تنطلق أعمال المؤتمر السنوى الخامس والعشرون ، لمنتدى البحوث الاقتصادية، بمقر الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، بالكويت، الأحد المقبل 10 مارس وتستمر ثلاثة أيام، حيث ينعقد المؤتمر هذا العام تحت شعار “المعرفة وشبكات البحوث وسياسة التنمية” .
من جانبه، قال الدكتور إبراهيم البدوي مدير المنتدى، أن موضوع المؤتمر يأتي في الوقت المناسب في ضوء التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية والبيئية الهامة التي تشهدها المنطقة حالياً، موضحاً أن الجلسات العامة للمؤتمر ستحفل بمناقشات وأوارق خبراء اقتصاديين وقادة فكر ذوي شهرة عالمية لتقديم أفكار ووجهات نظر مثيرة للتفكير لدفع جدول أعمال المنطقة نحو النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة والأزدهار ، مشيراً إلى أن الشبكات الاجتماعية، وشبكات الشركات، وشبكات الأبحاث، وغيرها، هم لاعبون رئيسيون في اقتصاد المعرفة.
وتسمح الشركات والجامعات وشبكات البحوث بإنتاج المعرفة ونشرها لدعم صناعة السياسات المناسبة، بالإضافة إلى خلق فرص عمل جديدة، وهو أمر حاسم بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ضوء ارتفاع مستوى البطالة الهيكلية، خاصة بين الشباب ، مشيراً إلى أن تقرير التنمية العالمي الجديد 2019 والذي يحمل عنوان : “طبيعة العمل المتغيرة ” أظهر أن التكنولوجيا ستوفر “فرصًا لخلق وظائف جديدة وزيادة الإنتاجية وتقديم خدمات عامة فعالة من خلال الابتكار وتضيف قطاعات جديدة ومهام جديدة .
وأوضح أنها في المقابل سيكون لها انعكاسات على سوق العمل وعلى الوظائف التقليدية ومستويات الأجور والقدرات التفاوضية والعلاقات الإجتماعية وسيكون كل ذلك محل بحث بالمؤتمر، وهناك اتفاق على أن من اهم التحديات التنموية الناشئة ، بالمنطقة ، تحقيق نمو مستدام للوظائف من أجل مواجهة بطالة الشباب والتعامل مع تغير المناخ وتدهور البيئة، وبناء السلام وإعادة بناء المجتمعات والاقتصاديات الخارجة من الصراعات، ومن أجل ذلك ينبغي على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، شأنها في ذلك شأن المناطق النامية الأخرى ، نشر قدرات مؤسسية وبحثية لديها لتعزيز سياسة تنمية هادفة قائمة على المعرفة والابتكار.
وسيظل منتدى البحوث الاقتقصادية على عهده منذ تاسس منذ ربع قرن في إنتاج البحوث المتميزة والعمل المستمر من أجل التنمية الشاملة، وأضاف أن اقتصادل المعرفة يعتمد على أربعة أركان : الإطار الاقتصادي والمؤسسي ، والسكان المتعلمين والمهرة ، ونظم الابتكا ، والبنية التحتية المعلوماتية الديناميكية .. وهذه الركائز الأربع ضرورية لخلق المعرفة التي تحتاج إلى تحويلها إلى منتجات تطلبها أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتشجيع النمو وخلق فرص العمل وزيادة الرفاهية، وعلى الرغم من أن بعض البلدان في المنطقة اعتمدت خططًا ملموسة لبناء اقتصادات المعرفة وبدأت في الاستثمار في هذه الأركان الأربعة ، إلا أنه يجب بذل المزيد من العمل ، خاصة بالنسبة لأولئك الذين لم يتخذوا الخطوات الأولية الأولى بعد.
وأكد “البدوي” أيضا أنه من بين الأسئلة الحيوية التى يسعى المؤتمر لتقديم إجابات لها : كيف يُمكن للتعاون بين الشركات الإبتكارية والجامعات وأن يُحل عدم التوافق القائم بين مخرجات النظام التعليمي واحتياجات سوق العمل؟ . وما هي التحديات الرئيسية التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للاستثمار في رأس المال البشري الماهر والمتعلم ؟ وما هو دور تعليم الطفولة المبكرة في تطوير المهارات اللازمة للوظائف الجديدة ؟ وكيف سيكون رد فعل الحكومات على البطالة الناجمة عن اختفاء الوظائف بسبب ظهور التكنولوجيا والمعرفة الجديدة؟ .. فضلاً عن كيفية تحقيق فائدة أكبر من موجات الرقمنة فى الاقتصاد والقفزات التكنولوجية فى مجالات الجيل الخامس وتطبيقاته والذكاء الإصطناعى و”البلوك تشين” والثورة البيولوجية والتطور الفارق فى التعليم و الخدمات الصحية ، وكل ما من شانه أن يزيح الأساليب القديمة و التكنولوجيات القديمة ويفتج فرصاً مقرونة بتهديدات .
وكشف مدير المنتدى أن تصميم مؤتمر هذا العام مُختلفًا عن الأعوام السابقة ، بحيث أنه يشمل جلستين خاصتين ، تضمان خبراء اقتصاديين بارزين وعلماء اجتماع وواضعي سياسات لتقييم جهد المنتدى في الأعوام السابقة بشكل موضوعى وتطوير أجندته المستقبلية وتكريم قادته ومانحيه وأصحاب العطاء الوافر فيه .
من جانبها قالت الدكتورة شيرين غنيم – مدير السياسات والإتصالات بالمنتدى – إن المؤتمر السنوي لمنتدى البحوث الاقتصادية ، وهو التقليد الذى تم الحفاظ عليه منذ عام 1995 ، أصبح الحدث الإقليمي الأول لخبراء الاقتصاد في الشرق الأوسط ، حيث يتم إنشاء أفكار جديدة ونشرها ، وحيث يلتقي مجتمع الباحثين ، وحيث يتم الإحتفال بالتميز، ولفتت إلى أن ما يُميز مؤتمر هذا العام أيضا عرض الجهود المبذولة من خلال التعاون الإستراتيجي مع المنظمات الإحصائية الوطنية لإتاحة أجود بيانات ممكنة ومتكاملة إلى الباحثين مجاناً ، كما سيتم تسليط الضوء على قيمة مشاركة البيانات الدقيقة والتأكيد على الرابط بين البحث والسياسة .
وذكرت الدكتورة “شيرين” أن المستقبل ينطوى على ضبابية واشكال من عدم اليقين ، فمن ناحية ، يُعرضنا الإضطراب السياسي وعدم المساواة الاقتصادية وتغير المناخ لتحديات هائلة، ومن ناحية أخرى ، هناك أوجه تقدم تكنولوجي ، وإمكانيات للنمو الاقتصادي واتفاق غير مسبوق على الدور الذي سيلعبه الشباب والنساء في مسيرة النهوض قدماً.
ومن أجل ذلك فان تطوير أجندة المنتدى لتواكب بمرونة كل مستجدات الأوضاع النقدية والمالية والإجتماعية والاقتصادية فى الاقليم هو أمر لم يغب عن مجلس أمناء المنتدى أو زملاء البحوث فيه من كافة أنحاء العالم وكذلك إدارته .
هذا ويُشارك فى المؤتمر كل من عبد اللطيف الحمد رئيس الصندوق العربى للإنماء الاقتصادى والإجتماعى ووزير المالية الأسبق بالكويت ، الدكتور سمير رضوان والدكتور أحمد جلال – وزيرا المالية السابقان وكذلك مديرا المنتدى السابقان ، والدكتور راجى أسعد خبير العمل الدولى والأستاذ بجامعة مينسوتا ، والدكتورة هبة حندوسة مدير المنتدى الأسبق ، والدكتورة كريمة كريم أستاذ الاقتصاد بجامعة الأزهر ، فضلاً عن مُشاركة الدكتور محمود محيى الدين نائب رئيس البنك الدولى ، والدكتور حافظ غانم نائب رئيس البنك الدولى لمنطقة أفريقيا ، والدكتور يوسف الأبراهيم المستشار الاقتصادى بالديوان الأميرى بالكويت ، والدكتور اسحاق ديوان الأستاذ بجامعة هارفارد ، والدكتور مصطفى نابلى محافظ البنك المركزى التونسى سابقاً ، بالإضافة لمشاركة عدد كبير من أهم أساتذة الاقتصاد والخبراء فى أكبر جامعات ومراكز البحوث بالعالم .