عقد كل من مجلس الأعمال المصري الكندي والمجلس المصري للتعاون الدولي برئاسة المهندس معتز رسلان ، ندوة تحت عنوان : ” المشروعات التعدينية القومية .. إمكانات وتحديات ” ، استضافت فيها اللواء أركان حرب الدكتور محسن مفيد بسادة مساعد مدير جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للثروة المعدنية والمشروعات المحجرية ، وأدارها الدكتور محمد زاهر رئيس لجنة التعدين بمجلس الأعمال المصري الكندي.
في البداية قال المهندس معتز رسلان رئيس مجلس الأعمال المصرى الكندي: إن قطاع التعدين يلعب دوراً كبيراً في اقتصاد مصر القومي وقد أصبح أحد المحاور الاقتصادية الهامة في ظل الفرص الهائلة والموارد الطبيعية المتاحة بالعديد من المناطق في مصر ، منوهاً أن الإلمام بإمكانات مصر الجيولوجية مقارنة بالدول الأخرى سوف يُساعد فى وضع خطة لتطوير نشاط الإستكشافي واستخراج المعادن وكذلك السياسات المالية الملائمة لهذا النشاط .
واستطرد المهندس “رسلان” قائلاً : إن جهاز مشروعات الخدمة الوطنية يلعلب دوراً كبيراً فى هذا الصدد وذلك عن طريق انعاش قطاع الثروة المعدنية فى مصر من خلال دعم شركات الإستكشاف الموجودة حالياً والتقليل من أعمال التعدين العشوائى ، كذلك تشكيل لجنة مستقلة لمواجهه اتفاقيات الإمتياز والتعديلات المفترحة إلى جانب نقل الخبرات والتدريبات المتميزة ، و وضع برنامج للنمو من خلال أختيار شركة استثمارية دولية وكذلك تحديث قانون التعدين ليتماشى مع المعايير الدولية وطرح مناطق جديدة بالإستكشاف والتنمية و إعادة تنظيم و بناء الموارد المؤسسية ,وهذا إلى جانب الكثير من الخطوات التي يقوم بها الجهاز من أجل دفع وتنشيط قطاع الثروة المعدنية في مصر, مثل جذب الاستثمارات و رؤوس الأموال في هذا المجال ومعالجة التحديات التي تواجهه شركات التنقيب الحالية بالإضافة إلى خلق صورة ايجابية لمصر أمام مجتمع التعدين العالمي .
غير مسموح بتصدير المواد الخام
من جانبه أشار اللواء محسن مفيد بسادة مساعد مدير جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للثروة المعدنية المشروعات المحجرية إلى أن مصر غنية بالكثير من المعادن الثمينة و أجود أنواع الخامات والصخور فى العالم توجت فى مصر ، مؤكداً أن الخامات والمعادن التى نمتلكها غير مسموح بتصديرها كمواد خام أولية ، إلا بعد أن تدخل عليها قيمة اقتصادية مضافة ، مشيراً إلى إمكانات مصر فيما يتعلق بمشروعات جهاز الخدمة الوطنية للثروة المعدنية والتى تمتلك ما يقرب لـ 30 شركة تعمل فى خدمة العديد من المجالات سواء والبناء والتشيد والكيماويات ، فضلاً عن المجال الغذائى والزراعى .
وأضاف مساعد مدير جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للثروة المعدنية المشروعات المحجرية قائلاً : لدينا رؤية بل ونخطط لكى نصبح مُتميزين فى مجال التعدين ، خاصة أن خامات الحديد كلها متوافر فى مصر بالعديد من الحافظات وعلى رأسها أسوان ، واستطرد : إن هذه الصناعة يخرج منها العديد من الصناعات الأخرى كصناعة حديد ” الظِهر” و” الظِهر الصِلب ” ، ونعمل على استغلال كافة المناطق التى تتوافر بها خامات صناعة الحديد ، منوهاً إلى أهمية التواصل مع الجامعات والخبرات العالمية فى هذا مجال التعدين بالإضافة للمشاركة فى المعارض والمؤتمرات الدولية المتخصصة ، وفيما يتعلق بسُبل النهوض بالقطاع التعدينى فى مصر لإسهامه فى التنمية والنمو الاقتصادى المطلوب ، قال : إن الجيولوجى المتميز هو من يعيش لفترات طويلة فى الصحراء ويقرأ ويدرس ويتعلق مل ما هو جديد فى هذا المجال ، ولأبد وأن نحب دراسة كل فى تحتويه الأرض وما يُمكن أن نستخلصه منها من ثروات تفيد المجتمع .
المعوقات البيئية .. ونمو الاستثمار
وقال اللواء عاطف يعقوب رئيس جهاز حماية المستهلك السابق ، والمسئول من قبل عن التفتيش البيئى بوزارة البيئة : إن الدولة الصناعية هى التى تستطيع تدبير موادها الأولية بيُسر، فهناك نهضة كبرى فى مصر خاصة ومنها فى مصر ، لذلك نحن مشغولون بكيفية استمرار هذه النهضة دون عوائق ، منوهاً أنه فى وزارة البيئة كانت هناك العديد من المعوقات البيئية التى تعوق نمو الاستثمار فى مصر ، وفيما يتعلق بالغيرة الداخلية على تقدم الوطن أضاف “يعقوب” :عندما نسافر للخارج نقول لأنفسنا ” لماذا تقدمت هذه البلدان إلى هذه الدرجة ” ، منوهاً لضرورة الإهتمام بكيفية إعداد الكوادر وكيفية إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية لتخفيض الضغوط المُكبلة بها الصناعة .
“الذهب الأبيض” .. والقيمة المضافة
وقال الدكتور محمد عادل يحيى رئيس مجلس إدارة شركة سيناء للمنجنيز وعضو مجلس إدارة غرفة البترول والتعدين باتحاد الصناعات: إن مصر فقيرة فى مجال التعدين ، فالخامات المصرية تعرضت للتآكل خاصة فى البحر الأحمر ، منوهاً أن مصر غنية بالخامات الترابية كالرمال بأنواعها وكذلك الملحية ، أما الخامات المنجمية فتحتاج لشركات عالمية كبرى ، وأضاف : فالشركات الكُبرى أو كما نسميهم “المغامرون” هم الأقدر على فى الدخول الاستثمارى فى مجال “الخامات المنجمية” ، خاصة فى ظل الشروط التى يتم وضعها على نشاط التنقيب والإستخراج من هذه المناجم ، مُطالباً بأن تركز مصر فى أن تصبح قاعدة للتصنيع الكبير وليس للإستخراج .
ويرى رئيس مجلس إدارة شركة سيناء للمنجنيز إلى الأهمية الاقتصادية لـ “الرمال البيضاء المصرية” والتى يُسميها الأمريكان بـ “الدهب الأبيض” ، مُطالباً بأهمية إضافة القيمة المضافة على هذه الرمال والتى تبدأ أولى مراحلها بمجرد “غسلها” مما يجعل ثمن تصديرها يرتفع إلى 24 دولار الطن ، منوهاً أن مكاسبنا الاقتصادية يُمكنها أن تتعاظم بشكل كبير من التركيز على الخامات الترابية ، بينما الخامات المنجمية فلها الكثير من المعوقات وعلى رأسها المعوقات القانونية ، خاصة فيما يتعلق بالتشريعات البرلمانية المرتبطة بها ، مشيراً إلى أهمية تتبع مسار إقتراح سابق لتأسيس مدينية متخصصة لصناعة الحديد بكافة بمكوناته .. من ناحية أخرى أكد الدكتور محمد عادل يحيى أن هناك دراسات حديثة تؤكد أن البحر الأحمر بات غنياً جداً بالثروات التعدينية ، مُطالباً هيئة الثروة المعدنية فى مصر القيام بإستخراج التقارير الروسية القديمة التى تُشير بدقة شديدة إلى العديد من الثروات التعدينية فى مصر .
قانون التعدين
وأشار الدكتور محمد زاهر رئيس لجنة التعدين بمجلس الأعمال المصرى الكندى إلى دور المجلس منذ 2012 فى قطاع التعدين ، منوهاً إلى وجود فرصة هائلة فى الوقت الراهن الذى يتغيير فيه قانون التعدين ، وكذلك التغيرات التى طرأت على قانون تنظيم العمل باتحادات الصناعات ، مشيرأً إلى اللقاءات التى تمت مؤخراً بين “المجلس” و وفد خبراء التعدين ومُمثلى الحكومة الإسترالية ، من جهة أخرى أشار الدكتور ” زاهر” إلى الدور الذى تقوم به البورصات العالمية كأحد أهم الروافد التى تغذى شركات التعدين الكبرى ، مُطالباً بأهمية أن تكون لمصر على المستوى القومى منجماً لـ” النحاس ” وأخر لـ الزنج” وغيرها من الخامات الهامة .