“بسم الآب والإبن والروح القدس إله واحد أمين
نفتتح إذاعة دير العذراء بجبل أسيوط لهذا العام المبارك شاكرين إلهنا الذي حفظنا بقوته وشملنا برعايته وتولانا بحراسته ورافقنا بفيض من حبه ونعمته حتى وصلنا إلى هذه الفترة المباركة لصوم العذارء التي نحتفل فيها بالزيارة المريمية وهي الفترة التي تعودنا أن نقضيها في هذا المكان الطاهر لنأخذ نصيبا من المتعة الروحية التي تنعش قلوبنا ونفوسنا وأرواحنا في وسط المقادس الأثرية حيث في العصور الماضية هاجرت العذراء الطاهرة بطفلها القدوس إلى بلادنا المحبوبة مصر .. هروبا من مؤامرات اليهود الظالمين التي دبروها بمكيدة ضد الطفل يسوع له المجد … وكم نشعر بسرور عظيم ونحن نتحدث عن هذه الرحلة التارخية للعائلة المقدسة وكم نحس بالفرح والمهابة ونحن نطوف في نواحي هذا الدير المبارك حيث جاءت الأم العذراء تحتضن طفلها النوراني ومن خلفهما يسير يوسف الشيخ وهو يقود الدابة التي حملتهما عبر الطريق الشاق الممتد من بيت لحم إلى أرض مصر .. وفي المسير بين فترات الحل والترحال وصلوا إلى هذا الجبل الوعر الذي وإن توالت عليه العصور والأجيال إلا أنه مازال يحتفظ بقدسيته ورهبته ولهذا يأتي إليه كل من أراد أن ينال بركات العذارء مريم فإلى القاصدين لدير العذراء أن يعلموا أن هذه الأرض هي أرض مقدسة وهي التي تدعونا إليها مشاعرنا المشتاقة لنوال بركات العذراء أم النور.
ونحن إذ نأتي إلى هذا الجبل مسوقين بقوة روحية لنقضي هذه الأيام المباركة بفضل ما تقدمه لنا الكنيسة من القداسات الإلهية في الصباح .. والمواعظ والأناشيد الدينية في المساء وهي البرامج التي نتمتع بها ونعيش فيها بابتهاج وانتعاش روحي .
وفي هذا المكان المقدس الذي تتجاوب في رحابه أصوات المهنئين بعضنا لبعض بهذا الصوم الكريم ….
فإننا نتقدم جميعا بالتهنئة الخالصة والأماني الطيبة لحضرة صاحب النيافة مطراننا الطوباوي المكرم الأنبا ميخائيل الذي بحبه الأبوي ورعايته الصالحة قد هيأ للشعب في هذه الزيارة المريمية كل وسائل الراحة مستمدا من الله روح القوة والبذل والتضحية لرفعة الكنيسة مقدما نفسه أمام شعبه قدوة صالحة للخدمة المقدسة التي في سبيلها استهان بكل المشقات التي صادفته والصعوبات التي اعترضته وبالمواقف المشرفة لحماية المقادس بإيمان قوي وإرادة جبارة وعزم كبير وفن أصيل ونظام دقيق وشدة رشيدة وتدبير حكيم …
ونحن إذ نتطلع بابتهاج إلى كل هذه الإنجازات التي تعتبر من المعجزات التي تمت بكد وجهد وعرق .. على مدى ست وعشرين عاما من رعايته الطويلة بإذن الله بهداية وابتهاج فقد عبّد الجبل القاحل ومهد الطرقات وفتح المنارات وبسط الساحات وهيأ القاعات ورفع المنارات وبنى العمارات وزرع الجنات .. وألبس الجبل حلة من الأنوار .. حتى صار كل هذا مدينة مقدسة عالية الأسوار.
وفي هذا يقول ربنا يسوع المسيح له المجد: “لا يمكن أن تخفي مدينة موضوعة على الجبل”. وستبقى هذه المنارة عالية يشع منها النور والأمل .. وسيظل التاريخ يردد اسم مطراننا المكرم الأنبا ميخائيل .. مقرونا بأطيب ذكر وأمجد عمل .. فهو بلا منازع ..
الراعي الصالح ………… للرعية
المعلم الناجـح ……….. للشعـب
التاجـر الرابح ………. للوزنات
الصياد الناصح ……….. للفـاس
الزارع الفالـح ……… للكـرم
البناء الكـادح ……… للمقدسات
الكاهن المكافح ……… ضد البدع
ونحن إذ نسجل هذه الحقائق التي هي ملء السمع والبصر .. نسأل إلهنا الصالح أن يدعم رعايته مؤيدا بالقوة الإلهية .. والتوفيق السماوي .. والسلام الدائم.
وأن يثبته على كرسيه سنينا عديدة وأزمنة هادئة مديدة وأن يعيد عليكم أمثال هذه الزيارة المريمية .. الحاضرين منكم والغائبين .. وأنتم مسرورين بتحقيق أمانيكم .. مبتهجين بوفاء نذوركم .. بشفاعة كلية الطهر والقداسة المملوءة نعمة ومجداً … والدة الإله .. العذراء مريم.”
+ المتنيحة الجدة “ليزة الابوتيجي” تنتمي الى عائلة الزيات والتي تعد من بواكير العائلات الاسيوطية التى عاصرت السنوات الاولى لبدايات حركة التعميربدير العذراء بجبل أسيوط وتمثل مع المتنيحة الجدة ايملي عبده عبيد أوائل من وهبتا نفسيهما للخدمة بدير العذراء مريم بجبل أسيوط بعد ترملهن ..منحهما نيافة الانبا ميخائيل المطران الجليل المتنيح الاسمين مريم واختها مرثا للتشابه بين خدمتهما مع الشخصيات الانجيلية التى تحمل نفس الاسماء . برزت موهبةالجدة “ليزة” في كتابة المقالات ونظم التراتيل الاصيلة المستوحاة من مجىْء العذراء والطفل الإلهي الى مغارة جبل أسيوط فشدت للمغارة والجبل بأعذب المدائح مثل “طوباك ياجبل أسيوط” وغيرها تلك التي قام باداءها من خلال اذاعة الدير أخيهما الشماس صفوت الزيات.