“المحبة لا تسقط أبداً” .. خدمة أمتدت عبر سنوات طويلة مضت، تقوم بها كنيسة السيدة العذراء بأرض الجولف ، وها هى “الخدمة” تأتى بثمارها مع قدوم “عيد الميلاد” لعام 2019 ، حيث ركزت الخدمة منذ بدايتها على تقديم “كراتين طعام” للأسر “المطحونة”و”المُعدمة” مادياً فى عدد من القرى المصرية قبل أعياد “الميلاد” والقيامة” فضلاً عن تقديم شنطة مدرسية قبل “دخول المدارس”، وذلك دون تفرقة بين مسلم ومسيحى أى للمصريين الذين يستحقون هذه الخدمة .. كما باتت هذه الخدمة ينتظرها شعب وخدام وكهنة الكنيسة كما يقولون “من العيد للعيد” ..
فى البداية أوضح أبونا القس يُسطس إسكندر مسئول خدمة أخوة الرب بكنيسة العذراء أرض الجولف أن خدمة تعبئة وتوزيع “الكراتين” تركز على المناطق العشوائية والأسر المحتاجة فى القرى الأكثر فقراً مسلمين ومسيحيين دون أى تفرقة ، منوهاً أنه أصبحت هناك الكثير من الثمار لهذه الخدمة وعلى رأسها شيوع روح المحبة خاصة فى المناطق التى نشبت بها بعض الخلافات خلال الفترات الماضية ، حيث ساعدت الخدمة فى حل العديد من المشاكل ، وأضاف أبونا القس يُسطس إسكندر : إن عدد “كراتين الطعام” التى يتم توزيعها يزيد من مرة لأخرى و بمعدل 5 آلاف كرتونة قبل كل عيد ، بتكلفة تقدر من 600 إلى 700 ألف جنيه ، حيث تحتوى كل كرتونة على على العديد من المأكولات المُعبئة والجافة مثل السكر والأرز والمكرونة ، منوهاً أن ثمار الخدمة ينعكس على الكبار والصغار معاً ، إذ أن ما يفعله الكبار من خلال هذه الخدمة يتعلم الصغار منه كيف يعطوا ويُقدموا ، خاصة وأن هناك خط إنتاج مخصص للصغار جنباص إلى جنب خط الإنتاج الرئيسى الذى يخدم عليه الشباب والكبار ، مشيراً أنه بعد الإنتهاء من تعبئة الكراتين يكون هناك إتصال مع الخدام والكهنة وشيخ القرى فى المناطق المُراد التوزيع بها ، منوهاً أن كنيسة العذراء بأرض الجولف بها خدمة تهتم بإحتياجات الأسر خلال الأعياد بجانب خدمة “الكراتين” التى يتم توزيعها بالقرى .
وقال أبونا موسى هارون الكاهن بكنيسة العذراء أرض الجولف : هذا اليوم هو يوم “الفرح والبهجة” لجميع شعب الكنيسة بداية من الأطفال حتى الكبار ، فهذه الخدمة التى تقدم التعليم الروحى “الغير موجه” بدون كلام أو وعظة ، حيث يتعلم الصغار من الكبار روح العطاء والمحبة بشكل عملى ، والخدمة هو وصية المسيح لنا ” من إراد فلتبعنى” ولذلك فهؤلاء يتبعون المسيح دون توجيه مباشر من الكبار .
وأشار مجدى صبرى مسئول الرعاية الإجتماعية وخدمة يوسف النجار إلى أن دور خدمة “المحبة لا تسقط أبداً ” فى عدد من قرى المناطق التى تعرضت للسيول مؤخراً منها “أبنوب والفتح ” ، وتهدم سور دير مارمينا ، مشيراً إلى أن الدولة والإيبارشية كان لهما دوراً فى إعادة بناء السور ويتم توزيع عدد من “الكراتيين” بهذه القرى من خلال خدمة “المحبة لا تسقط أبداً” ، منوهاً لعدد من ثمار هذه الخدمة على مدار الأعوام الماضية فى القرى التى يتم بها التوزيع ، والتى تتمثل فى ظهور روح المحبة والتأخى فى عدد من القرى التى تعرضت كنائسها لـ”السيول” أو “الحريق” ، حيث كان المسلمين يُسرعون فى إطفاء حريق الكنيسة ومنهم من “يارب طفى النار على شان حبيبك النبى” كما نادى شيخ القرية من خلال ميكرفون مسجد القرية بضرورة تدبير المال الكافى لإعادة بناء الكنيسة .. وفى نهاية حديثه أثنى مجدى صبى على التغطية الصحفية التى تقوم بها “وطنى” لهذه الخدمة على مدار السنوات الماضية .
من جانبه تحدث مُهاب ماهر الخادم بكنيسة العذراء أرض الجولف بخدمة “متى 25 ” عن التنسيق بين خدمة “المحبة لا تسقط أبداً” و”متى 25″ والتى تأخذ من الآية الكتابية : ” لأنى جُعت فأطعمتمونى , عطشت فسقيتمونى , كنت غريباً فآويتمونى , عرياناً فكسوتمونى , مريضاً فزرتمونى , محبوساً فأتيتم إليَ ” منهجاً للخدمة والتى تقوم على 6 أوجه للخدمة ، والتى تهدف إلى خدمة المساجين سواء بشكل مباشر من خلال تنظيم زيارات لهم بالسجن كل أسبوعين ، حيث تتضمن الزيارة وجود راعى الخدمة أبونا موسى هارون الكاهن بكنيسة العذراء أرض الجولف ومجموعة من الخُدام لتقديم خدمات عينية وروحية ” إعترافات و إقامة قداسات” وقانونية وغيرها .. أو تقديم خدمات غير مباشر لهؤلاء “المساجين” من خلال اُسرهم سواء إجتماعياً “مشورة أسرية” أو روحية ، ودراسياً لأولادهم مثل تقديم “شنط المدارس” ، فضلاً عن تقديم المساعدات العينية منها الملابس والمواد الغذائية بالتنسيق مع خدمة “المحبة لا تسقط أبداً ” ، منوهاً لأهمية أحتواء هذه الأسر فى محاولة لإشعارهم أن هناك من هم مازالوا يُحبونهم ويسالون عنهم وأنهم ليسو منبوذين من المجتمع ، وأضاف: إن خدمة “متى 25” كان لها نصيب فى خدمة السجون برعاية أسقف 6 أكتوبر وتوابعها ، وأحد هذه السجون كائناً بطريق مصر اسكندرية الصحراوى والذى نخدم به 100 سجين بـ 100 أسرة تتبعهم .
ويرى رامس وليم أن خدمة “المحبة لا تسقط أبداً ” تقوم من أجل من هم فى ظروف مادية صعبة ، ويُحاول المشارركون بهذه الخدمة أن يُشعروا مُتلقيها بأن كلنا مع بعض وعلينا أن نحس بإحتياجات بعضاً البعض دون التفرقة بين أحد ، وأضاف : كلمة مسيحى ومُسلم لم نسمع عنها إلا من زمن قريب ، فقد تربينا من قبل على أننا واحد لا أحد يسأل عن ديانة العاملين لديه أو من يتعامل معهم ، مؤكداً أن هذه الخدمة تُمثل نوعاً من التضامن الإجتماعى بين أفراد ومؤسسات المجتمع ، وقال : ليس هناك حكومة فى العالم كله تستطيع أن تعطى كل شئ لمواطنيها وتوفر كافة احياجاتهم بدليل ما حدث فى دولة فرنسا مؤخراً ، ولذلك لأبد أن تكون هناك مساهات من الشعب سواء من مواطنين أفراد أو جامعات أو مجتمع مدنى .. لتكون هناك خدمات ومؤسسات خيرية مثل 57357 وغيرها من أموال التبرعات .
وأشارت كل من الأخوات شهيرة وشيرين أن أكثر شئ مفرح هو العطاء كما تقول الأية ، كما أن مشاركة أولادنا الصغار فى هذه الخدمة تعتبر من أهم الثمار ، لأن تعليمهم العطاء والمحبة والإحساس بالأخرين تكون بالأفعال وليست بالكلام ، وذلك يظهر عليهم حيث تكون فرحتهم كصغار أكبر وأوضح من الكبار ، ولذلك أصبحنا ننتظر هذا اليوم بشوق كبير وبالفعل نشارك خلال المرات الـ 3 المخصصة لهذه الخدمة منها قبل دخول المدارس ، مشيرين إلى قول المسيح فى الإنجيل : “لأنى جُعت فأطعمتمونى , عطشت فسقيتمونى” .. ولذلك فهذا اليوم بيكون فرصة لكل الشعب أن يثقدم فيه شئ .
قالت مدام حنان أحرص على المشاركة فى هذه الخدمة منذ سنوات مع أولادى ، لأنه من الضرورى مع إقتراب الأعياد أن نفكر فى الأسرة التى لا تستطيع تدبير أمورها المادية فى هذه الأيام ، ويجب علينا أن نشعر بإحتياجتهم المادية ، ومن خلال خدمة “الكراتين” نحصل نحن على الكثير من البركات .. وقال رأفت عوض إن هذه الخدمة ترسم البسمة وتُدخل البهجة على الكبار والصغار معاً ، كما أنها تترجم قول رب المجد “مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ” .
من جانبهما يرى كل من إيزيس توفيق ونورين جرنت أن خدمة “المحبة لا تسقط أبداً” تمثل لهما خدمة روحية يجمعها المحبة والعطاء والبركة ، مؤكدين أنها تعد أحلى الخدمات التى يشتركوا فيها ، بل وينتظرونها بشكل مستمر ولذلك فإنهم يشتركون فى كل مرة تقام فيها هذه الخدمة على مدار العام وهى مرتين قبل كل عيد ومرة قبل دخول المدارس ، وأشاروا أنهم يتمنون السفر للخدمة هناك بالصعيد ، لكنهم يفرحون وهم يقومون بتجهيز “الكراتين” من خلال كنيسة العذراء أرض الجواف ، طالبين أن يعوض الرب من يُسافرون ويقومون بتقديم هذه الخدمة بأيديهم .
وقال سلطان عاطف أن علمت اليوم بهذه الخدمة صُدفة من خلال تنبيه أبونا ، وبالفعل أحببت أن أشارك ، فرأيت الكل يخدم ويُشارك فى هذه العمل الجميل كبيراً وصغيراً ، فضلاً عن مشاركة كل المستويات بدافع تقديم المحبة ، مؤكداً أن المشاركة فى أى خدمة عطاء سواء بالمال أو الوقت أو الجهد هو مكسب للنفس ، وقال : فعلاً ربنا بيرسل أولاده فى الوقت المناسب للمشاركة فى عمل الخير .