نسمع في القداس الغريغوري، صلاة يصليها أبونا في القداس هي “أكتب أعمالي تبعاً لأقوالك”، هذه الكلمات تجعل الإنسان يراجع نفسه كثيراً، هل أنا يا رب أعمالي هي حسب اقوالك أم هي بعيدة تماماً ؟!! وهل أعمالي هذه كما أعرفها أنا ومقدمه لك هي بحسب وصايا الكتاب المقدس أم لا ؟!!، وكيف أتمم أعمالي لكي تكون بحسب أقول الله؟.. ولكي يكون ذلك يجب أن يكون متبعاً للخطوات الآتيه :-
1.يجب أن يكون المثل الأعلى لي والمعلم هو السيد المسيح: في سفر التكوين– وفي بدء الخليقة يقول الكتاب: “رأى الله أن كل ما عمله إذ هو حسناً”– وأن الله عندما خلق هذه الخليقة قد تممها في ستة أيام وليست في يوم واحد، في حين أنه كان قادر أن يتممها في هذا اليوم ويقول الكتاب: وكان كل شيء حسناً، وجاء في العهد الجديد وفي رسالة القديس مارمرقس البشير (7 : 31 – 37 ) “أنه عمل كل شيء حسن” .. وهذا يا أحبائي لكي نتأكد أن الذي عمل منذ البدء هو الذي عمل في العهد الجديد، وأنه أيضاً ما زال يعمل وبإتقان ..
كما أيضاً لا ننسى أن السيد المسيح كان يعمل كل أعماله وهي مرتبطة بأعمال الآب نفسه والذي كان منذ البدء “ينبغي أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهارا”.
وأنني إذ أسأل نفسي سؤال واحد متكرر ويكاد يكون يومي، هل أنا أعمالي التي أعملها مطابقة ونابعة من أقوال الله؟ وإذا كان الابن أعماله كلها واحدة وقت أن كان في الجسد ومرتبطة بأعمال الآب، وحتى في وقت المحاكمة .. وهي “خلاص الإنسان” .. حيث كان يجول يصنع خيراً وفي أشد أوقات الألم العصيبة، ويظهر ذلك جلياً عندما طلب منه اللص اليمين: “أذكرني متى جئت في ملكوتك “. وكان رد السيد المسيح عليه وهو في عمق الألم والمذلة قائلاً: “اليوم تكون معي في الفردوس” .. يا رب، وأنت في وسط آلامك تبحث عن خلاص “لص” .. يا لكمن مخلص وفادي .. من منا يا أحبائي وهو في وسط تعبه وضيقته وآلامه الشديدة يفكر في خدمة إنسان يطب منه خدمه !!
2. العمل والعلم
يجب أن يكون العمل مدعم بالعلم، وفي هذا يقول الكتاب المقدس “هلك شعبي من عدم المعرفة” .. وأيضاً يقول الكتاب المقدس في هذا” من عمل وعلمَّ فهذا يدعى عظيماً في ملكوت السماوات”، والسؤال الذي يفرض نفسه. كيف أعرف أنني أعمل الأعمال التي تكون حسب أقوال الله :
1. عن طريق القراءة في الكتاب المقدس
أتسأل نفسك يا أخي العزيز وأنا معك أيضاً هل نقرأ الكتاب المقدس وبصفة دورية أو يومية أم لا؟ ،؟وقبل ما نبدأ قراءة الكتاب المقدس يجب أن يسبقه صلاة نطلب فيها من الله أن يعطينا الفهم والتأمل في الكلمات التي نقرأها وأيضاً نخاطب الله في أنفسنا وفي قلبنا لكي يمنحنا الروح القدس الفهم ونقول له تكلم فأن عبدك سامع.
ونكون يا أحبائي– مثل مريم أخت لعازر التي جلست عند قدمي المسيح لكي ما تشبع من كلام النعمة .. وهو أمس واليوم وإلى الأبد، نقول وقتها أن كلمة الله لا يمكن أن ترجع فارغة أبداً، إنها قوية وفعاله وأمضى من كل سيف ذي حدين.
2. العمل بالوصايا وليس سماعها فقط
السيدة العذراء نفسها– كانت تسمع كلام الله وتحفظه في قلبها– وخير دليل على ذلك هو تلك التسبحة التي وردت في إنجيل لوقا نجدها مطابقة للتسبحة التي قالتها (حنة) أم صموئيل النبي فأن هذا دليل قاطع أنها– أي السيدة العذراء– كانت تحفظ كلام الله، وكانت تقرأ في العهد القديم، وكانت دائمة التأمل في الكلام وتحفظه في قلبها ..
3. عمل البرَّ
هل أنت مداوم على عمل البر وتقدم لكل من يطلب منك خدمة أن تؤديها وبطيب خاطر .. “فمن يعرف أن يعمل حسناً ولا يعمل فذلك خطيئة”، ومطلوب الاعتراف بها، وتقديم التوبة من أجلها، فمطلوب يا عزيزي أن تحفظ وصايا الله وتعمل الأعمال المرضية أمامه بقدر ما تستطيع، أي تكتب أعمالك طبقاً لأعمال الله حتى مجرد بسمة صادقة (وليست غاشة) أو سماع شكوى من الغير فهي بمثابة عمل بر يقبله الله منك وتجازي عليه خيراً، وليس هذا فقط، بل أيضاً فأن احتمال أي إنسان وهو في حالة غضبه فأنك تعمل براً، لاحتمال غضب أخيك.
4. أقوم بعمل الأبرار
يجب عليك عزيزي أن تقوم بعمل الأبرار والقديسين، فليتنا نتأمل مثلاً فعمل أبونا إبراهيم أب الآباء، يوم أن أختلف خدام أبن أخيه لوط مع خدامه– فقام وقسّم كل شيء وطلب منه وهو الأصغر سناً أن يختار أولاً !!.
هذا عمل رجل بار حقيقي أن الأبرار لهم أعمال باره، والتي هي أعمال كثيرة منها أعمال الفضيلة وأعمال الصفح والتصالح والمغفرة لأخطاء الآخرين– وأعمال الصدقة، وجاء في سفر طوبيا النبي يقول “الصدقة تنجي من الموت” ليتنا نتحلى بأعمال الأبرار والقديسين حتى يطمئن قلبي أنني “أكتب أعمالي تبعاً لأقوالك يارب”