نتبادل جميعا هذا السؤال المعهود:إيه أخبار الحياة معاك؟ أوإيه أخبار الدنيا؟ ومعظمنا يقصد به الاطمئنان علي:الصحة والعمل والوظيفة والمال والبورصة والدراسة…وغيرها,لكن القليلين هم الذين يقصدون بهذا السؤال:الحياة الروحية للشخص والقيم الإنسانية والفضائل.
ثلاثة عناصر ضرورية ومهمة لاستعادة الحياة:
1-بركة الله في حياتنا:البركة كما نقرأها في سفر العدد(الإصحاح السادس)يباركك الرب ويحفظك.يضئ الرب بوجهه عليك ويرحمك.يرفع الرب وجهه نحوك,ويمنحك السلام.لأن البركة تأتينا باسم الرب الذي يمنح جميع مخلوقاته هذه النعمة,وهي ليست عملا سحريا ولكنها هبة من الله,كما يجب أن نتفاعل معها ونشعر بها ونقدرها طوال أيام حياتنا,يستطيع كل واحد منا طلب هذه البركة يوميا,كما أن رب الأسرة يمنحها لبيته والتي تعني أنه يضع اسم الله علي أفراد أسرته,كما تعودنا أن نقول لبعضنا البعض:ربنا يباركك وهذه البركة تظهر لنا وجه الله الحسن والمضئ الذي يمنحنا الأمن والأمان في حياتنا اليومية.هذه البركة تخلق فينا روحا طيبة ووجها بشوشا وشعورا بالغفران الذي نناله من الله كل يوم.
2-خبرة التجديد:نستخدم في لغتنا اليومية هذا التعبير:نقلب الصفحة لكن الخطورة هي أن يصبح كتابنا كما هو بنفس الصفحات القديمة دون تغيير أو المساس بها.لذلك من الضروري هو أن نبدل الكتاب ونغير القطعة الموسيقية.ومن المحتمل أن نحتاج إلي تبديل الشخص ذاته الذي يقلب الصفحات حتي يصير هو نفسه جديدا متجددا ومختلفا.
من منا لم يردد لنفسه هذه العبارة مع بداية يوم جديد:أتمني أن يكون اليوم أفضل من أمس لأننا مللنا وضجرنا أمس لكن الحقيقة هي خلاف ذلك,لأن أمس لم يصنع شرا تجاهنا,ولكننا نحن الذين أسانا التصرف تجاهه,كما أننا لم نكن مخلصين تجاه الفرص الذهبية التي كانت في متناول أيدينا وبددناها كل يوم عيلنا أن نهنئ أنفسنا بأناس طيبين ومخلصين وأفضل.يوم جديد ليس لديه الرغبة في أن يعيد أمس بسلبياته ومشاكله وسيئاته أو أن يكرر أخطاء سابقة,لكنه يريد أن يصبح جديدا وناصعا سيتم كل هذا إذا رغبنا نحن في ذلك بالتعاون مع اليوم الجديد بفكر وزي جديد.
3-الشعور بالمديونية:كثيرون هم الذين يكررون هذه العبارة:أتمني اليوم الجديد هذا أن يهديني ويمنحني…,ولكن من سأل نفسه:ماذا أعطي لليوم؟ لايكفي أن نطلب ونأخذ ولكن يجب أن نعطي أيضا.
…كثيرا ما نوجه أصابع الاتهام للحياة لأنها لم توفر لنا مانريده ولم تف بوعودها,ولكن بخيلة وسيئة معنا هل كنا ملتزمين تجاه الحياة بكل احترام؟كيف تعاملنا معها؟كم من المرات أضعنا الوقت والصحة والمواهب والفرص والصداقة والأشخاص الذين نتقابل معهم كل يوم؟
خلاصة القول هو أن كل يوم جديد يطلب منا أن نشعر به ونستقبله بكل طموح ونشاط وتفاؤل ونستغل كل يوم وكل فرصة حتي نصبح أفضل من ذي قبل أي لا ننسي الحياة وأهميتها.