المناقشات” التي أجراها مع المسؤولين المصريين، وقال: هدفنا بسيط، لتجنب أي مواجهة كبيرة وتهيئة الظروف لاستقرار الوضع في ليبيا. فمن الضروري توحيد مؤسسات ليبيا والبرلمان الوطني الليبي والمجلس الرئاسي والحكومة ومجلس الأمن القومي.”
وعبر الأمين العام عن أمله بأن تمهد محادثات أبو ظبي بين الفرقاء الليبيين الطريق “لتطور طبيعي يمكن أن يجعل ليبيا شريكا كاملا في المجتمع الدولي مع مؤسسات طبيعية ومع ازدهار اقتصادها بما يخدم المواطنين الليبيين والمنطقة بأسرها.”
إسرائيل وفلسطين: لا بديل عن حل الدولتين
وفي سؤال حول ما يتعلق بقضية فلسطين وإسرائيل، قال “جوتيريش”: أود أن أشيد بالعمل الاستثنائي الذي تقوم به مصر والذي بفضله صار من الممكن تجنب تصعيد دراماتيكي في غزة. فالتزام مصر القوي للغاية لم يسمح فقط بتجنب هذا التصعيد ولكن أيضًا بتهيئة الظروف لمزيد من المساعدات الإنسانية الفعالة لغزة، وهو جزء لا يتجزأ من توحيد الفلسطينيين، وهو بالطبع هدف سياسي آخر مهم للغاية ونحن ندعم جهود مصر بالكامل.
وأضاف: أعتقد أننا متفقون بالنسبة للحل الذي يجب أن يستند على دولتين. دولتان تكون القدس عاصمة لكلاهما، ومن الواضح جدًا بالنسبة لنا أنه لا توجد خطة بديلة، وأنه يجب القيام بكل ما يمكن القيام به لضمان تنفيذ القرارات التي صادقنا عليها من قبل أجهزة الأمم المتحدة يومًا ما وأنه سيكون لدينا دولتان في فلسطين وإسرائيل تعيشان معا في سلام وأمن وسنعمل سوية قدر الإمكان لتحقيق هذا الهدف.