بين الحين والآخر يئن مفهوم الوحدة على قلوب الكنائس لتكون راعية واحدة لراعي واحد، فجاء الاتحاد العالمي المسيحي للطلبة بمثابة النبض الذي يخفق بين الكنائس ليجمع الشباب من كل الطوائف، لتحقيق هذا الغرض بقلب واعي ودراسة موضوعية تحاول للوصول إلى التحاد من خلال العمل المسكوني.
وفي حور خاص مع “وطني نت” مع السكرتير الإقليمي المشارك للاتحاد العالمي المسيحي للطلبة في منطقة الشرق الوسط،أيمن كرم، والمسؤل على تنسيق التعامل على مستوى الشرق الأوسط وتنظيم المؤتمرات واللقاءات، تحدث من خلاله عن فكرة الإتحاد ودوره في العمل المسكوني، وإلى نص الحوار.
– ما هو الاتحاد العالمي المسيحي للطلبة؟
الاتحاد العالمي المسيحي للطلبة هو أقدم هيئة مسكونية شبابية في العالم، تأسس في عام 1895م، في الوقت الذي لم يكن أي هيئة تعمل في المجال المسكوني، كما ان الاتحاد كان له الدور الرئيسي في تأسيس مجلس الكنائس العالمي، بالإضافة إلى أن مكتب الاتحاد في الشرق الأوسط كان له الدور في تأسيس مجلس كنائس الشرق الأوسط، وكان أول أمين عام له هو السكرتير الإقليمي للاتحاد العالمي للطلبة، ومن هنا كانت فكرة الإتحاد مبنية على جمع الشباب حول فهم الله من خلال معرفة حقيقية من خلال الصلاة والإجتماعات والأنشطة الروحية ليكون الدور الأساسي للإنسان المسيحي نور للعالم وملح للأرض، والفرق بين الاتحاد العالمي عن غيره من الهيئات السكونية الآخرى هو أن الاتحاد تكوينه من حركات شبابية جامعية وليس من كنائس بعينها، بجانب انه يضم عدد كبير من البلدان المشاركة في الاتحاد تصل نحو 90 دولة على مستوى العالم.
– ما هو دور الاتحاد العالمي المسيحى للطلبة؟
الاتحاد العالمي المسيحي للطلبة له عدة أدوار يقسم على ثلاث مستويات، العالمي، والإقليمي والبلد، فعلى المستوي العالمي توجد عدة أنشطة مثل أنشطة حقوق الانسان ومنه تدعو المستوى الإقليمي للمشاركة من خلاله وبناء على ذلك تتحد البلد.
– ما هي أنشطة الاتحاد في منطقة الشرق الأوسط؟
ينظم الاتحاد نشاط إعداد القادة “أيانابا” نسبة إلي قرية توجد في قبرص؛ نتيجة لصعوبة حركة التنقلات بين الدول العربية لأسباب سياسية، فكانت قبرص هى الأنسب في جمع الشباب من مختلف البلدان، وأقيم عدة مؤتمرات وصل عددها حتى الآن 31 مؤتمر على مدار أربعين عامًا. كما يهتم بقضايا المرأة من خلال اللقاءات الدورية لمناقشة أهم القضايا التى تخص المرأة في مختلف المجالات. ويهتم الاتحاد أيضًا بقضية التعايش الإسلامي المسيحي من خلال عقد لقاءات بين الشباب المسيحي والمسلم تستمر لمدة أسبوع يتعايش كل منهما مع الآخر وخلال هذه المدة تناقش مواضيع مختلفة تفتح آفاق التعارف على كافة الأفكار التي تخص المجتمع، بالإشتراك مع عدد من القادة بمختلف مذاهبهم وعقائدهم. وينظم الاتحاد نشاط دوري صيفي يشارك من خلاله كل الطلاب الجامعين للتعرف على المفهوم المسكوني والتعايش مع افراد المجتمع. كما ينظم نشاط على مستوى البلد من خلال تنظيم تدريب إعداد القادة ويطبق على كل بلد على حدا. ويعمل الإتحاد على تنظيم إجتماعت الصلاة من أجل الوحدة في يوم تتحد من خلاله كل الكنائس وأيضًا المشاركة في الصلاة خلال أوقات الأزمات التى تطرأ على البلاد، بجانب زيارة المرضى ، وأقامة الإحتفالات في مختلف المناسبات .
– كيف ترى من وجه نظرك دور البابا تواضروس الثاني في العمل المسكوني؟
. الشخص المسكوني هو الذي يجعل قلبه وعقله مفتوح للجميع، كذلك البابا تواضروس هو شخص قلبه مفتوح للجميع ويحب الجميع بدون شروط ولا يتعارض في قبولهم أيًا ما كان توجههم، ويكون متعمق في عقيدته الاساسية.
– ما هو تعريف الشخص المسكوني؟
أتذكر مقوله رسخها الأنبا موسى أسقف الشباب في عقولنا وقلوبنا والتى نعمل بها حتى الآن وهي “أن الشخص المسكوني هو المتجزر في كنيسته، ومنفتح على الآخر”.
– هل ترى حوار فعال بين الكنائس يمتد نحو الوحدة بينهم؟
للأسف لا يوجد حوار فعال بين الكنائس بينما يوجد نشاط من خلال الاتحاد يجمع بين كل الكنائس من خلال الشباب.
– كيف ترى دور مجلس كنائس مصر في تحقيق الوحدة بين الكنائس؟
في الحقيقة يثمثل دور مجلس كنائس مصر على المستوى البروتوكولى من خلال اللقاءات؛ ولكن آمل أن يمتد دوره في العمل المسكوني الجاد وعلى آي حال يمكن تفعيل هذا بمرور الوقت في المسقبل وخاصًا ان المجلس لم يتحاوز الأربع اعوام على تأسيسه.
– لماذا نجد أن مفهوم الوحدة يشغل قلب شعوب الكنائس بينما على مستوى القيادات لم يتم تفعيل أى خطوات جادة لتحقيقها؟
يوجد مستويان من انواع القرارات، المستوى الأول من خلال الشباب وهذا الذي يقوم عليه دور الأتحاد، والثاني على مستوى اللاهوتيين، الاول يتم على مستوى الأنشطة والثاني من خلال المناقشات التي تؤدى للوصول إلى أرض مشتركة مع مرور الوقت، مع إتجاه المجال للشباب أن يتحدوا مع بعض في مجال الصلاة ودراسة الإنجيل دون التطرأ إلى العقيدة.
– ألا ترى أن ذلك قد يشتت الشباب أو يجعلهم ينفصلوا عن كنيستهم ويزيع مفهوم الجذب كما يحزر البعض من الآخر؟
دعيني أسالك عن ما الذي يجعل الأبن يترك بيت أبيه ويذهب إلى الآخر إلا لم يجد اليسير من الأهتمام به أكثر من الخارج أو لم يجد ما يقدمه الآخر يشبع منه نفسه وروحه، ومن هنا أهمية أن نربي شبابنا بكنائسنا علي جمال وروعة وسلامة عقيدتنا وحلاوة طقوسنا ولذلك نجد أن الشباب في الإجتماعات المسكونية تكون متأصلة جدًا في عقيدتها الأم ولديها قبول للآخر، وهذا ما يشطرت على الأنضمام في الاتحاد العالمي المسكوني.
– وجه رسالة إلى لكل خادم يقف على المنبر ليكون له دور في تحقيق الوحدة.
. ازرعوا مفهوم قبول الآخر والتعامل معه بمحبة غير مشروطة؛ لأنه أن فتح الحوار بين الجميع سيتيح الفرصة للتفاهم ومعرفة الحق من كل جوانبه دون التقوقع حول الذات والأستحواز على الحق في مفهومي الخاص على ان المختلف معى هو الخطأ، لان المجهول مكروه، وأيضًا هناك دور على الكنيسة الكبيرة أن تسمح بعقد اجتماعات لكل الكنائس دون التطرأ إلى العقيدة.
– ما هي شروط الألتحاق في الأتحاد العالمي المسيحي للطلبة؟
. أن يكون الشاب منتمي لحركة شبابية، ويكون متأصل في كنيسته وله خدمه او نشاط فيها.
– ما رأيك في الدور الذي يقوم به مجلس كنائس مصر؟
. بالطبع متفائل جدًا بالفكرة لوجود هذا الكيان الذي يضم كل الكنائس في مصر، ولدي امل أن يكون دوره واضح علي الكنائس وعلى مستوى مستوى.
– ما هي ثمار مجلس الاتحاد العالمي المسكوني؟
من أهم الثمار التي جائت نتيجة الاتحاد هو مجلس الكنائس العالمي، ومجلس كنائس الشرق الأوسط، ومؤخرًا تم إنشاء معهد مسكوني لتأهيل الشباب على العمل المسكوني بصورة سليمة.