لازالت النسخة الـ90 من حفل توزيع جوائز تتصدر حديث الصحف والمواقع العالمية، حيث فاز عدد كبير من المشاركين بجائزتهم الأولى على الإطلاق، على رأسهم المخرج المكسيكي جييرمو ديل تورو، الذي حصد جائزتَي أوسكار أفضل إخراج وأفضل فيلم عن «The Shape of Water» الذي ترشح لـ13 جائزة، حصد منها 4 جوائز من بينها أفضل موسيقى تصويرية وأفضل تصميم وديكور، ليصبح أول فيلم خيال علمي يحصد جائزة الأوسكار.
وقال «ديل تورو» في كلمته بعد الفوز: «القدرة على حكي القصص تساعدنا على التعاطف مع أولئك الذين ليسوا مثلنا، سواء كانوا جنساً أو عرقاً أو طبقة اجتماعية مختلفة، إن أعظم شىء يفعله الفن، وتفعله صناعتنا، هو إزالة القيود، ويجب علينا الاستمرار فى عمل هذا عندما يطلب منا العالم أن نفعل ذلك بشكل أعمق».
وجاءت المفاجأة الحقيقية في الحفل من خلال حصول المصور روجر ديكينز على جائزة أفضل تصوير سينمائى عن فيلم «Blade Runner 2049»، وذلك بعد ترشحه لها لمدة 13 سنة متتالية دون الفوز بها.
وعن أدائه لشخصية رئيس الوزراء البريطانى وينستون تشرشل أثناء الحرب العالمية الثانية فى فيلم «Darkest Hour»، حصل الممثل الإنجليزي «جارى أولدمان» على جائزة أوسكار أفضل ممثل، وحرص خلال كلمته على توجيه الشكر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، قائلاً: «أنا ممتن للغاية»، ووجّه رسالة لوالدته التي وصفها بأنها أكبر من الأوسكار، حيث تبلغ من العمر 99 عاماً، قائلاً: «هى تشاهدني الآن من على أريكتها المريحة، أقول لك شكراً على حبك ودعمك، سأعود بالأوسكار إلى المنزل»، بالإضافة إلى شكر زوجته «جيزيل شميدت» التي كانت رفيقته في الاحتفال، حصل أيضاً الممثل الأمريكي سام روكويل على جائزة أوسكار عن فئة أفضل ممثل مساعد عن دوره في فيلم «Three Billboards outside Ebbing، Missouri»، كما حصدت بطلة الفيلم فرانسيس ماكدورماند جائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورها فى الفيلم، بالإضافة إلى الممثلة أليسون جانى التي فازت بجائزتها الأولى عن فئة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها فى فيلم «I Tonya».
وذهبت جائزة السيناريو الأصلي إلى جوردان بييل عن فيلم «Get Out»، بينما فاز جيمس أيفورى بجائزة أفضل سيناريو مقتبس عن فيلم «Call Me by Your Name» المأخوذ عن رواية بنفس الاسم.
وحصد جائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي «Icarus» إخراج برايان فوجيل، ويسلط الفيلم الضوء على حقيقة المنشطات المستخدمة في الرياضات، والتي تمنحه فرصة لقاء العالِم الروسي الذى قام بتحويل قصته الشخصية إلى فيلم مثير عن أكبر الفضائح فى تاريخ الرياضة.
وخرجت السينما العربية من حفل توزيع الجوائز خالية الوفاض، حيث أزاح الفيلم التشيلي «A Fantastic Woman» للمخرج «سيباستيان ليليو» الفيلم اللبنانى «قضية رقم 23» للمخرج زياد دويري، بالإضافة إلى الفيلم الوثائقي «آخر الرجال فى حلب» للمخرج السوري فراس فياض، الذي خرج من المنافسة، ولكن حرص فريق عمل الفيلم، خلال حضورهم حفل توزيع الجوائز، على لفت الأنظار إلى ما يحدث فى مدينة «الغوطة» السورية عبر ملصقات عليها هاشتاج بعنوان «أنقذوا الغوطة».
لم يقتصر الخروج دون جوائز على الأفلام العربية، فهناك عدد من الأفلام التى لم تحقق جوائز بالرغم من ترشحها لأكثر من جائزة، من بينها فيلم «Lady Bird» الذي ترشح لـ5 جوائز كان من بينها أفضل فيلم، أفضل ممثلة، وأفضل ممثلة مساعدة، بالإضافة إلى فيلم «Mudbound» الذى لم يفز بأي من الترشيحات الأربعة التي حصدها، بجانب «The Post»، وكان من المتوقع حصول الكاتب والمخرج مارتن ماكدوناه على جائزة أفضل فيلم أو أفضل سيناريو عن «Three Billboards outside Ebbing، Missouri»، الأولى انتزعها جييرمو ديل تورو، والثانية جوردان بييل عن فيلم «Get Out».
وكالعادة لم يخلُ حفل توزيع جوائز الأوسكار من المواقف الطريفة أو الغريبة، كانت بطلتها الفنانة الأمريكية جينيفر لورانس، التي قدمت جائزة أفضل ممثل بدلاً من كيسى أفليك الذى استُبعد من تقديم الجائزة بعد الاتهامات الموجهة إليه بالتحرش، حيث لفتت الأنظار إليها من خلال الانتقال بين المقاعد بطريقة غريبة وكوميدية، وبرغم الانتقادات التي طاردتها بعد إعلانها عن إدمانها للخمور ظهرت وهي تحمل كأس نبيذ طوال وقت الحفل.
وخلال الحفل تم إلقاء الضوء على التحرش والتمييز الذى أصبح محط الاهتمام في الفترة الأخيرة، بعد الاتهامات التي وُجهت للمنتج هارفى وينشتاين، وجاء ذلك واضحاً فى كلمات بعض الفنانات اللاتي تعرضن لتلك التجارب، من بينهم أشلى جود وميرا سورفينو، أو من خلال كلمة جيمي كيميل مقدم الحفل، الذي قال ساخراً: «تمثال الأوسكار أصبح أكثر الرجال المحترمين في هوليوود وذلك لأنه لا يتحرش بأحد».
لم يحسن الحفل الحديث تماما عن قضية التحرش الجنسى، بالرغب من محاولاته للتغلب على الأمر عن طريق السماح لثلاثة نجمات من بين 60 نجمة، تعرضن للتحرش، للصعود على المسرح والتحدث عن القضية، إلا أن كلمتهن كانت مقتضبة ولم تعبر عن حجم هذه القضية.
هذا وقد وصف الكثير مقدمي الحفل بالمملين فلم يكن حديثهم منمق ومشوق، لم يمنح الحفل الوقت الكافي للفائزين بالجوائز للتحدث.