ألقى البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عظة روحية خلال قداس ذكرى الأربعين لرحيل الأنبا بيشوي مطران دمياط ورئيس دير القديسة دميانة للراهبات بالبراري.
وقال البابا تواضروس: ” ان إنجيل هذا الصباح نسميه أنجيل الراعي الصالح الذي يقرأ في قداسات سيامات البطاركة، و الراعي الصالح يقوم بمسؤولية كاملة دون نقصان، ونتكلم عن الراعي الذي يبذل ويضحي من أجل الرعية، وكان في العهد القديم مشهد الراعي فكان الراعي يخرج بخرافه كل صباح وعندما ينتهي النهار يجمع كل الخراف ويضعهم في حظيرة واحدة مع خراف أخري وفي الصباح عندما تسمع صوته تخرج من الحظيرة”.
وتابع:” وهذا المثل استخدمه السيد المسيح ليبين العلاقة بين الراعي و الرعية وهناك خطية تسمي التحزب أو الانشقاق ويعلمنا أن الهدف من الرعاية أن تكون واحدة والله يفرح بالمجتمع الواحد و الأسرة الواحدة ويكره خطية التحزب أو الانقسام ويعلمنا السيد المسيح أن الهدف من الرعاية أن تكون راعي واحد ورعية واحدة ويفرح بالمجتمع الواحد و الشعب الواحد و الإنجيل هنا يقارن بين الراعي الصالح و الأجير، و الأجير ما يدفعه للعمل أنه أجير لا يبالي بالرعية بينما الراعي يدفعه الحب وأن أمتلئ قلبك بالله هو يمتلئ بالحب وهناك من يحب بالكلام ومن يحب بالعمل (يا أولادي لا نحب بالكلام بل بالعمل و الحق “.
وأضاف البابا تواضروس قائًلا:” ان الراعي الصالح الذي يعمل أعمال حقيقة وهو الله و الله محبة، وأن هذا الفصل يقرأ في يوم رسامة البطاركة لأنهم مسؤلون عن الرعاية وهذا العمل”.
وأشار البابا في العظة إلى لمحة تاريخية عن نشأة الأنبا بيشوي وذكر أربع نقاط هامة في محطات حياته وهم:
أولًا: المرحلة الأولي وهو طالباً متفوقاً، حيث درس الهندسة في جامعة الإسكندرية وعين معيداً وكان متفوقاً في الدراسة وهي علامة من علامات نعمة الله التي يعطيها للإنسان.
ثانيًا: المرحلة الثانية التي صار راهبا ناسكاً في دير السريان احد الأديرة العامرة التي نفتخر بها في كنيستنا ودير له تاريخ شامل ودخل الدير في عمر قصير وصار راهباً يتعلم النسك و الحياة الرهبانية وكان في هذا الدير إنسانا متميزاً ينهل في حياته المسيحية ويتقدم يوماً عن يوم.
ثالثًا: المرحلة الثالثة أسقفا راعياً، وذلك بعد أن قضي فترة في الدير اختاره البابا شنودة أسقفا لهذه الايبارشية وهذه الايبارشية مر بها عدة أساقفة نتذكر منهم المتنيح الأنبا تيموثاوس مطران هذه البلاد و الذي قض أكثر من أربعين عام ثم تلاه الأنبا اندراوس ولكنه قضي عدة سنوات قصيرة وكان مشهوداً له بمحبته وكان خريج هندسه أيضا ثم اختار البابا شنودة الأنبا بيشوي وهو من مواليد هذه المحافظة وبدأ خدمته راعياً لهذه المحافظة.
و تابع بالقول كان للدير وقتها عدد قليل من الأمهات وبدأ يعمل بجد ونشاط بمحبة وبذل وقرب نهاية 1970 بدأت الحياة الرهبانية وصار دير كبير و ألتقي في هذا الدير عدد كبير من المكرسات وبهذه الصورة تصير ايبارشية فريدة وخدم في مناطق كثيرة خارج مصر وساهم في تأسيس كنائس وايبارشيات وكان مساعداً للبابا شنودة وخدم في أوربا وأمريكا واستراليا وكان من ضمن العمل العالمي أن له علاقات قوية مع الكنيسة في اثيوبيا وهي كنيسة شقيقة وساهم في تأسيس الكنيسة الجديدة في اريتريا وكان عاملاً في المجالس العالمية باسم مجلس الكنائس العالمي وفي مجلس كنائس الشرق الاوسط ومثلنا فيه مع عدد من الاباء الأساقفة أيضاً وكان مثلاً مشرفاً للكنيسة ومن أخر اعماله فكرة تأسيس مجلس كنائس مصر …عمل اسقفاً وراعيا في حدود الايبارشية وخارجها وفي الكنيسة السريانية كانت العلاقة يقودها الأنبا بيشوي
رابعًا: المرحلة الرابعة حيث بدأت في عام 1990 عندما ترقي للمطرانية ومنذ ذلك الوقت اجتهد وصار عضواً في كل لجان الحوار اللاهوتي التي تتم مع الكنائس الأخري فكان الانبا بيشوي يتميز بهذه الصفات وصار يشترك في هذه الحوارات التي تتم بين كنائس العالم وكانوا ينبهرون بعلمه بجوار ذلك كان سكرتير للمجمع المقدس علي مدار 27 سنة وتحمل الكثير وكان استاذاً في علم اللاهوت بمعهد الدراسات وفي نهاية أيام حياته كان مسافراً لأرمنيا والله اختاره ليكون بجواره.
طالبا متفوقاً -راهباً ناسكاً- اسقفا راعياً ومطراناً عالماً هذه هي اربعة مراحل في حياة الانبا بيشوي.
وقال البابا تواضروس:” عندما نجتمع لشخص فإننا نجده أمامنا نموذجا عندما نودعه من هذا الدير الذي أحبه ويحب القديسة دميانة ونحن نودعه بفرح لقد أكمل حياته بسلام وكان انسان كريماً محباً للفقراء نودعه بفرح لقد أكمل حياته بسلام بعد أن خدم في الايبارشية 46 عام عندما ننظر إلي المنتقلين ننظر لأعمالهم الايجابية التي أرسله الله من أجلها وبلا شك أنه عمل وخدم بصورة أكثر من رائعة وكان أمينا وذو معرفة وترك أثرا طيباً وعاش يمجد الله”.
وختم البابا تواضروس العظة قائًلا:” نحن نجتمع بحضور الاباء المطارنة و الاساقفة الاحباء ومجمع الأمهات الراهبات و المكرسات و المحافظ دكتور كمال شاروبيم ونجتمع لكي نتذكر انساناً خدم الرب بامانة نودعه علي رجاء القيامة ونشكر الله علي وجود نماذج قدوة في حياتنا ونشكر الله أنه اعطانا رعاه اتقياء يخدمون بكل أمانة ونعزي اسرته وهو كان يمثل الكنيسة كثيراً في بلاد كثيره نرفع قلوبنا إلي الله ونقول له يارب كمل ايامنا بسلام ونثق في العلاقة بين الكنيسة في السماء وعلي الأرض ، يعزينا المسيح جميعاً وأن يعطينا أن نكمل جهادنا بأمانة و لإلهنا كل مجد وكرامة من الأن وإلي الأبد أمين”.