تشهد الاديرة المصرية نهضة عمرانية وتنموية وروعوية كبيرة، ومسؤليتها الوطنية جعلتها تسعى لخدمة المجتمع , علاوة على اكتفائها ذاتيا ومساعدتها للاخرين.
قامت “وطنى” على مدار الأعوام السابقة بجولات فى العديد من الأديرة المصرية ، وفى هذا العدد تقدم “وطنى” دير الأنبا باخوميوس الشايب، وذلك لالقاء الضوء على حكاية هذه الاديرة العامرة بالايمان والاعمال المتجلية فى العديد من الانشطة الاجتماعية والاقتصادية وخدمة المجتمع
دير الشايب
قال الأنبا سلوانس أسقف ورئيس دير الأنبا باخوميوس الشايب بالأقصر “لوطنى”: يقع دير دير الأنبا باخوميوس (الشايب) على بعد 5كيلومتر ات شرق مدينة الأقصر ، ويرجع تاريخ بناء الدير إلى القرن الرابع الميلادى وهو من الاديرة الرئيسية التى شيدها الانبا باخوميوس، وحفظ ديره فى الايام الاولى ولذلك اطلق على الدير دير الشايب ولقد حدثت معجزات كثيرة فى الدير فى العصور الماضية ولازالت تحدث حتى يومنا هذا فهو أحد أديرة القديس الانبا باخوميوس اب الشركة.
ويتكون الدير من كنيسة أثرية يحيطها سور يجمع الحديقة وتتكون الكنيسة من 6 هياكل فى نصف واحد وخورس مستعرض أمام الهيكل ينفصل عن الصحن بحائط به أبواب صغيرة ويوجد داخل الحوائط الحالية بعض أحجار مزخرفة بصلبان وكتابات قديمة، والكنيسة الاثرية مبنية على التراث القبطى الاصيل حيث تعلوها عدد 32قبة وبها مزار الاباء المتنيحين وهم الاساقفة الذين جلسوا على كرسى اسنا.
و أضاف: تعتبر الكنيسة هى المبنى الوحيد فى الدير المتبقى من المبانى القديمة، كما يوجد بها بعض شواهد القبور داخل مبانى الكنيسة نقشت عليها الكتابة باللغة اليونانية والقبطية وهذا يدل على أن هذه اللغة كانت منتشرة بل هى اللغة السائدة فى هذا الوقت فى القرن الرابع قبل دخول اللغة العربية الى مصر مع دخول العرب اليها، ويوجد بالكنيسة جرن معمودية حجرى قديم ضمن اثريات الكنيسة.
كما يوجد حجر قديم كان يوضع فيه زيت للصلوات الكنيسة مثل صلاة القنديل او ابو غلمسيس ليلة سبت الفرح ويوجد احجار عليها صلبان وكتابة باللغة اليونانية والقبطية والكنيسة ايضا بها خمس مذابح وهى: مذبح الانبا باخوميوس- مذبح السيدة العذراء مريم – مذبح الملاك ميخائيل – مذبح الشهيد العظيم مارجرجس- مذبح الشهيد العظيم ماربقطر بن رومانيوس, ممايؤكد اقدمية الكنيسة جدارها السميك الذى يبلغ سمكة حوالى مترا وايضا اعمدة الكنيسة من متر ونصف الى مترين مبنية بالطوب اللبن.
و يوجد مزار الآباء المتنيحين: فيوجد ايضا بالكنيسة ايضا “كنيسة صغيرة” باسم الاباء القديسين حيث يرقد فيه أحبار هم: الأنبا ميخائل: وهو حبر من أحبار الأساقفة الذين جلسوا على كرسى أسقفية (طيبة) الأقصر وإسنا وأسوان – المتنيح الانبا متاؤس – المتنيح ابونا ميخائيل الحبشى .
“المعمودية”
تعلو معمودية الدير قبة يزينها علامة صليب , كما يوجد في متحف الدير جرن قديم لمعمودية من الحجر الصوان القديم , كما حجر الزيت: عبارة عن كتلة حجرية محفورة من الوسط وكان يستخدم هذا الحجر في وضع زيت أبو غالمسيس وزيت القنديل, يحتفل الدير بعيد نياحة شفيعه القديس العظيم الأنبا باخوميوس أب الشركة في الموافق 22 مايو من كل عام. واضاف نيافة الأنبا سلوانس: أسس الانبا باخوميوس مايزيد عن عشرة اديرة فى القرن الرابع الميلادى ومن بينهم الدير العامر الذى يحمل اسم الانبا باخوميوس الشايب بالاقصر وكان كل دير به عدد من 1000 الى 1500 راهب فكان تحت ابوة ورعاية الانبا باخوميوس حوالى 15000راهب يعيشون معا ويصلون معا فى حياة شركة مقدسة ولذلك لقب قديسنا العظيم باب الشركة وكان الانبا باخوميوس وجميع اولاده الرهبان لايحملون اى درجة كهنوتية.
وعن سبب تسمية الدير العامر بالشايب قال نيافة الانبا سلوانس : لكثرة ظهور قديسنا المحبوب الانبا باخوميوس فى الدير العامر حتى يومنا هذا بشكل راهب وقور ذو لحية بيضاء ووجهه منير, وذلك للظهورات المتكررة والمتعددة للأنبا باخوميوس للمحيطين بالدير وطالبى شفاعته، حيث كان يظهر وما زال يظهر في شكل شيخ شعر لحيتة أبيض (شايب) يمد يد العون والإغاثة ولذلك لقبوة بالشايب، ومن أهم أقوال القديس الانبا باخوميوس “احفظ نفسك من الشهوة فهى ام جميع الخطايا”.
ويذكر أن يوجد غرب الدير قرية تسمى البنى ويقال أن هذه القرية أقيمت فوق تلال دير البنات الذي أندثر والذي كانت ترأسه مريم شقيقة القديس الأنبا باخوميوس، كما يوجد شمال الدير قرية تسمى المدامود والذي بالقرب من هذه القرية نجع صغير يسكن فيه حوالى ألف مسيحي، ويسمى نجع النصارى وهم يمارسون عباداتهم بالدير لقربهم الشديد من الدير وتعلقهم الشديد بمحبة شفيع المكان القديس العظيم الأنبا باخوميوس كما يقع على جنوب الدير قرية اسمها منشأة العمارى والتي بالقرب من المطار الجوى لمدينة الأقصر.
“مشروعات توفر فرص عمل”
ومن جانبه قال الراهب بولا الشايب أحد رهبان دير الأنبا باخوميوس الشايب بالأقصر”لوطنى” : أن الدير يفتح أبوابه للزوار من كل مكان، كما أن تبرعات الاخرين للدير تساهم فى بناء قلالى للرهبان وغيرها من المشروعات.
واضاف: بالنسبة للدور الاجتماعى للدير يتم عمل مشروعات كمشروع الحداده والنجارة ومشروع الشمع والاباركة، بالاضافة الى مزارع الدواجن والمواشى كما نعمل فى الزراعة ومناحل العسل ومكتبة لبيع الهدايا فهذه المشروعات من شأنها توفير فرص عمل.
مضيفا أن منطفة القلالى يعمل فيها عمال مسليمين ومسيحين، كما انه يوجد خدمة اخوة الرب ومخصص لها راهب مسؤل لهذه الخدمة، وأضاف أن ورش الحدادة بالدير بها المسلمين, مؤكدا أن هناك عمال عملها الأساسى فى الدير .