أكدت زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الى مصر، والتي تمثل نقلة كبيرة في العلاقات المصرية الروسية، على عمق وأهمية العلاقات التي تربط البلدين وتعتبر من أهم الزيارات الرسمية.
وتأتى أهمية الزيارة في التعاون الاستراتيجي في مجال الطاقة النووية بين مصر وروسيا وافتتاح مشروع مفاعل الضيعة النووي كما من المتوقع أن تفتح الزيارة الطريق الفترة القادمة أمام عودة السياحة الروسية إلى مصر في ظل استقبال مصر لكافة جنسيات العالم مما يؤكد أن مصر تنعم بالأمن والأمان وان كل بلدان العالم ليس بمنأى عن يد الإرهاب
يقول السفير رخا حسن، مساعد وزير الخارجية سابقا، تعتبر زيارة بوتين إلى مصر زيارة عمل لها موعد محدد سبق الإعداد والتنسيق لها، عندما دعا الرئيس السيسي الرئيس بوتين لزيارة مصر بشان توقيع الاتفاقيات وأهمها مشروع المفاعل النووي فهو من أهم المشروعات الذي يربط البلدين لأكثر من ثلاثين عاما القادمة فإدارة المشروع تقع على عاتق الجانب الروسي لتقنيات خاصة للمشروع تستلزم إشراف الجانب الروسي
و أضاف حسن، سوف يقدم المشروع العديد من المزايا ليس فقط على مستوى توليد الكهرباء إنما يمتد إلى أغراض أخرى تتمثل في نحلية مياه البحر، مضيفا بان هذه العلاقة سوف يكون لها مردود وتأثير كبير على العلاقات المصرية الأمريكية سواء بالسلب او بالإيجاب على المدى القصير والمتوسط، سوف تضح معالمها الفترة القادمة
وتابع حسن، كما جاءت الزيارة أيضا من اجل التشاور بشان العلاقات الثنائية وأيضا التباحث حول القضايا التي تهم الطرفين في الشرق الأوسط وسبق أن قام بوتين قبل زيارته لمصر بزيارة إلى سوريا، والتي قصد بوتين خلالها لقاء بشار الأسد في قاعدة لها حصانة روسية، وليس في العاصمة السورية لأسباب خاصة وهدفت الزيارة إلى الضغط على بشار للتجاوب مع مؤتمر جنيف القادم وأوضح بوتين لبشار خلال لقاؤه انه يسعى إلى تخفيض عدد القوات الروسية الموجودة بسوريا كنوع من الضغط السياسي كما توجه بوتين الى تركيا عقب زيارته لمصر مباشرة للتباحث حول بعض القضايا التى تتعلق بالبلدين
وأضاف رخا هناك العديد من مجالات التعاون بين مصر وروسيا والذي تم التباحث عليها فمن المتوقع أن تقوم روسيا المرحلة القادمة بتصنيع حاملات الطائرات الهليكوبتر لمصر والتي رفضت فرنسا مؤخرا بتصنيعها
ومن جانبه يشير السفير نبيل بدر، مساعد وزير الخارجية سابقا، تأتى زيارة الرئيس بوتين في إطار دعم العلاقات الثنائية والتأكيد على أهمية العلاقات التي تربط البلدين وان تعلن أن لهذه العلاقة طابع خاص كما جاءت الزيارة للتكاتف من اجل مواجهة الإرهاب خاصة بعد حادث الروضة الأخير
وأضاف إن مصر تترقب هذه الزيارة منذ فترة وذلك للتوقيع على إشارة البدء في تنفيذ مشروع المحطة النووية بالضبعة والذي يهدف إلى تزويد مصر بالوقود النووي والذي تم الاتفاق على الانتهاء منه بعد 6 سنوات تقريبا مؤكدا ان مصر سوف تحقق مصالح كبيرة من خلال هذه العلاقة التي نستطيع أن نصفها بالتاريخية
كما تطرقت الزيارة أيضا إلى التباحث حول قضايا المنطقة خاصة الأوضاع بشان القضية الفلسطينية وقرار ترامب الأخير الخاص بالقدس كذلك الأوضاع في دول المنطقة خاصة ليبيا وسوريا والعراق والاتفاق على مواجهة الإرهاب والقضاء على تنظيم داعش ومحاولة استعادة هذه الدول لمنطلقاتها الأصيلة وانتماءاتها العربية
وقال السفير جمال بيومى، رئيس اتحاد المستثمرين العرب، جاءت زيارة الرئيس بوتين من اجل تنسيق المواقف بين البلدين واستعادة العلاقات التي ترجع إلى منتصف السبعينات فهي علاقات طيبة ومهمة فروسيا لها مواقف ايجابية ومؤيدة للسياسية المصرية وكذلك لها موقف معارض للسياسية الأمريكية خاصة في قرار إعلان القدس عاصمة لإسرائيل فأعلنت تأييدها على ضرورة الحفاظ على الوضعية القانونية للقدس وفقا للقرارات الأممية
كما ترجع أهمية العلاقة مع روسيا باعتبارها عضو دائم في مجلس الأمن وهذه من المكاسب التي تصب على مصر خاصة و أن مصر سوف تنتهي عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن يناير القادم أضاف بيومي بان اتفق الجانبان أثناء الزيارة على دعم المسار السياسي في ليبيا لإجراء انتخابات رئاسية والتنسيق تجاه القضايا الإقليمية والتي تمس الأمن القومي وكذلك بحث الأوضاع في سوريا وسرعة إقرار السلام
كما جاءت الزيارة أيضا من اجل حسم ملفات الشرق الأوسط والتعاون الاقتصادي المتمثل في توقيع اتفاق محطة الضبعة النووية إلى جانب الاستثمارات في منطقة قناة السويس .