أجرى البابا تواضروس الثاني بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية حوار صحفي مع الكاتب الصحفى السعودى، فيصل عباس، رئيس تحرير «arabnews»، خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، وتداول الحوار عده قضايا هامة، وأوضح البابا تواضروس موقف الكنيسة الحالي من زيارة القدس عندما سأله الصحفي قائلا:
هل تغير موقف الكنيسة من زيارة أبنائها للحج بالقدس؟
– فى عام ١٩٦٧ حصلت النكسة، وتم احتلال القدس التى كان الأقباط يزورونها للحج، ومنذ ذلك الوقت قررت الكنيسة عدم الذهاب للقدس، وفى غضون ١٩٨٠و ١٩٩٧ كانت معاهدات السلام بين مصر وإسرائيل بهدف إيقاف حالة الحرب ونشر حالة من السلام واسترداد الأرض للفلسطينيين، وأن يكون هناك حل الدولتين وتصبح المنطقة هادئة، وتم التطبيع بين الحكومات، ولكنه لم يتم على المستوى الشعبى، وعندما طُلب من الأقباط زيارة القدس كان هذا شكلا من أشكال التطبيع الشعبى، وعندها رفض المجمع المقدس برئاسة البابا شنودة الراحل الأمر، وقال البطريرك: «نذهب بالمشاركة مع جميع المصريين»، لكن هذا الأمر يعاد تقييمه كل فترة وعندما قمنا بتقييمه فى الفترة الأخيرة وجدنا أن بعض أبناء الأسر التى هاجرت خارج مصر من وقت طويل يحاولون أن يزوروا القدس والمقدسات، وطلبوا منا السماح لآبائهم وأجدادهم الموجودين فى مصر بمرافقتهم لزيارة المقدسات فى فلسطين، ونحن سمحنا لكبار السن الذين لهم أولاد من خارج مصر بالزيارة، لكن أريد أن أقول إن منع الزيارة لم يكن جيدا.
وأوضح أن ذلك لأن هناك أعدادا كبيرة من المصريين والأقباط قد هاجروا واستقروا هناك وعملوا هناك ببعض الصناعات اليدوية، وعندما توقفت زيارات المصريين الأقباط لم تجد الصناعات هذه من يشتريها، وكانت نتيجة ذلك أن عددهم قل بشكل كبير وأحوالهم المعيشية انخفضت تماماً وبدأوا يتركون فلسطين وهذا ليس جيدا، وأريد أن أقول لك إن لنا مطرانا قبطيا، ولنا كنائس، ولنا أديرة هناك من قرون طويلة، ولنا أديرة راهبات، ولنا مدارس، وهذا كله موجود فى القدس، وسواء كانت العلاقة مقطوعة أو غير مقطوعة، التواجد القبطى مستمر على الأراضى المقدسة، ولكن التواجد من غير عدد كبير يصبح تواجدا ضعيفا.