– أشرنا في الجزء الأول من المقال أن الهدف الأسمى للزواج المسيحي هو أن يصل كلا الزوجين للسماء ويعين كل منهما الآخر في هذا الهدف المقدس .
– وسألنا ..كيف يتحقق هذا في الزواج المسيحي؟؟
خلال الوحدة في الحياة الروحية ( موضوع مقالنا السابق )
خلال الوحدة النفسية: ( وهذا ماسنتكلم عنه بالتفصيل في هذا المقال )
+ ما المقصود با لوحدة النفسية بين الزوجين ؟؟ ببساطة شديدة ….هي أن يراعي كل طرف مشاعر الطرف الآخر من خلال :
1- اللطف والبشاشة:
– يجب أن يتذكر كل طرف كيف كان لطيفا وقت الخطوبة مع الطرف الآخر
( كونوا لطفا بعضكم نحو البعض ) ( أف 4 : 22 )
– المستفيد الأول من هذه البشاشة هو الشخص البشوش نفسه ..
– العبوس والنكد علامات تدل علي قلب غير متسع وشخصية قليلة الحيلة وليست شخصية قوية كما يعتقد البعض ….. مَالِكُ رُوحِهِ خَيْرٌ مِمَّنْ يَأْخُذُ مَدِينَةً) ( أم 16 ) .
– فالحياة مليئة بالمتاعب والضغوط والتي لاتنتهي ….فلماذا لا نكون نحن مصدر سعادة وبشاشة لكل من نتعامل معه ( وخاصة في بيوتنا …) .
– أخيرا البشاشة والسعادة قرار، فمن يريد أن يكون بشوشا ولطيفا سيكون كذلك ( لا داعي للأعذار ) .
2- التدقيق في استخدام الألفاظ والكلمات:
– ان زيادة المودة والألفة بين الزوجين لا يتعارض مع الإحترام والتقدير .
– ليس كل مانسمعه حولنا وفي الميديا يليق أن نستخدمه أو حتى نفكر فيه ..( لا تشاكلوا هذا الدهر… ) ( رو 12 )
– يجب أن نتعود استخدام كلمات الشكر والإمتنان والإعتذار ( فهذا ليس عيبا ..ولا يقلل من كرامتنا )
– لو لم نعتاد علي ذلك …فلنبدأ من الآن …وستجدون فارقا في التعامل مع الطرف الآخر ( وحتي في التعامل مع كل من حولكم )
3- الحرص علي تجديد العلاقة بينكم :
– الروتين والملل هم أحد أهم العوامل التي تغذي فتور المشاعر وبرودها بين الأزواج .
– تجديد العلاقة يحدث عندما يكون كل طرف مشغول باإرضاء الآخر بصورة مسيحية سليمة .
4- الحفاظ على صورتنا أمام اولادنا وأمام الناس:
– سنظل نكرر مرارا وتكرارا أن إفشاء أسرار الزوجين الخاصة تعتبر بمثابة خيانة زوجية ….تلك العلاقة هي قدس أقداس في كل تفاصيلها .
– يجب أن نعتاد أن نتحاور ونختلف دون حدوث شجار أو نفور أو دون أن يستدعى ذلك تدخل الآخرين بيننا كأزواج .
5- ثقافة الإعتذار وعدم العناد :
– الإعتذار لايتنافض مع كرامتنا ولن يهين شخصيتنا .
– فالإعتذار لغة وأسلوب الواثقين في أنفسهم والمحبين لمن حولهم
– فالحب والخضوع من أسمة وأرقى الأمور بين الأزواج .
6- الصراحة والصدق:
– إن أكثر الأشياء التي تسيء للإنسان هو الكذب وتجعله في موقف ضعف
(الكذب عار قبيح في الإنسان، وهو لايزال في أفواه فاقدي الأدب ) ( سيراخ 20 : 26 )
– فأقصر طريق لتوضيح الأمور هو الصدق ..مهما بدت عواقبه غير مقبولة .
– كل الأزواج والزوجات الذين اعتادوا الكذب هم أكثر الناس قابلية للتفاوض مع الشيطان …ويسهل فقدان الثقة فيهم .
7- الحرص على قضاء وقت سويا:
– فنحن نعمل ونكد في هذه الحياة من أجل تدبير حاجاتنا المادية وأن نعيش سعداء ( قدر الإمكان )
– لكن دعونا نسأل سؤالا هاما:
ماذا لو نجحنا في عملنا وجمعنا المال ولم نستطع أن نعيش سعداء ….هل سيكون لنجاحنا قيمة ؟؟
– بالطبع لا ….
– فكل زوجين تزوجا كي يعيشا معا في هذه الحياة ( متقاسمين الحزن والفرح سويا ) …فكيف لطرفين يحبا بعضهما البعض ولا يجدان وقتا يقضيانه سويا ؟؟
– دعونا نكون صرحاء ……لا أحد منا مشغول ( 100 % ) …..فالمسألة ليست مشغولية بل ترتيب أولوية .
أخيرا :
إن حفاظنا على مشاعر بعضنا كأزواج ليس شيئا اختياريا أو تفضلا منا، فنحن في الأساس تزوجنا كي نستمتع بالحياة معا هنا على الأرض ومن ثم نشتاق لإستمرار هذه العشرة في السماء ( بعد انتقالنا من هذا العالم ) .
– فلماذا لايكون حفاظنا واحترامنا لمشاعر بعضنا البعض ( كأزواج وأباء وأبناء ) أحد أهم أولوياتنا التي يجب أن نشغل بالنا باستمرار
أتمنى أن يكون هذا المقال دعوة للتفكير واتخاذ القرار .
صلوا لأجلي .