تعلمنا منذ الصغر أن لكل شيء وجهين ولكل أختراع عظيم منافعه وأضراره، وها نحن أمام ضرر بالغ من أجهزة إلكترونية صغيرة الحجم وفي متناول يد الأطفال لينعكس الوضع وتتغير الفرضيات، وبدلا من أن يتحكم الصغار في الجهاز يتحكم الجهاز في صغارنا الكثير من الأسر تترك الأطفال والمراهقين أمام الشاشات غير مبالين ماذا يشاهدون؟ وماذا يلعبون؟ ليفاجئوا بضرر بالغ القوة يصل إلي الموت: ألعاب الموت تختلف المسميات والنتيجة واحدةالحوت الأزرق الأكثر شهرةمريم وجنية النار والكثير غيرهم مصممون علي نتيجة واحدة وهي إلحاق الضرر البالغ بأبنائنا لقسوة المأساة كان لوطني هذا التحقيق لسرد حقائق هذه الألعاب والمستهدفون منها وكيفية التوعية والعلاج قبل فوات الأوان.
“دور الأسرة”
قالت الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس:أضع العبء الأساسي علي الأسرة تجاهلت الأسرة في الفترة الماضية النشء الصغار وتربيتهم تاركة الأبناء للأجهزة الإلكترونية وشاشات التليفزيون غير مبالين بما يشاهدونه أو يلعبونه وهذا يعتبر تسيبا خطيرا جدا للأسرة ينتج عنه الكثير من الكوارث فليس الانفلات الأخلاقي وحده الذي يجب أن يخيف الآباء والأمهات بل يجب أن يحترسوا ألا يقع أبناؤهم في فخ الوحدة والانعزال وفي النهاية يصلون إلي الاكتئاب.
أشارت دكتورة سامية:الكنيسة والجامع والمدرسة ووسائل الإعلام بمختلف أشكالها عليها القيام بدور توعوي سواء للأطفال والشباب لشرح خطورة هذه الألعاب وتوعية الأهالي بكيفية مراقبة أبنائهم وملاحظتهم بدقة طوال الوقت حتي لا يقعون في مثل هذه الفخاح وإذا حدث ووقعوا كيف يتعاملون مع الأمر بحكمة وسرعة في نفس الوقت.
وأضافت “خضر” علينا مخاطبة أبنائنا وعدم إرهابهم حتي لايشعروا بالخوف في مصارحتنا بأي مأزق يحصل لهم وعلينا مراقبة أصدقائهم وأن يكون الآباء علي اتصال دائم مع آباء الأصدقاء وهو ما يوفر معرفة سلوك الأولاد خارج المنزل.
وأطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي أن يهتم بالمشكلة السكانية التي هي جزء لايتجزأ من الأزمة الحالية فقد أصبحت الأسرة المصرية وخصوصا الطبقة المتوسطة في أزمات مالية متتالية نتيجة ارتفاع الأسعار مما جعل الأب والأم منهمكين في التوفير لقمة العيش والاحتياجات غير مبالين بما يمكن أن يدمر عقول حياة أطفالهم حياتهم من خلال أصدقاء السوء وعبر الألعاب الإلكترونية المدمرة.
اقتربوا من أبنائكم
قال الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي:الألعاب الإلكترونية العنيفة أو التي تؤدي إلي الانتحار تستهدف غالبا المراهقين ويكونون في أغلب الأحيان أشخاصا أنطوائيين أو لديهم ضغوط نفسية نتيجة وجود مشكلات أسرية أو تفكك أسري وبالتالي يتركون للعالم الواقعي ويتجهون إلي العالم الافتراضي لذلك يجب علي الأسرة أن تهتم بالأبناء ومشاكلهم واحتياجاتهم العاطفية والنفسية حتي لايدخلوا في مراحل اكتئاب تدمرهم، و صاحب فكرة لعبة الحوت الأزرق الشهيرة شخص لديه اضطراب في الشخصية الحدية,وفي الهوية الجنسية والدينية أيضا بالرغم من دراسته لعلم النفس بشكل جيد.
وأضاف “فرويز” مسئولو اللعبة يستطيعون كشف القائمين بالتسجيل ومعرفة ميولهم,هل هم كاذبون أم صادقون لأنهم درسوا علم نفس بشكل جيد ما يسهل عليهم معرفة الشخص القائم بالتسجيل من خلال طرح السؤال الواحد عدة مرات بأشكال مختلفة لذلك لن يقع في شباك اللعبة إلا من يعانون من مشاكل نفسية.
وحالات الوفيات بسبب لعبة الموت الأخيرةالحوت الأزرق في مصر تعتبر قليلة نوعا ما بالمقارنة بالدول الأخري,في المنطقة خاصة الجزائر والمغرب ولبنان.
أكد فرويز يجب أن يأخذ الأهل الأمر علي محمل الجد ويحمون أبناءهم من هذه الألعاب فكما رأينا من الممكن أن تتسبب لعبة إلكترونية في تعريض حياة الأطفال للخطر ودفعهم إلي الانتحار,لأن الطفل يندمج في اللعبة بشكل كامل مع مرور الوقت خلال اللعب وخصوصا فترة المراهقة يكون الأمر أكثر صعوبة لأنهم بالفطرة يميلون إلي روح التنافسية فيما بينهم وكل مراهق يريد أن يثبت أنه أحق بالنجاح والفوز في أي شيء حتي لو كانت لعبة إلكترونية مما يجعله ينفذ أوامر مثل هذه الألعاب بالإضافة إلي أنهم يحصلون علي معلومات سرية من الضحية حتي يقوموا بابتزازه حال تغيير رأيه والانسحاب من اللعبة وتهديده بقتل أسرته.
وأطالب الأهالي بالاقتراب أكثر من أبنائهم,ومصاحبتهم والحديث معهم فالمشاعر والأحاسيس بين الآباء والأبناء أهم بكثير من توفير المال ويجب علي الأهل متابعة سلوكيات أبنائهم ومراقبتهم بشكل سليم وإدماجهم في الحياة الاجتماعية وعدم تركهم منعزلين في غرفهم طوال الوقت.
“نفتقر إلي التوعية الشاملة”
قال أيمن الدهان خبير التنمية الإدارية والبشرية:نعاني في مصر من ضعف التثقيف المجتمعي في التعامل مع الألعاب علي مستوي كافة الأعمار فهي ليست المرة الأولي التي نعاني من ألعاب تؤثر علي أبنائنا وعلي المجتمع فلا نتحدث عن المشكلة إلا إذا تحولت إلي كارثة وأصبح لها ضحايا.
ولماذا تفتقر الدولة للتوعية بعمل بحث يفيد الأولاد والأهالي ماهي الألعاب المفيدة والألعاب بأولادنا ولماذا لاتقوم الدولة بعمل حظر لهذه التطبيقات مثلما تقوم بحظر مواقع كثيرة قد تضر بالمجتمع.
وأكد خبير التنمية البشرية لابد من نشر التوعية في كافة المحافظات والتصدي للأمية والتوعية بخطورة تلك التطبيقات لأنه يمكن أن نستيقظ نجد مواقع تحرض شبابنا علي تدمير الوطن وبث أفكار عدائية فهذه المواقع تمس الأمن القومي للبلد ولابد من تكاتف جميع الجهات لمحاربتها وحماية أولادنا.
أشار “الدهان” يجب أن تتعاون وزارة التضامن الاجتماعي مع الجمعيات الأهلية بعمل لافتات للتوعية وأرشاد الأبناء وكيفية التعامل مع تلك الألعاب، وكذلك لابد أن يقوم الجامع والكنيسة بتوعية الآباء والأبناء من خطورة تلك الألعاب وأن حياة الإنسان قيمة غالية.
يجب الحفاظ عليها فتسليح المجتمع بالأفكار الصحيحة هو أساس مواجهة تلك الأشياء الغربية المستوردة من الخارج التي لاتتفق مع عادتنا ولا قيمنا المصرية ويجب علي الأسرة فتح الحوار مع أبنائها والمتابعة المستمرة لهم والاهتمام بالنواحي الدينية وغرس القيم والفضيلة داخل أولادنا.
واستكمل خبير التنمية الإدارية والبشرية:عندما يشعر الأهل بإدمان ابنهم للعبة بعينها أو موقع بعينه لابد من توجيه إلي مهارة جديدة أو تعليمه رياضة جديدة لتفريغ الطاقات الكبيرة من داخله.
“قوانين رادعة”
قال المهندس وليد حجاج خبير وباحث بأمن المعلومات:عالم الألعاب هو عالم كبير والقادم فيه هو الأسوأ ففي المستقبل سنتعامل في كل شيء عن طريق الإنترنت أو ما نسميه إنترنت الأشياء فالنظارة والملابس والأفلام ستكون متصلة بالإنترنت ولذلك سيكون العالم أكثر انفتاحا ولا رقيب.
وأضاف ”حجاج” :لا يوجد طريقة لمنع هذه التطبيقات من علي الهواتف المحمولة فحتي يتم منع شيء لابد من معرفة مصدره فمثلا إذا كان هذا الويب سايت الموقع الإلكتروني يعادي الدولة أو يحرض علي العنف داخل تلك الدولة يمكن حجبه ولو أن مصر هذاالويب سايت من داخل مصر يمكن إيقافه أما إذا كان هذا التطبيق علي المنصة(أي يمكن تحميله من متجر الألعاب) فلايمكن منعه إلا إذا كانت الدولة تمتلك الأدوات والقوانين وعدد المستخدمين التي يعطيها القدرة علي فعل ذلك مثل الصين فلأول مرة قامت شركةأبل للأجهزة الكترونية بناء علي طلب من الحكومة الصينية بتحويل كل بيانات المستخدمين لشركةأبل بالصين بتحويل تلك البيانات داخل الصين وهي ما نفذته الشركة خوفا من خسارة العدد الكبير من الصينيين المتعاملين مع الشركة وكذلك طلبت الحكومة برفع التطبيقات التي تتخطي حجب الحكومة الصينية مثلالبروكسي.
وأضاف خبير أمن المعلومات:أننا لو نملك القوانين نستطيع إجبار تلك الشركات كثقل سياسي لتنفيذ رغبات الدولة وهو ما تناقش مصر حاليا من خلال طرح قانون لمكافحة جرائم تقنية المعلومات.
وأوضح ”حجاج”:هذا القانون خاص بالشركات مقدمة الخدمة فلو أن هذه الشركات أساءت استغلال بيانات المستخدمين أو تم اختراق أي موقع لجهة حكومية يتم مقاضاة الشركة مقدمة الخدمة ولكن جاري مضاعفة الغرامة لتزيد عن 100ألف جنيه الحد الأقصي لأنها قيمة بسيطة إذا كان الممول أجنبيا فيتم فرض العقوبة بالدولار وبمجرد أن يري هذا القانون النور سيتم التحكم في مصير كثير من القضايا المطروحة علي الساحة.
وأشار وليد حجاج:الأمر الخطير أن البرامج الضارة أصبحت ذكية بالقدر الكافي التي تستطيع تمييز تحميلها علي كمبيوتر أم تليفون محمول أي أنا كمبرمج عند عمل تطبيق جديد قبل إنزاله علي الإنترنت لابد من إرساله إلي الشركة للتأكد من سلامته وجودته فالتطبيق أصبح ذكيا بأنه يميز بمجرد تحميله علي جهاز الكمبيوتر لايظهر الجزء الضار ويظهر أنه تطبيق جيد ولا عيب به ويتم طرحه علي متجرجوجل أو متجر آبل وبمجرد تنزيل التطبيق علي الموبايل يقوم التطبيق باستدعاء الجزء الضار بالبرنامج من علي الإنترنت ويتحول من برنامج جيد إلي برنامج خبيث وهذه التكنولوجيا يمكن أن نطلق عليها مخدرات العصر الحديث.
وهناك مجموعة من الخطوات يمكن أن تتبعها الأسرة لحماية أولادها فهناك تطبيق(k9) يتم تنزيله علي الموبيل والتحكم في نوعية البرامج التي يتم تنزيلها والصفحات المسموح بفتحها وتحديد الوقت لاستخدام الإنترنت فهذا التطبيق مفيد لأنه متصل بإيميل الأب أو الأم ويعطي تقريرا مفصل عما قام به الولد من المواقع التي قام بفتحها وهذا التطبيق يقوم بتوجيه الولد إلي مواقع مفيدة إذا حاول فتح مواقع محذورة بالإضافة إلي أن هذا التطبيق يمكن لأهل بمتابعة أولادهم وهم داخل المنزل وخارجه ولايستطيع الولد مسح أي صفحة أو تطبيق حاول الدخول عليها.
كذلك هناك خدمات تقدمها شركات الإنترنت في مصر وهي خدمة مجانية بعمل لستة بالمواقع التي يرغب الأهل بحجبها ويتم حجبها من علي الراوتر ولكن مشكلتها أنه لايمكن السيطرة عليها في حالة خروج الولد خارج المنزل واستخدم رواتر آخر.
وهناك أيضا تطبيق اسمه safe DNS وهو عبارة عن أرقام كل رقم يقوم بحجب شيء معين كحجب المواقع الإباحية ورقم خاص بحجب ألعاب العنف وهكذا وأيضا مواقع تقدم خدمات مقابل100دولار في السنة لمراقبة كل مايحدث علي موبايل ابني من محادثات وإرسال واستقبال مكالمات وصور وغيرها كل مايحدث علي موبايله.
“أكثر الألعاب خطورة”
لعبة الحوت الأزرق: تعد من أخطر الألعاب الإلكترونية الحالية في العالم,ورغم مارافق ظهورها منذ2015 من جدل واسع إلا أنها مازالت متاحة للجميع ولم تحظر إلي الآن ومنذ ظهورها تسببت هذه اللعبة في انتحار مايقرب من ال100شخص عبر العالم أغلبهم من الأطفال.
لعبة مريم: انتشرت خاصة في دول الخليج وسببت الرعب للعائلات إذ أنها في مرحلة من المراحل تحرض الأطفال والمراهقين علي الانتحار وإذا لم يتم الاستجابة لها تهددهم بإيذاء أهلهم وأبرز ما يميز هذه اللعبة هو الغموض والإثارة والمؤثرات الصوتية والمرئية التي تسيطر علي طبيعة اللعبة.
لعبة البوكيمون:ظهرت في2016 واستحوذت علي عقول الملايين عبر العالم وعلي الرغم من التسلية التي تحققها اللعبة لمستخدميها إلا أنها تسببت في العديد من الحوادث القاتلة بسبب انشغال اللاعبين بمطاردة والتقاط شخصيات البوكيمون المختلفة خلال سيرهم في الشوارع.
لعبة جنية النار:تشجع هذه اللعبة الأطفال علي اللعب بالنار حيث توهمهم بتحولهم إلي مخلوقات نارية باستخدام غاز مواقد الطبخ وتدعوهم إلي التواجد منفردين في الغرفة حتي لا يزول مفعول كلمات سحرية يرددونها ومن ثم حرق أنفسهم بالغاز ليتحولوا إليجنية نار وقد تسببت في موت العديد من الأطفال خرقا,أو اختناقا بالغاز,بحسب العربية.
لعبة تحدي شارلي:تسببت في حدوث عدة حالات انتحار لأطفال وشباب وكذلك في حالات إغماء بينهم وهي لعبة شعبية انتشرت من خلال مجموعة فيديوهات علي شبكة الإنترنت في2015 وساهم في انتشارها استهدافها لأطفال المدارس حيث تعمد في لعبها علي اللوازم المدرسية وبالتحديد الورقة وأقلام الرصاص لدعوة شخصية أسطورية مزعومة ميتة تدعيتشارلي تم تصوير حركة قلم الرصاص مع الركض والصراخ.