ودع رهبان دير أبومقار بوادي النطرون ورهبان دير وداي الريان بالفيوم، جثمان الراهب القمص اليشع المقاري، الذي تنيح اليوم وتم دفنه بدير أبو مقار بوادي النطرون.
والأب الرَّاهِب القُمُص أَلِيشَع المقاري (الْرَّيَّاني) هو مؤسس دير القديس مكاريوس الإسكندري بوادي الريان بالفيوم، والراهب اليشع وُلِدَ باسم “أمين نجيب أمين” في يوم تذكار أحد الثلاثة مقارات القِدِّيسين وهو الْقِدِّيْس مَكَارْيُوس الشهيد أسقف أدكو في 27- بابه-1653شهداء، 6/11/1936م, حاصل على بكالوريوس التجارة جامعة عين شمس وكان معه نيافة الحبر الجليل الأنْبَا باخوميوس مطران البحيرة والخمس مدن الغربية ورئيس دير الْقِدِّيْس مَكَارْيُوس القس الإِسْكَنْدَرِاني بمنطقة القلالي (دمنهور – البحيرة).
وكتب الرَّهب أثناسيوس الأنْبَا مَكَارْيُوس الْرَّيَّان نبذة عن حياته, وقال إن الراهب اليشع تتلمذ على يد القمص متّى المسكين منذ أنْ كان عمره 17سنة، وكان قد تعرف عليه مِنْ خلال كتاب حياة الصلاة الأرثوذكسية في طبعته الأولى سنة 1953م, تخرج في كلية التجارة سنة 1956م. وكان قلبه ملتهب بمحبة رَبِّنَا يَسُوع الْمَسِيح فسار على دربه.
قضى فترات خلوته بدير السُّرْيَان أثناء دراسته بالجامعة، حينما كان القمص متّى المسكين ربيتة الدير في الفترة مِنْ 1955- 1956م.
· رحلته مع الأب متى المسكين للفيوم
جاء الراهب اليشع إلى بَرِّيَّة الْرَّيَّان مع القمص متّى المسكين أثناء تواجده في دير أبَا صَمُوئِيل الْمُعْتَرِف في الفترة مِنْ 1956- 1959م وظل يخدم رهبان الْبَرِّيَّة منذ وصلهم في 13 أغسطس سنة 1960م، حتى استقراره معهم.
واستقراره في الدير في مارس 1963م وترهب عن عمر 27سنة في عيد القيامة المجيدة سنة 1963م، بيد القمص متّى المسكين ومُباركة الأنْبَا بَنْيَامِين مُطران المنوفية، باسم الرَّاهِبُ أَلِيشَع في بَرِّيَّة الْرَّيَّان (دير الْقِدِّيْس الْعَظِيم مَكَارْيُوس القس الإِسْكَنْدَرِاني)، (عظة الرَّهبنة دعوة إبراهيمية لقُدس أبونا القمص متَّى المسكين سنة 1975م). كان يرسله القمص متّى المسكين إلى الأنْبَا بنيامين لتدشين الأواني وحاجات الصلاة ومباركة السيامات الرَّهبانية.
ذهب إلى دير الْقِدِّيْس أبا صَمُوئِيل الْمُعْتَرِف في 12/2/1966م، بناءً على طلب القدِّيس البابا كيرلس السادس، وموافقة أبيه الروحي، لتعمير الدير وكان معه الأب مينا والأب إِرْمِيَا، وكان هذا دليلًا واضحًا جدًا على اعتراف القدِّيس البابا كيرلس السادس بِرَهبنة بَرِّيَّة الْرَّيَّان.
· حكاية بندقية العرب
ويقول الراهب أثناسيوس: “إنه حدث أنْ أتى إليهم أحد العرب قاطعي الطريق، أثناء قداس عيد الغطاس المجيد، فخرج له أبونا الرُّوحي وقال له ماذا تُريد؟ فرفع البندقية ووضعه في صدر أبونا الرُّوحي وكان قلبه ممتليء بالشر، وكان يطلب سجائر وشاي …..، فلمَّا سمع الأب متّى المسكين خرج له، وكان هذا العربي مُرتعب رغم أنَّه معه البندقية! فوضع له أبونا الرُّوحي الطلبات في منخل، فقال له العربي اتركه على الأرض وابتعد، فقال له أبونا الرُّوحي عليك أمان الله، فأخذ الأشياء وهو مُرتعب!. هكذا كان ومازال الله يضع رهبته في قلوب مَنْ يدفعهم عدو الخير ضد أولاده.
انتقل دير الْقِدِّيْس مَكَارْيُوس الكبير “أبو مقار” ببَرِّيَّة شيهيت في مايو 1969م، ورحلة جهاد وتعمير طويلة حتى رجوعه إلى بَرِّيَّة الْرَّيَّان1995م.
نال نعمة الكهنوت بيد نيافة الحبر الجليل الأنْبَا مِيخَائِيل مُطران أسيوط ورئيس الدير نيح الله نفسه، في 19/6/1972م، في دير الْقِدِّيْس الْعَظِيم أبو مقار الكبير ببَرِّيَّة شيهيت, والذي بارك أيضًا سيامة خمس دفع رهبنة بالبَرِّيَّة (130راهب)، وسيامة ثلاثة آباء كهنة.
ودعاه البابا شنودة الثالث بِالقُمُص أَلِيشَع المَقَارِي والذي يقود رهبنة في وَادِي الْرَّيَّان، كما جاء في غلاف مجلة الْكِرَازَة 4/10/1996م، 3 إبريل 2009م. ورحلة جهاد وتعمير جديدة في بَرِّيَّة الْرَّيَّان مِنْ 14مايو سنة 1995م وإلى منتهى الأعوام يا أبانا الحبيب الغالي.
قام برسامة أكثر مِنْ 130 راهبًا و150طالب رهبنة حتى الآن.
· علاقة أبونا الرُّوحي القُمُص أَلِيشَع المَقَارِي بِالثَلاثَة مَقَارات الْقِدِّيْسين
1- الميلاد في عيد الْقِدِّيْس مَكَارْيُوس الأسقف والشهيد.
2- الرَّهبنة في دير الْقِدِّيْس مَكَارْيُوس الإِسْكَنْدَرِاني بِبَرِّيَّة الْرَّيَّان.
3- تكملة الحياة الرَّهبانية في دير الْقِدِّيْس مَكَارْيُوس الكبير ببَرِّيَّة شيهيت.
4- العودة مرَّة أخرى إلى دير الْقِدِّيْس مَكَارْيُوس الإِسْكَنْدَرِاني ببَرِّيَّة الْرَّيَّان، في 14 مايو سنة 1995م، وتعميره من جديد مع الاحتفاظ بوجوده بدير الْقِدِّيْس مَكَارْيُوس الكبير ببَرِّيَّة شيهيت, وهكذا التصق بالثلاثة مقارات الْقِدِّيْسين.
5- كما قام بتأسيس دير عمانوئيل للراهبات بوَادِي النطرون وفيه حاليًا قرابة الثلاثين راهبة, كذلك قام بتأسيس بيت محبة الله للطلاب المغتربين بحدائق الزيتون، عيادات المحبة والمُستشفى بحدائق الزيتون، وملجأ في الإِسْكَنْدَرِيَة…