الكتاب المقدس أعظم وثيقة جمالية
الباب الثاني
الفنون الجمالية المرئية والملموسةالنصوص المقدسة
فنون المملكة النباتية
كشجرة مغروسة عند مجاري المياه(مز1:3)
تمهيد
يقول الكتاب المقدس
الصديق كالنخلة يزهو,كالأرز في لبنان ينمو(مز92:12)
لقد خلق الله النباتات في اليوم الثالثوقال الله:لتنبت الأرض عشبا وبقلا يبذر بذرا وشجرا ذا ثمر يعمل ثمرا كجنسه,بذره فيه علي الأرض.وكان كذلك فأخرجت الأرض عشبا وبقلا يبذر بذرا كجنسه.وشجرا يعمل ثمرا بذره فيه كجنسه,ورأي الله ذلك إنه حسن(تك1:11-12).
والنباتات في الكتاب المقدس ترمز إلي الإنسان أو النفس البشرية,وقد شبه السيد المسيح اليهود بشجرة التين غير المثمرة,ولكنها مورقة,وهذا إشارة إلي الرياء والمظهرية. وقد شبه السيد المسيح نفسه بالكرمة والمؤمنين بالأغصان في الكرمة تأخذ من عصارة الكرمة وتحيا بها وهذا رمز للثبات في المسيحأنا الكرمة الحقيقية وأبي الكرام,كل غصن في لا يأتي بثمر ينزعه,وكل ما يأتي بثمر ينقيه ليأتي بثمر أكثر(يو15:1, 2).
ومن هذه الأشجار:
1-شجرة الحياة:ترمز للخبز الحقيقي النازل من السماء(السيد المسيح).
2-شجرة معرفة الخير والشر:ترمز للحكمة البشرية.
3-شجرة العليقة:ترمز للتجسد الإلهي.
4-شجرة السنط:ترمز للسيدة العذراء كلية الطهر والمملوءة نعمة,حيث أن السنط لا يسوس.
5-شجرة الأرز:ترمز إلي القداسة والقدوة,حيث أنها دائما في ارتفاع وذات رائحة عطرية,وقد صنع منها خيمة الاجتماع,وما يقال عن الأرز يقال أيضا عن السرو.
6-اليقطينة:رمزا للتوبيخ الإلهي بالنسبة إلي يونان.
7-شجرة مغروسة علي مجاري المياه:تشير إلي النجاح,فهي مثمرة يستفيد منها الكل فالطيور تأتي وتتآوي في أغصانها.
وللنباتات دور هام في حياة الإنسان عامة,فقد كانت الغذاء الأساسي للإنسان وأوصي الرب الإله آدم قائلا:من جميع شجر الجنة تأكل أكلا,وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها,لأنك يوم تأكل منها موتا تموت(تك2:16-17).
وبعد الخطية استخدم النبات لكسوة الإنسان من أوراق شجر التينفانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان,فخاطا أوراق تين وصنعا لأنفسهما مآزر(تك3:7).
ومن النبات صنع نوح الفلك(تك6:14) وبعدها صنعت البيوت للسكن(1مل5:18).
لذا سوف نطرح بعض الشواهد الكتابية من سفر إشعياء كمثال تطبيقي علي اعتبار أنه حوي كثيرا من أنواع النباتات المختلفة.
النباتات في سفر إشعياء
(1) العنب أو الكرمGrapes:
نشيد الكرمة
(إش5:1-7) لأنشدن عن حبيبي نشيد محبي لكرمه:كان لحبيبي كرم علي أكمة خصبة,فنقبه ونقي حجارته وغرسه كرم سورق,وبني برجا في وسطه,ونقر فيه أيضا معصرة,فانتظر أن يصنع عنبا فصنع عنبارديئا.والآن ياسكان أورشليم ورجال يهوذا,احكموا بيني وبين كرمي.ماذا يصنع أيضا لكرمي وأنا لم أصنعه له؟لماذا إذ انتظرت أن يصنع عنبا,صنع عنبا رديئا؟فالآن أعرفكم ماذا أصنع بكرمي:أنزع سياجه فيصير للرعي:أهدم جدرانه فيصيرللدوس.وأجعله خرابا لا يقضب ولا ينقب,فيطلع شوك وحسك.وأوصي الغيم أن لا يمطر عليه مطرا. إن كرم رب الجنود هو بيت إسرائيل,وغرس لذته رجال يهوذا فانتظر حقا فإذا سفك دم وعدلا فإذا صراخ.
*الكرم:تشير إلي شعب الله(كنيسة الله) أو الشعب اليهودي.
*أكمة خصبة:أي أن الله رفع شعبه وكنيسته علي مكان مرتفع خصب ومثمر.
*ثقبه:أي سيج حوله.
*نقي حجارته:الحجارة تشير إلي العبادة الوثنية.
*كرم سورق:سورق اسم وادي فيه أفضل أنواع الكروم.
*المعصرة:تستخدم لعصر العنب وعمل خمر الحب الإلهي,فما هذه المعصرة إلا معصرة صليب ربنا يسوع المسيح الذي اجتاز المعصرة وحده.يقول القديس أمبروسيوس:حفر معصرة لأن أسرار آلام المسيح تبدو كالخمر الجديد,وقد ظن الجمع أن التلاميذ سكاري حين نالوا الروح القدس.حفر حوض معصرة لكي يسكب من الثمر الداخلي.
*فانتظر عنبا:أي أن الله ينتظر منا الثمر.
*يطلع الشوك:الشوك هو ما يخرج من الشجر أو النبات دقيقا صلبا محدد الرأس كالإبر,وتستخدم في الكتاب المقدس نحو اثنتين وعشرين كلمة عبرية ويونانية للتعبير عن الشوك,ولا يمكن تحديد نوعه في كل حالة,فما أكثر أنواع الأشجار والنباتات الشوكية.ويقصد به ثمار الانفصال عن الله,فالإنسان البعيد عن الله يفقد سلامه.
*يعلن هذا النشيد قصة الحب الإلهي حيث أحب الله الإنسان ولايزال يحبه ويرعاه ويبقي الله مستمرا في حبه,بينما يقابل الإنسان الحب بالجفاء وتحققت هذه القصة مع أبوينا الأولين آدم وحواء.وتحققت أيضا مع شعب الله في بداية نشأته.
*يطلع عليه في العبرية(الكرم) والكرام هو صاحب الكرم أو من يعتني به,والكرم نبات متسلق يتعلق بواسطة محاليقعلي غيره من الأسوار أو الأشجار أو الأعراش التي تقام لهذا الغرض.واسمه العلميفيتيس فينيفيرا(Vitis Vinifera).
*جاء اسم الكرمة لأول مرة في الكتاب المقدس مرتبطا بنوح بعد خروجه من الفلك في بلاد أراراط(تك9:20).وانتشرت زراعة الكروم منذ القديم في مصر,فتوجد رسوماتها علي جدران المقابر وكذلك مراحل صناعة الخمر,مما يدل علي ما كان للكروم من أهمية.
*كما وجدت زراعة الكروم في أرض كنعان قبل دخول بني إسرائيل إليها,كما يدل علي ذلك ما قدمه ملكي صادق من خبز وخمر لإبراهيمتك14:18.وكذلك ما جاء به الجواسيس من وادي أشكول(أي وادي العنقود) بالقرب من حبرون فقد جاءوا بعنقود واحد من العنبوحملوه بالدقرانة بين اثنين,مع شئ من الرمان والتين(عد13:23).
*وبالإضافة إلي استخدام العنب في صناعة الخمر,كان يكون جزءا هاما من غذاء الشعب.كما كان العنب يجفف جزء من محصوله في الشمس ويحول إلي أقراص زبيب,وكانت أقراص الزبيب عنصرا هاما من عناصر الغذاء لأنها غنية بالسكر(نش2:5).
*من الشواهد الكتابية في السفر:(إش1:8),(إش5:1-7),(إش16:8-9),(إش24:7),(إش27:2),(إش32:12),(إش37:30),(إش65:21).
الخلاصة:
كانت الكرمة تستخدم مجازيا رمزا للنجاح والسلام عند الشعب قديما فكانت تمثل الشعب المختار فكانوا الكرمة التي نقلها الله من مصر(مز80:8-14,إش5:1) وغرسها في أرض مختارة وقد حظوا بكل عناية ورعاية ليثمروا ثمرا جيدا,ولكنهم أثمروا ثمرا رديئا(إش5:1-7) لذلك كان يجب أن يتركوا للخراب وليكونوا نهبا للأعداء.
وثمة خمسة أمثال من أمثال الرب يسوع المسيح ترتبط بالكرم هي مثل التينة التي كانت مغروسة في كرم(لو13:6-9),والفعلة في الكرم(مت20:1-16),والخمر الجديدة في الزقاق العتيقة(مت9:17),ومثل الابنين(مت21:28-32),والكرامين الأشرار(مت21:33-41,مر12:1-11,لو20:9-18).
وفي العشاء الأخير,كان نتاج الكرمة رمزا لدم المسيح الذي كفر عن كل خطايانا.