يقول أيوب البار فى نبؤة اليوم (أيوب ٤٢: ١-٦) “قد علمت انك قادر على كل شئ ولا يعسر عليك أمر”. قال أيوب هذا بعدما عانى من الضربة القاسية التى ضربها به الشيطان وعانى ايضا من اتهامات أصدقائه له بأن هذه الضربة كانت بسبب خطيته، لكن أخيرا كلمه الله وشرح اه كم أن الفكر الإنسانى قاصر على سبر غور الخالق. فهتف عندئذ أيوب: “بسمع الأذن سمعت عنك والآن قد رأتك عينى”.
ويظل فكر البشر قاصر عن فكر الله. فى انجيل باكر من (متى ٢٠: ٢٠-٢٨) تأتى أم ابنى زبدى لتطلب من المسيح أن يجلس ابنيها واحد عن يمينه واحد عن يساره فى ملكوته. ويأتى رد الرب: “أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رُؤَسَاءَ الأُمَمِ يَسُودُونَهُمْ، وَالْعُظَمَاءَ يَتَسَلَّطُونَ عَلَيْهِمْ. فَلاَ يَكُونُ هكَذَا فِيكُمْ. بَلْ مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيمًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِمًا. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلًا فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْدًا”.
نفس التفكير البشرى القاصر يعبر عنه الصدوقيون فى قراءة انجيل القداس من (مرقص ١٢: ١٨-٢٧ ) حين يسألوا المسيح عن السبعة إخوة اللذين تزوجوا امرأة تباعا وماتوا، فى القيمة لمن تكون المرأة؟ أَجَابَ يسوع: “أَلَيْسَ لِهذَا تَضِلُّونَ، إِذْ لاَ تَعْرِفُونَ الْكُتُبَ وَلاَ قُوَّةَ اللهِ؟ لأَنَّهُمْ مَتَى قَامُوا مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يُزَوِّجُونَ وَلاَ يُزَوَّجُونَ، بَلْ يَكُونُونَ كَمَلاَئِكَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ.”
يؤكد بولس فى رسالته الى أهل (كورنثوس الثانية ٤: ٥-١٨ ) طبيعتنا القاصرة بقوله: “لنا هذا الكنز فى أوان خزفية”؛ اذا ماذا يمكننا ان نصنع؟ رد بولس فى نفس الجملة: “ليكون فضل القوة لله لا منا”.
غدا نودع الصوم المقدس ونحن معترفين بضعفنا واحتياجنا لقوة وحكمة المسيح، فنبدأ حياة تجددت بالصوم، و بالاتضاع نفتح قلوبا تحتضن كل كلمة تخرج من فم الله.
لمتابعة قراءات الأسبوع السادس تابع الروابط التالية:
تأمل فى قراءات يوم الأربعاء من الأسبوع السابع من الصوم المقدس
تأمل فى قراءات يوم الثلاثاء من الأسبوع السابع من الصوم المقدس
تأمل فى قراءات يوم الاتنين من الأسبوع السابع من الصوم المقدس