صناعة الدواء المحلية تفى بـ92٪ من احتياجات السوق
بمساندة الله كنت أول من حصل على ترخيص مصنع أدوية قطاع خاص
قناة ctv بها برامج عن الوحدة الوطنية مع مراعاة الخطوط الحمراء
أحلم أن يصل الدواء لكل إنسان يحتاج إليه
فى رحلة حافلة بالنجاحات استطاع ترسيخ أقدامه فى نشاط تصنيع الأدوية وأيضاً فى مجال الفضائيات المرئية العملاقة، فهو واحد من أهم خبراء مصر فى الصناعات الدوائية إلى جانب شجاعته فى اقتحام المجال الإعلامى حيث استطاع إنشاء محطته الفضائية فى عصر ازدحمت فيه الأفكار والتيارات الدخيلة، ليرسخ المفاهيم الدينية والأخلاقية بسلاسة وعمق وبدون تعصب…
قال د. ثروت باسيلى عن عصر قداسة البابا شنودة الثالث:
(نحن نعيش عصراً ذهبياً ربما لم تر مثله الكنيسة منذ مائتى سنة وفيه نمت من جميع جوانبها)…
فى محاولة لتحليل أسرار النجاح… قامت »وطنى« بلقاء د. ثروت باسيلى وهو واحد من أهم رجال الصناعات الدوائية فى مصر… ويرجع إليه الفضل فى تأسيس الصناعات الدوائية الخاصة فى مصر… حيث كان أول من نادى بكسر حلقات تصنيع واستيراد وتجارة الأدوية…
اختيارك لدراسة الصيدلة… هل مردوده حب العلم والبحث العلمى… أم عن هواية ما؟
كنت معجباً بمهنة الصيدلة، وربما أسهم فى ذلك نجاحى بتفوق فى الثانوية العامة حيث حصلت على أكبر الدرجات فى مادة الكيمياء وبالتالى أردت أن أستثمر هذا النجاح فى عمل أحبه.
كيف دخلت مجال صناعة الدواء؟
تطورات عملى بمهنة الصيدلة وضعتنى فى هذا الطريق الذى لم أفكر فيه مسبقاً ولم أخطط له، وأستطيع القول بأنها بالفعل كانت إرادة ربنا.
الريادة وكسر الاحتكار
د. ثروت باسيلى… كنت أول من نادى بكسر احتكار استيراد الدواء، كيف نجحت فى تحقيق هذا؟!
قمت بتقديم اقتراح للغرفة التجارية طالبت فيه بإدراج الأدوية ضمن السلع التى يسمح باستيرادها بدون تحويل عملة وبناء على هذا الاقتراح تم السماح بإدراجها بالفعل، وكان ذلك فى أوائل تطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادى عام 1976، وبهذا تم كسر الاحتكار فى نشاط استيراد الأدوية.
ما مدى مساهمتك فى كسر الاحتكار لتصنيع الدواء؟
بمساندة الله لى كنت أول من حصل على ترخيص إقامة مصنع قطاع خاص للأدوية بمصر فى 29 ديسمبر 1978، رغم الصعوبات البالغة فى ذلك الوقت، وبعدها تم فتح الباب للعديد من مصانع الأدوية الأخرى (قطاع خاص)، وبهذا تم كسر الاحتكار أيضاً للنشاط الخاص بتصنيع الأدوية…
أخذت دور الريادة أيضاً فى مجال مخازن الأدوية، فكيف ساهمت فى ذلك؟
بعد سلسلة طويلة من الجهود القانونية الكبيرة، كنت أول من استطاع الحصول على ترخيص مخزن أدوية… وبعد ما يقرب من ثلاثين عاماً من تأميم مخازن الأدوية، وبهذا تم كسر الاحتكار فى نشاط تجارة الجملة للأدوية.
ما هى الصعوبات التى واجهتك فى بداية تأسيسك لصرح آمون؟ وكيف تغلبت عليها؟
لا أستطيع القول بأنها صعوبات لكن إجراءات كثيرة جداً، أولها أن مهنة صناعة الأدوية لم يكن مسموحاً أساساً للقطاع الخاص بالعمل بها… واستغرقت سنوات عديدة فى محاولة إقناع الجهات الرسمية فى الدولة بأن صناعة الأدوية أصلاً صناعة قطاع خاص فى جميع دول العالم المتقدمة، وعلى الأخص فى أمريكا والاتحاد الأوربى وغيرها وفى نفس الوقت فإن احتكار الدولة لصناعة الأدوية ليس موجوداً على مستوى العالم إلا فى بعض الدول الشيوعية والتى لا يسمع لها أى صوت فى مجال الإنتاج الدوائى… وبناء على المطالبات المتعددة والمحاولات المستمرة والطرق على الأبواب تمت الموافقة عام 1981 على أول شركة قطاع خاص للأدوية فى مصر وبعد ذلك توالت موافقات كثيرة، ولنا أن نتخيل أن إنتاج القطاع الخاص الدوائى فى مصر يزيد كثيراً عن 70٪ من استهلاك الأدوية فى مصر وأنه لولا دخول القطاع الخاص فى وقت مبكر وتحت ضوابط قاسية لما أمكن الوفاء باحتياجات المجتمع من الأدوية فى الأعوام الحالية والتى تجاوزت ٤١ مليار جنيه.
اعتزازك الشديد بوطنك ومصريتك يظهر فى اختيارك لاسم »آمون«… فمن أين استقيت هذا الاسم التراثى الساحر؟!
فى الواقع عندما بدأنا كنا نفكر فى كيف نعبر عن هويتنا المصرية عالمياً، ورأينا أن توت عنخ آمون يكاد يكون معروفاً على مستوى العالم تقريباً كما هو أيضاً معروف فى مصر، وقد اكتفينا بلفظ »آمون« على أساس أنه مختصر لكنه يؤدى نفس الوظيفة.
بوتقة نار الأسعار
فى بوتقة غلاء الأسعار… هل بالإمكان تصنيع أدوية أقل تكلفة لتصبح فى متناول كل مريض يحتاج إليها… خاصة أدوية الأمراض المزمنة؟
فى الوقت الذى يشكو فيه جميع الناس فى كل الدول من أسعار الأدوية حتى فى الدول الغنية والتى يتجاوز دخل الفرد فيها سنوياً أضعاف ما يحصل عليه المواطن المصرى، لكنهم جميعاً يشتركون فى الشكوى من الارتفاع الباهظ لأسعار الأدوية… ولبيان ذلك فإننى أقول أن أحد الأدوية الحديثة لمرض السكر والمادة الفعالة فيه اسمها »بايوجلوتازون« هذا الدواء ثمنه فى الدولة التى قامت باختراعه (أمريكا) 6.5 دولار للقرص الواحد، وهو ثمن يشكو منه أغلب من يستعمل هذا الدواء، وعندما تم تصنيعه فى مصر قامت لجنة التسعير بوزارة الصحة المصرية بتسعير الشريط الذى يحوى عشرة أقراص بمبلغ 30 جنيهاً مصرياً الأمر الذى جعل مرضى السكر يشعرون بغلو الدواء عندما يدفعون 30*3=90 تسعون جنيهاً شهرياً لصنف واحد من الأدوية التى يستعملونها!! وقد يكون هناك بعض الحق لشكواهم، لكن ماذا يمكن أن تفعل صناعة الدواء المصرية عندما تقدم نفس المركب بنفس الجرعة أرخص من سعره الدولارى فى بلد منشأه- أى بنصف دولار تقريباً- مقارنة بـ6.5 دولار، ولذلك فإننا نقول بأن صناعة الدواء المصرية قدمت خدمات جليلة للشعب المصرى فى كل وقت بحيث وصلت إلى 92٪ من استهلاك الدواء فى مصر عن طريق الصناعة المحلية، وهو رقم نسجله بكل فخر للصناعة المصرية التى وصلت إلى هذا المستوى.
هل توجد معايير تحكم الأسعار الدوائية وتمنع شركات الأدوية من تخفيض أو زيادة أسعارها؟
بالنسبة لتخفيض الأسعار فإن أى شركة تستطيع أن تخفض أسعارها فى أى وقت تشاء وبأى نسبة، أما زيادة الأسعار فلا يتم رفع أسعار أى دواء إلا بنسبة بسيطة جداً وبعد عدد كبير من السنوات وبموجب مستندات موثقة كثيرة وبعد دراسة أسعار جميع البدائل فى مختلف دول العالم، لذلك فإن عملية رفع أسعار أى دواء عملية شاقة جداً وغالباً لا توافق عليها وزارة الصحة ربما إلى الدرجة التى قد تصل إلى إيقاف تصنيع الدواء إذا تجاوزت تكلفه إنتاجه سعر بيعه ولم تستطع الشركة المنتجة إقناع وزارة الصحة بأن تزحزح السعر.
هل ترى أن العمل فى مجال صناعة الدواء يحتاج إلى إبداع؟!
تتميز صناعة الدواء بأنها إحدى الصناعات النشطة جداً فى مجال الأبحاث حيث أن العملية تحتاج إلى سنوات عديدة من الأبحاث لاكتشاف جزئى واحد جديد فقط ويتكلف ما يترواح ما بين 600 إلى 800 مليون دولار أمريكى، كما يحتاج إلى تكوين عال جداً من البنية الأساسية حتى نصل إلى اكتشاف جزئ واحد فقط.
لا أقبل الفشل
هل كان تأسيس محطة فضائية حلماً تبلورت الفكرة لتتجسد فى ctv؟
>> بالنسبة لـ ctv فقد كانت أبعد ما يمكن عن تفكيرى أو تصورى، لكن استمر أحد الآباء الأساقفة الأحباء مع مجموعة من الأصدقاء فى دفعى بشدة نحو إنشاء قناة تليفزيونية تجمع اهتمامات وآراء الأقباط وتبلور شخصياتهم وطموحاتهم أمام العالم، وكان إصرارى على الرفض فى ذلك الوقت لأن الإعلام ليس تخصصى ولا أريد أن أفشل فى أى موضوع أقوم به ربما لأننى لا أقبل الفشل بسهولة ولا أستطيع تحمله، لكن أسفرت المباحثات مع خبراءالإعلام عن إمكانية تأسيسها طالما تتوافر الإرادة والخبرة والتكاليف، وهكذا بدأت ctv وأشكر الله من كل قلبى أنها استقبلت استقبالاً حسناً، ومازالت تحاول تطوير نفسها كل يوم، ونأمل ان نصل إلى ما يرضى جمهورنا لأن هذا هو أثمن ما يمكن أن نحصل عليه.
لماذا وقع الاختيار على اسم «ctv»؟
نشأت كلمة ctv عندما حاولنا أن يختار لنا قداسة البابا شنودة اسماً للقناة من بين الأسماء المرشحة واستقر الرأى على أكثرها تعبيراً »coptic tv« وهو الاسم الذى اختاره قداسة البابا.
الخطوط الحمراء
ما هى سياسة محطة ctv؟ هل رعوية أم تربوية؟! وما معايير البث والسياسة البرامجية؟!
>>هى مزيج من كل هذا… رعوية تربوية بناءة. أما معايير البث والسياسة البرامجية فهى تقديم الإيمان المسيحى وعقيدة الكنيسة القبطية مع اعتبار أنها لا تناقش أمور الأديان بين المسيحية وغيرها من الأديان فهذا خط أحمربالنسبة لها، وأيضاً فإنها لا تناقش الفروق العقائدية بين مذهب مسيحى وآخر لأن هذا أيضاً خط أحمر.
ما أولويات البث البرامجى؟ وهل سيغطى العالم كله؟!
ليست أولويات ولكن إلى أين وصل البث الآن!!… البث يغطى مصر والأمريكتين وأوربا وأستراليا، ولذلك فإننا نعتبر أن »ctv« وصلت إلى أغلب الأقباط فى مختلف أنحاء العالم، وهناك أكثر من 60 برنامجاً كل منها يعالج حاجة معينة تغطى اهتمامات ناس معينة.
وكيف يمكن التصدى للتيارات الفكرية المناهضة والتى تسئ إلى المسيحية أو إلى الأديان الأخرى؟
يتم فقط إيضاح المفهوم القبطى لكل من يريد أن يستوضحه، لكننى لا أسمح ولا أفتح مناقشة الأديان والعقائد مطلقاً لأنها خطوط حمراء.
تدعيم النسيج الوطنى
تدعيم النسيج الوطنى ونشر ثقافة المحبة والسلام هدف جميل… هل سيتم تخصيص برامج من أجل هذا الهدف؟!
حالياً توجد برامج لهذا… لكن إذا اعتبرنا أن هناك توجهاً عاماً للقناة فهو… الوحدة الوطنية… مع مراعاة الخطوط الحمراء.
ما الإمكانيات التكنولوجية الحديثة والمتاحه من حيث التجهيزات والمعدات والإستوديوهات اللازمة لإنتاج البرامج المختلفة؟!
بعد أن انتقلت »ctv« إلى معناها الجديد أصبح لديها إمكانيات كبيرة فهى مكونة من سبعة أدوار بمساحة 600 متر مربع لكل دور مع توافر عدد 2 إستوديو، ربما لا يتوافر مثلهما فى الحجم والتجهيز فى مصر سوى ثلاثة إستوديوهات أخرى… ويعطى هذا المبنى الكبير بالتجهيزات المتقدمة الموجودة فيه طموحاً أكبر للعاملين يساعدهم على الإبداع وتطويرالبرامج التى يقومون بها.
الرؤية المستقبلية:
استحداث أساليب فى التعامل مع المشاهدين… هل سيشمل البث المباشر على الهواء؟!
سنعمل على استخدام برامج البث المباشر قريباً، والموقع الإلكترونى للقناة موجود حالياً.
هل هناك رصد إحصائى لأعداد مشاهدى »ctv« ولنوعيات البرامج التى يرغبون فى أن تقدم لهم؟
توجد لدينا فكرة واتجاه لعمل ذلك مستقبلاً إن شاء الله.
فى تصورك… الإحباطات التى تلازم الشباب… كيف يمكن التغلب عليها؟
الإحباط ظاهرة نفسية غير صحيحة فمفروض أن يكون لدى الإنسان أمل دائم فى تغيير واقع الحال وتطويره إلى ما هو أحسن كثيراً… وإذا استطاعت »ctv« أن تعبر عن هذا التطور تكون قد نجحت وإلا فلا يكون نجاح.
كيف ترى أهم أحلامك على الساحتين الدوائية والإعلامية؟!
أحلامى هى استمرار التطوير فى كل من المجالين. فبالنسبة للمجال الدوائى أحلم بأن يصل الدواء لكل إنسان ليعالج به كل مريض يحتاج إليه، أما بالنسبة للمجال الإعلامى فأحلم بأن تصل رسالة »ctv« إلى كل مشاهديها وأن تشبع طموحاتهم وتغير بعض مفاهيمهم… وهذا عمل إنسانى من الدرجة الأولى.
هذه بعض الملامح من شخصية إنسان مصرى وطنى حتى النخاع أخذ على عاتقه أن يحمل هموم أبناء وطنه. ويساهم فى توصيل رسالة الشفاء العلاجى أو الروحى… فمن هو د. ثروت باسيلى؟!
لا يستطيع أى إنسان أن يصف نفسه… لكن ربما يصفه الآخرون، أما إن كان القصد هو شعورى الخاص… فأنا أشعر أن أكثر ما يسعدنى هو القرب إلى الله وبالتالى فإن أكثر ما يتعسنى أن أشعر بالبعد عنه، أما أمور العالم وكيف تسير… فهى تختلف من يوم إلى يوم لكنها جميعاً تخضع للآية التى تقول: »ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخيرللذين يحبون الله«.
د. ثروت باسيلى فى سطور:
رئيس مجلس إدارة والعضو المنتدب بشركة آمون القابضة للاستثمارات المالية.
عضو اللجنة العامة ووكيل لجنة الصحة بمجلس الشورى.
عضو هيئة المكتب السياسى ولجنة السياسات بالحزب الوطنى الديموقراطى.
وكيل المجلس الملى العام للأقباط الأرثوذكس.
رئيس شعبة الأدوية بالحزب الوطنى الديموقراطى.
عضو الغرف التجارية الأمريكية والألمانية بالقاهرة وغيرهما.
حاصل على الميدالية الذهبية للجمعية الصيدليه المصرية للتميز المهنى، بخلاف العديد من الدروع والميداليات الأخرى من جهات متعددة…