شهدت كنيسة “سان جوزيف” بالقاهرة، اللقاء السنوي الثالث “للحياة المكرسة”، الذى عقد بقاعة النيل بالمركز الكاثوليكي للسينما بالكنيسة، بعنوان “الثبات والأمانة في الحياة الرهبانية”.
وأقيم اللقاء برعاية الرهبنة “الفرنسيسكانية”، متمثلة في خادميها الإقليميين الأب كمال لبيب، والأب ميلاد شحاتة، مدير المركز الثقافي الفرنسيسكانى للدارسات القبطية واللجنة المنظمة، و بحضور جمع من الرهبان .
وخلال اللقاء ألقي نيافة الأنبا أنطونيوس عزيز، أسقف شرف الجيزة للأقباط الكاثوليك، كلمة عن المحبة التي تجعل المسيحيين يعيشون السماء على الأرض.
وقال في كلمته: السماء لن يكون بها التصنيف لكاثوليك و أرثوذكس و إنجيلين ولا بروتستانت، إنما سيكون أولاد المسيح هم سكان السماء، وإذا كنا نريد أن نعيش السماء على الأرض يجب نعيش من الآن كنيسة المسيح على الأرض نحن أولاد المسيح.
وأضاف الإيمان موجود ولابد أن يكون قويم، لكن لا أنا ولا أنت من نحمى الإيمان، ولكن من يحمى الإيمان هو الروح القدس، وإذا كان الله سمح بحدوث انقسامات على مر العصور لأنه قصد الله ولابد أن له قصد طالما كان بسماح منه، وكان من الممكن أن يمنع، وعندما يكون هناك افتراقات استطيع أن أفهم معنى إيماني أكثر، فهو يؤدى إلى تعميق الإيمان وليس تسطيح الإيمان.
وشدد الأنبا أنطونيوس أن الذي يجمع الطوائف أكثر من الذي يفرقها، قائلا : ظللنا مختلفين علي طبيعة المسيح أكثر من 15 قرن بعد مجمع ” خلقيدونية”، وآخر الأمر ماذا حدث !، عندما جلس البابا شنودة الثالث، مع البابا يوحنا بولس السادس، قدس الله روحيهما، اتضح أن الإيمان واحد وقاموا بعمل إعلان مشترك عن ذلك
إيماننا بالمسيح لا يتغير وكان الاختلاف لفظي فقط
وتساءل أنطونيوس هل هناك أهم من اختلافنا على شخص المسيح؟!، لافتا أنه بالتفكير والتأمل سنجد أن باقي الأمور من السهل إيجاد حلولا لها، ونستطيع أن نجد طرق للتلاقي ونعرف نتكلم عنها.
وتابع عزيز بالقول الكنيستين الأرثوذكسية والكاثوليكية كنائس بها أسرار، أما إخوتنا الإنجيلين فليس لديهم إسرار، وقد دعيت للاحتفال بـ 500 عام على الإصلاح الإنجيلي وجلست معهم وتكلمت أيضا.
وأستطرد أنا من أنا لأحكم إذا كان ما فعلوه صحيح أم خطأ، فإذا كان الله سمح بان مسيرة الإصلاح تسير لمدة 500 عام، فمن أنا حتى أوقفها، ماذا فعلت بنا الانقسامات؟! ماذا فعلت بالكنيسة؟! وما سبب هذه الانقسامات الحقيقية؟! وكم كانت أعداد ضحايا الانقسامات؟! .. فقد حارب المسيحيون بعضهم البعض وقاتلوا بعض البعض.
ولفت الأنبا أنطونيوس أن القتلى المسيحيون بأيدي مسيحيين يفوق عدد المسيحيين الذين استشهدوا في الاضطهادات، فقد كان المسيحيون يأكلون بعض بسبب الانقسامات.
وأضاف عزيز للأسف كل واحد فاكر نفسه أفضل من الآخر، وأن هو فقط هو الصح و الباقي خطأ، حتى في أقل الخدمات، ونجد المسئولين عن مدارس الأحد يريدون أن يكونوا أفضل من المسئولين عن إخوة الرب، والمسئولين عن إخوة الرب يريدون أن يكونوا أفضل من المسئولين عن اجتماعات الشباب، وهكذا..،و المفترض أن نتغلب علي هذه الرغبة لكي ما نكون كلنا صالحين ليس بيننا احد سيء.
وأضاف إذا كان الله سمح بالاختلاف، يمكن أن يكون ذلك سبب يوصلنا إليه بهذا الاختلاف والتعددية، فكلنا في النهاية أولاد للمسيح، فمن العاقل الذي يستطيع أن يقول أن أولاد كنيسته هم من سيدخلون السماء وحدهم والباقي في جهنم.
و تساءل هل أنت حجرت على الروح القدس؟!، ووضعت مفاتيح الملكوت في يديك؟!، أنت من يفتح وأنت من يغلق، “يا أخي سيب حاجة لربنا ”
و أردف كلنا لا أحد منا يعرف من سوف يدخل ومن الذي لن يدخل، أملنا أن كلنا ندخل السماء وأيدنا في أيد بعض لأننا كلنا أتغسلنا بدم المسيح، ونلنا خلاص المسيح.
وضرب مثلا بمدرس ربط بأرجل تلاميذه عدد من البالونات، فأصبح في رجل كل تلميذ بالون، وقال لهم في نهاية اليوم من استطاع أن يحافظ على بالونه سليما، سوف أعطيه جائزة قيمة، وفى نهاية اليوم لم يجد في رجل أي من التلاميذ بالونا سليما، فقال لهم أننا قلت لكم كل واحد يحافظ على بالونه، لا أن يفقأ بالون الآخر، لو حافظتم على بالوناتكم جميعا، لكنت منحتكم جميعا جوائز.
وأضاف “لماذا تفرقعون بلالين بعض؟! لماذا تضحكون عليكم الناس؟! أرجوكم لمو ألسنتكم شوية .. ومش معنى أنى عاوز أعلن إيمانى اجرح في إيمان الآخرين أنا ممكن أعلن إيمانى بكل محبة وبساطة ووضوح نحن لم نجن حتى نعتقد اعتقادا باطل وليس هناك احد فقد عقلة لكي ما يهرطق ..والذي كنا بنقول علية هرطق زمان رجعنا اليوم نقول ايمانه سليم 100% و نؤمن بما تؤمنون به ليس هناك فرق”.
و أضاف الأنبا انطونيوس عزيز لماذا أكلمكم كرهبان بهذه الكلمات لان الرهبان هم الذين حموا الإيمان وأيام الاضطهاد لم يكن هناك كنائس مفتوحة وكان الذي يريد أن يتناول علية الذهاب إلى الدير ليتناول.
و تابع بكلمكم لأن الرهبان عندما يجدوا احد يعلم تعليما ناقصا شيء كانوا يتدخلون فورا، فمثلا في القرن الثالث عندما قال البابا غبريال قوله “وجعله واحد مع لاهوته” في الاعتراف الأخير وقف له رهبان دير أبو مقار الكبير وقالو له إذا قلت هذا ضيف عليها “بغير اختلاط ولا تغير” وكان للرهبان دور كبير فى حفظ الإيمان فقبل أي شيء لابد أن نقتنع بالوحدة ونصلى من اجلها وتبقى مسألة حياة أو موت.
و أضاف العالم سرق وقت المؤمنين، أما الرهبان فلديهم الوقت ولديهم القلالى ليصلوا، و لا يوجد شيء يمكن أن يحل هذه المشكلة غير الصلاة، لأن الكنائس أبعدتها الأهواء البشرية، التي خلقت مشاكل بدون مشاكل، القلوب تريد أن تتلاقى، ما يجمعنا أكثر بكثير مما يفرقنا.
و شدد يجمعنا شخص المسيح، الكتاب المقدس، خلاصنا بالنعمة، و دم الشهداء، و نقطة واحدة من دم أى شهيد على اسم المسيح ممكن تجمعنا، فعندما يقتلوه لا يسألونه أنت أرثوذكسي ولا كاثوليكي ولا إنجيلي، يسألوه فقط هل أنت مسيحي، وتتم مساومته ليترك المسيح، وإذا رفض يقتلونه.
و اختتم كلامه بالقول كنيستنا كنيسة الشهداء والنعمة هي التي توحدنا، و في كلمتي باحتفال الكنيسة الإنجيلية بمرور 500 عام على الإصلاح الإنجيلي، صليت و قلت يا رب هبنا نعمة إنسان جديد بقامة وموهبة مارتن لوثر، أعطنا مارتن لوثر جديد بالكنيسة يفهم احتياج الكنيسة الحقيقي، فالإصلاح الحقيقي الذي تحتاجه الكنيسة الآن هو الوحدة، لكي ما ترجع الكنيسة لبهائها الجديد كعروس للمسيح، وتستحق دمه المبذول من اجلها، و يا رب نري هذا قبلما ننتقل من هذا العالم، فأنا أعيش على هذا الرجاء، ربنا يجعلها كنيسة واحدة.