تستطيع الأم الفاضلة أن تؤدي مهمة مائة أستاذ من أساتذة المدارس …. هذا ما قاله الشاعر الإنجليزي – جورج هربرت – ….فهناك أمهات تركن الكثير من أجل أبنائهن لأنهن وضعن في ظروف مختلفة وبها معاناة مضاعفه …! فإذا كانت الأمومة في معناها العام هي عطاء و تضحية من أجل الأبناء فإن أمهات الأشخاص ذوي الإعاقة هن أكثر عطاء و احتمال، ونحن نحتفل بعيد الأم نقترب أكثر من الصعوبات التي يقمن بتحديها ،والمطالب والأمنيات لهن في ظل مجتمع لايزال يحبو في طريقه لإدماجه الأشخاص ذوي الإعاقة به في مختلف المجالات .
سهام – أم لطفل لديه ” داون سندروم ” تقول : عند ميلاد ابني وعلمي بحالته الطبية كما شرحها لي الأطباء بالتأكيد شعرت بنوع من الإحباط والصدمة لفترة و كان لدي الكثير من التساؤلات وإلا أعلم كيف أتعامل مع الأمر بشكل إيجابي بعيدا عن مشاعر الإحباط، و ظللت أبحث عن أى طبيب يقول لي رأيي مختلف لكن لم يحدث هذا … و بعد العام الأول لطفلى بدأت أتعامل بشكل أفضل مع الأمر وأحاول أتعامل مع ظروف ابنى بشكل طبيعى فذهبت لإحدى المراكز التدريبية المتخصصة فى هذا المجال , و أصبحت خطوة بخطوة مع ابنى حتى يتعلم الأشياء البسيطة و يقدر يعتمد على نفسه في الأكل والشرب وارتداء ملابسه, و هو الآن فى السنه الرابعة في إحدى المدارس لذوى الاحتياجات الخاصة … و لكن لم يكن هذا بالأمر السهل ففي السنوات الأولى لطفلي كان كل من يشاهده يبدو عليه الاندهاش والاستغراب احيانا ، حتى انه للاسف البعض كانوا يقولون لى كلمة سلبية للغاية الا وهي “هو مش طبيعي” و وهذا الكلام كان بيأثر فى و يؤلمنى جدآ , ولكنى بدأت فى تخطى كل هذه العقبات واقوم أنا بدور توعوي لكل من يوجه الى كلمات سلبية فاوضح لهم ان طفلى يستطيع ان يتعلم ويلعب و يعبر عن نفسه مثل اقرانه وأن كان فقط بشكل يختلف قليلا و لقد تحسن الأمر بعد أن التحق ابنى بمدرسة عادية داخل منظومة الدمج … فهو مشوار كبير من المجهود مع ابني كأي أم مع طفلها ولكن بوقت ومجهود مضاعف أحيانا، ولكن كل ده يزول لما بأشوف ابني في حال أفضل و يتطور ويتعلم يوما بعد يوم.
ولأن “الإعاقة” كثيرا ما تكون حافزا كبيرا ودافعا قويا لمجابهة أمهات هؤلاء الأبناء للتحديات وإستكشاف آفاق جديدة رائعة، وتحقيق نجاحات قد يعجز الاخرين عن تحقيقها أو الوصول إليها. يوجد عديد من النماذج الناجحة سواء للأشخاص المعاقين أنفسهم أو أسرهم، تخطت مرحلة الصدمة عند انجاب طفلمن ذوى الاعاقة الى النجاح وتقديم تجربة ونموذج ناجح .
نادية – إحدى الأمهات لشاب من ذوي الإعاقة الحركية – و التي اجتازت هذه التجربة، وبدلا من الاستسلام لإعاقة الابن أنشئت مركز صغير للأطفال من ذوى الاعاقة لتساهم فى دعم أسر أخرى لديها ابناء من ذوى الاعاقة . فبالرغم من انها فى البداية كانت تعانى، ، وذهبت الى عدد كبير من الأطباء من أجل العلاج دون جدوى، وفى النهاية شعرت ان اعاقة ابنها تعد أمرا واقعا وعلي ان اتقبل الحقيقة ، ومن ثم بحثت عن إيجاد حل إيجابى فعال من وجهة نظري.
حول أكثر المشكلات التي واجهتها كأم مع طفلها من ذوي الإعاقة قالت: أكثر المشكلات التي كانت تؤرقني في سنوات طفلي الأولى هي نظرة الشفقة المؤلمة التي كان يتعامل بها الناس مع ابني، فللأسف الشديد مجتمعنا حتى الأن لا يزال هو العائق الأساسي أمام أي شخص من ذوي الإعاقة وليست إعاقته نفسها، ولكني أرى بارقة أمل في الفترة الأخيرة خاصة بعد تمثيل الأشخاص ذوي الإعاقة البرلمان ومناقشة وإقرار قانون خاص بهم ..إلخ . الوضع في المجتمع اختلف قليلا بشكل إيجابي.