ها ونحن على شفا إتمام الصوم المقدس تذكرنا الكنيسة بمعنى الصوم الحقيقى المقبول عند الرب. فتقول النبؤة من (اشعياء النبى ٥٨: ١-١١ ) “نَادِ بِصَوْتٍ عَال. لاَ تُشفق. اِرْفَعْ صَوْتَكَ كَبُوق وَأَخْبِرْ شَعْبِي بِآثامهِمْ، وَبَيْتَ يَعْقُوبَ بِخَطَايَاهُمْ. وَإِيَّايَ يَطْلُبُونَ يَوْمًا فَيَوْمًا … يَقُولُونَ: لِمَاذَا صُمْنَا وَلَمْ تَنْظُرْ، ذَلَّلْنَا أَنْفُسَنَا وَلَمْ تُلاَحِظْ؟.. هَا إِنَّكُمْ لِلْخُصُومَةِ وَالنِّزَاعِ تَصُومُونَ، وَلِتَضْرِبُوا بِلَكْمَةِ الشَّرِّ. لَسْتُمْ تَصُومُونَ كَمَا الْيَوْمَ لِتَسْمِيعِ صَوْتِكُمْ فِي الْعَلاَءِ.
5 أَمِثْلُ هذَا يَكُونُ صَوْمٌ أَخْتَارُهُ؟ يَوْمًا يُذَلِّلُ الإِنْسَانُ فِيهِ نَفْسَهُ، يُحْنِي كَالأَسَلَةِ رَأْسَهُ، وَيْفْرُشُ تَحْتَهُ مِسْحًا وَرَمَادًا. هَلْ تُسَمِّي هذَا صَوْمًا وَيَوْمًا مَقْبُولًا لِلرَّبِّ؟
6 أَلَيْسَ هذَا صَوْمًا أَخْتَارُهُ: حَلَّ قُيُودِ الشَّرِّ. فَكَّ عُقَدِ النِّيرِ، وَإِطْلاَقَ الْمَسْحُوقِينَ أَحْرَارًا، وَقَطْعَ كُلِّ نِيرٍ.
7 أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ، وَأَنْ لاَ تَتَغَاضَى عَنْ لَحْمِكَ.
8 «حِينَئِذٍ يَنْفَجِرُ مِثْلَ الصُّبْحِ نُورُكَ، وَتَنْبُتُ صِحَّتُكَ سَرِيعًا، وَيَسِيرُ بِرُّكَ أَمَامَكَ، وَمَجْدُ الرَّبِّ يَجْمَعُ سَاقَتَكَ.
9 حِينَئِذٍ تَدْعُو فَيُجِيبُ الرَّبُّ. تَسْتَغِيثُ فَيَقُولُ: هأَنَذَا. إِنْ نَزَعْتَ مِنْ وَسَطِكَ النِّيرَ وَالإِيمَاءَ بِالأصْبُعِ وَكَلاَمَ الإِثْمِ
10 وَأَنْفَقْتَ نَفْسَكَ لِلْجَائِعِ، وَأَشْبَعْتَ النَّفْسَ الذَّلِيلَةَ، يُشْرِقُ فِي الظُّلْمَةِ نُورُكَ، وَيَكُونُ ظَلاَمُكَ الدَّامِسُ مِثْلَ الظُّهْرِ.
11 وَيَقُودُكَ الرَّبُّ عَلَى الدَّوَامِ، وَيُشْبعُ فِي الْجَدُوبِ نَفْسَكَ، وَيُنَشِّطُ عِظَامَكَ فَتَصِيرُ كَجَنَّةٍ رَيَّا وَكَنَبْعِ مِيَاهٍ لاَ تَنْقَطِعُ مِيَاهُهُ.
يؤكد هذا الكلام إنجيل باكر من (لوقا ١٤: ٢٨ إلخ ) حيث كلمات الرب يسوع فى مثل حساب النفقة: “كل واحد منكم إن لم يرفض جميع الأموال فلا يقدر أن يكون لى تلميذا.. من له أذنان للسمع فليسمع”.
أما إنجيل القداس فيأتى من (يوحنا ٦: ٣٥-٤٥ ) حيث الرب يعلن “أنا هو خبز الحياة. من يقبل إلىَّ فلن يجوع ومن يؤمن بى فلن يعطش إلى الأبد”.
اذا كنّا قد بدأنا الصوم بوصية الرب ان لا تهتم لأجسادنا ماذا تأكل او ماذا نلبس بل نبحث بجد عن ملكوت الله وبره، لأنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، فها نحن نتأهب لختم الصوم بوعد الرب أنه هو يعطينا الخبز الحقيقى الذى يحيى، خبز الحياة .. وهو كل ما نحتاج إليه.
لمتابعة قراءات الأسبوع السادس تابع الروابط التالية:
تأمل فى قراءات يوم الثلاثاء من الأسبوع السابع من الصوم المقدس
تأمل فى قراءات يوم الاتنين من الأسبوع السابع من الصوم المقدس