احتفل، مساء أمس، شعب كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بنزلة أسمنت بالمنيا بعشية عيد الملاك ميخائيل، فلقد بدأ اليوم برفع بخور عشية ثم ترتيل تمجيد للملاك ميخائيل ومارمينا، كما ألقى القمص أشعياء جورجي راعي الكنيسة، كلمه روحية بعنوان ” صليب الترمل والزيجه الثانية” والتي تعد من معوقات الحياة الصالحهة، مؤكدا أنه بينما تسير الحياة الزوجية في سلام ويحوطها الحب والسعادة رغم المضايقات يأتي الموت فجأة ويفقد أحد الزوجين الآخر فلابد على من يفقد شريك حياته ان يحتمل الصليب بشكر، ولكن إن لم يتحمل صليبه فعليه بالزواج، مشيرا إلى أن صليب الترمل هو دعوة للعبادة والزهد والاستعداد للملكوت وتوجيه كل الطاقات العاطفية والنفسية نحو الكنيسة، ثم قدم كورال رئيس جند الرب الملاك ميخائيل باقة من الترانيم الروحية .
ووفقا لعادة الكنيسة والتي تقوم بدعوة الكهنة لالقاء كلمة روحية للشعب فقد دعت الكنيسة القس يوأنس لويز، كاهن كنيسة مارجرجس نزلة رومان وقد ألقي عظة روحية بعنوان “الغضب” مؤكدا أن الغضب يجلب العديد من المشاكل، فهناك نوعين من الغضب أولهم الغضب المقدس مثل غضب الله في الكتاب المقدس بمعني انه غير راض عن أفعال الناس الشريرة، فلذلك الغضب المقدس يكون من أجل الحق خال من الأنانية، ويكون من أجل خلاص النفس البشرية فيقول الكتاب المقدس “لأن غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس واثمها”، ولكن يقول الكتاب المقدس عن الله أنه “طويل الأناه بطيئ الغضب”، وهناك غضب خاطئ وهو العصبية والنرفزة المفرطة فيقول السيد المسيح عن الغضب أن “كل من يغضب على أخيه يكون مستوجب الحكم”، فأخطر شئ يهدم الإنسان روحيا هو الغضب فلقد قال الكتاب المقدس “إن غضب الإنسان لا يصنع بر الله” و” الرجل الغضوب يهيج الخصام”، وتتمثل خطايا الغضب التي تعود على الإنسان الغاضب في عدم المغفرة، فالإنسان الذي يغفر لأخيه لا يغضب عليه أما الإنسان الغضوب لا يغفر، والغضوب يحمل بداخلة قسوة القلب، كما أن الغضوب يتنافي مع الوداعة واللطف، والغضوب يرتبط بإدانة الآخرين، الغضوب يدفع نفسه إلى إهانة الآخرين، كما أن من خطايا الغضب عدم الاحتمال وعدم المحبة، مؤكدا أن الغضوب تملئة الأمراض فلقد قال أحد العلماء أن الإنسان أثناء غضبة يفرز جسمه سموم .
كما أفاد ابونا يوأنس، أن أسباب الغضب تتمثل في الذات والكرامة، فعندما يزداد كبرياء الإنسان يرتفع غضبة، ثانيا محبة الإنفراد بذاته، كما أن حب التسلط من أسباب الغضب، فهناك اناس يريدون فرض سيطرتهم على الاخرين، وكذلك عدم المحبة والاحترام فالإنسان الغضوب انسان غير محب فاذا وجد بقلبة محبة فانه يتحمل الاخرين .
وأكد قدسه، أن علاج الغضب يتمثل في التواضع فالإنسان المتضع لا يغضب أحد ولا يغضب من أحد فيقول أحد الآباء “إن اعتياد التواضع يقطع الغضب من النفس “حيث أن مشاكل العالم بأكملها تتمثل في الأنانية فاذا اتضع الإنسان فلا يوجد بقلبة غضب وسخط على الآخرين، ثانيا على الإنسان أن يلوم نفسه ولا يلوم الآخرين، ثالثا اعتبار من يلومك هو طبيبك فهناك اناس يعتقدون أنهم وصلوا إلى حالة الكمال ولا يتقبلون نقد من أحد، ولكن لا أحد كامل إلا الله فعليك تقبل اللوم، والجواب اللين من علاج الغضب فيقول الكتاب المقدس “الجواب اللين يصرف الغضب والكلام الموجع يهيج السخط”، كما أن الحكمة في التصرف يصرف الغضب، والتفاهم في التعامل يقضي على الغضب، والصلاة إلى الله يجعل الإنسان متواضع وهادئ الطبع فالإنسان المرتبط بالعالم وكلامه فانه يرتبط بمساوئ العالم أما من يرتبط بالله ويضع ثقته فيه فسيصبح إنسان جديدا غير غاضب وفي قلبة محبة تجاه الاخرين
وفي نهاية اليوم قام الآباء الكهنة بتوزيع فطير الملاك على الشعب وبارك راعي الكنيسة الشعب وصرفهم بسلام