افتتح مساء الثلاثاء بجاليرى ليوان بالزمالك معرض استيعادي للفنان الراحل صبري راغب الفنان صبري راغب من رواد فن البورتريه في مصر والعالم العربي، ضم المعرض 45 لوحة فنية في التصوير الزيتي والباستيل، تتنوع بين البورتريه والزهور وغلبت عليها بورتريهات النساء بالتركيز على الوجه.
ولصبري راغب مقولة شهيرة، هي: “إن رسم الإنسان من أصعب أنواع الفنون لأنها ليست عملية نقل فوتوغرافية فالفنان يحتاج لدخول النفس البشرية إلى الأعماق ليصورها ويكشف الأشياء التى قد يحاول الإنسان أن يخفيها. وانا أعتقد أن الصعود إلى القمر أبسط بكثير من أعماق النفس البشرية، لذلك أؤكد أن رسم البورتريه من أصعب أنواع الفنون.”
قال عنه الدكتور صبحي الشاروني: “إن مهارة صبري راغب فى الرسم والتلوين لا يدانيه فيها أحد إلى الحد الذي جعل مزوري اللوحات الفنية يستخدمن كفاءته لبضعة أشهر خلال الأربعينيات في تزوير لوحات بعض الفنانين التاثيريين الفرنسيين المشهورين. وقد تفوق فى فن البورتريه بقدرته على تحويل الصورة الشخصية إلى موضوع فني إذ يحقق فى لوحاته نوعًا من التعبير كالاشارة اوالتامل أو الإستهتار أو الكبرياء أو التدليل أو الرقة وهكذا.”
وتحدث الفنان جورج بهجوري قائلًا: “إن الفنان صبري راغب واحد من أبرز فناني البورتريه والطبيعة الصامته لتميز لوحاته بطابع خاص حتى أطلق عليه النقاد لقب رسام موسيقي.”
وأوضح الفنان محمد حمزة أن “راغب” شق طريقه المملوء بالأشواق ليكشف سر الجمال في الكون إلى أن وصل إلى القمة فى تصويره لأجمل الأشياء الموجودة فى الحياة ألا وهى أجمل النساء والفتيات والزهور والورود ذات النعمومة والرقة والنضارة.
وألمح الفنان جمال هلال أحد تلاميذ الفنان الراحل، إلى أن صبري راغب أحب رمبرانت، وكان يعتبره مثله الأعلى وعلى طريقة رمبرانت فى رسمه لنفسه رسم صبرى راغب عشرات البورتريهات لنفسه عندما لا يجد موديل ولديه رغبة في أن يرسم تلك البورتريهات من أجمل أعماله وكل بورتريه له وضعية مختلفة وجو لونى خاص به.
وأضاف الفنان جمال هلال بأن الموضوع المفضل لدى صبرى راغب بعد البورتريه هو الزهور، وكان يقول إن الوردة مثل البورتريه لها ملامح شخصية فكل الزهور فى تكوينات رائعة ولم نعرف فنانا قبله أو بعده رسم الزهور بهذه البراعة وتتميز أعمال صبرى راغب بالرأي اللونى الوجدانى بترجمة الأحاسيس التى تعكسها الشخصية والاعتماد على اللون والظلال والمساحات في تحديد الأشكال.
والفنان الراحل صبرى راغب التحق بمدرسة الفنون الجميلة العليا بالقاهرة عام 1937 وترك دراسته عام 1938 ليسافر إلى إيطاليا حيث التحق بالمدرسة الحرة للرسم عن النماذج الحية. وعاد إلى مصر عام 1940 بسبب الحرب العالمية الثانية ولكنه لم ينتظم في دراسته الأكاديمية وسافر إلى إيطاليا مرة أخرى عام 1949 حيث التحق بأكاديمية الفنون الجميلة بروما بالسنة الثالثة لتفوقه، لكن لظروفه المالية عاد سنة 1950 وانتظم في الدراسة ليتخرج فى كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1952 .
عمل بالتدريس في وزارة التربية والتعليم ثم أنتقل إلى إدارة المعارض بوزارة التجارة عام 1955
.
حصل على جائزتين من صالون القاهرة الفنى عامى 1963 و1964. وحصل على منحة التفرغ للإنتاج الفنى من وزارة الثقافة عام 1965.
عمل في شركة مصر الجديدة للإسكان عام 1966 حيث تولى تجميل حديقة الميريلاند بالتماثيل وأنشأ متحفا فنيا وقاعة للفنون التشكيلية بها عام 1970.
كما انتدب مستشاراً فنيا لتجميل استاد القاهرة الرياضى بمدينة نصر.
سافر إلى العديد من البلاد يرسم وجوه كبار الشخصيات ومن أهمها الرئيس أحمد سوكارنو رئيس جمهورية إندونيسيا عام 1955 والرئيس السوري شكرى القوتلى سنة 1956 حيث حصل على وسام الإخلاص من الدرجة الثالثة، والجنرال فرانكو رئيس أسبانيا عام 1958.
ويستمر المعرض حتى 31 ديسمبر.