دائما وابدا ما تكون التماثيل التي تم تشييدها بمختلف بلدان العالم تحمل الكثير من القصص لشخصيات عظيمة كان لها تأثير كبير في مجتماعاتهم، حيث انهم قدموا الغالي والنفيس خدمة للبشرية ،لكن من الغريب ان يتم تشييد تمثال لكلب يدعى “هاتشيكو” في اشهر ميادين العالم بمدينة “اوينو طوكيو باليابان ”
في عام 1923، كان هناك كلب يسُمي “هاتشيكو” يمتلكه البروفيسور “سابورو”، الأستاذ في قسم الزراعة بجامعة طوكيو، وكان البروفيسور يصحب الكلب يوميًا إلى محطة القطار، ثم يركب “سابورو” القطار إلى عمله، وينتظره كلبه “هاتشيكو” في المحطة حتى يعود مرة أخرى بعد 10 ساعات .
وفي يوم من أيام عام 1925، نزل “سابورو” و”هاتشيكو” من المنزل إلى محطة القطار كالعادة، لكن هذه المرة بدا الكلب مختلفًا، ولا يريد لـ “سابورو” ركوب القطار، وفي نفس اليوم، أصيب البروفيسور بسكتة قلبية في عمله ثم توفي، وحزنت زوجته بشدة، ولم تستطع البقاء وحيدة في البلدة فسافرت لتعيش مع والديها في بلد أخرى، كي تستطيع الخروج من حالة الحزن.
وفي عام 1935 أي بعد 10 سنوات من موت “سابورو”، عادت زوجته إلى البلدة مرة أخرى لزيارة بيتها، وقبر زوجها، وهي تنزل من القطار، وجدت “هاتشيكو” منتظرًا صاحبه البروفيسور الذي لم يعد من عمله منذ 10 سنوات!
تم نصب تمثال من البرونز شبيه بشكل هاتشيكو في الساحة أمام محطة شيبويا وكان هاتشيكو حاضرا في حفل افتتاح التمثال،
مات هاتشيكو في 8 مارس 1935 و جثته محنطة و محفوظة في المتحف الوطني للعلوم في أوينو، طوكيو.
القصة الثانية للكلب “Balto “
القصة ترجع الى يوم 20 يناير سنة 1925 حيث ضرب وباء اسمه “ديفتيريا” القاتل مدينة (ألاسكا) وبسبب العواصف الثلجية لم تستطع الطائرات توصيل الدواء فكانت الكلاب الحل البديل، وكان قائدهم الكلب “Balto” الذي قطع مسافة 270 كيلومترا خلال درجات حرارة قاتلة وصلت إلى 65 درجة مئوية تحت الصفر ، وذلك خلال مساحات واسعة من البحيرات المتجمدة، وعبر تسلق جبال (ليتل مكينلي) البالغ ارتفاعها 1524 مترا. لإيصال المصل، وكان السبب في انقاذ 15الف انسان.
أصبح اسم (بالتو) اسما رائجا في كل بيت من بيوت (نوم) تقريبا، كما كرمته مدينة (نيويورك) من خلال تمثال تذكاري يحمل ملامحه مخصص له لتخليد ذكراه في متنزه (سنترال بارك) في جزيرة (مانهاتن) بعد عام على عودته بالمصل.
توفي الكلب بالتو في عام 1933 عن عمر 14 عاماً.
وتم تكريمه بالاحتفاظ بجثمانه محنطا في متحف “التاريخ الطبيعي” و صنع له فيلم Balto1995 الذي يحكي قصته .