عرضت مؤسسة الأهرام الفيلم الدرامي الوثائقي “السلطان والقديس” المأخوذ عن واقعة شهيرة في تاريخ الحروب بين الإفرنجة والعرب، وهي المحاورات بين الملك السلطان الكامل والقديس فرنسيس الأسيزي في معسكر جيش السلطان أثناء الحملة الإفرنجية وحصار مدينة دمياط عام 1219م
الفيلم عرض بموجب اتفاق بين صحيفة “الأهرام ويكلي” ومؤسسة “التآخي بين مصر وبالتيمور” ممثلة في منظمة “سيستر سيتي العالمية” sister city international ويمثلها الخبير السياحي الأمريكي من أصول مصرية “ثروت أبو ريا”.
وقال عزت ابراهيم رئيس تحرير “الأهرام ويكلى”، أن فكرة التعاون في عرض الفيلم بمؤسسة الأهرام تعيد للمؤسسات الصحفية المصرية قدرتها على بناء جسور مع مؤسسات ثقافية في العالم الغربي، وتفتح الطريق لمزيد من التعاون لتقديم أعمال أخرى في إطار برنامج الصالون الثقافي للأهرام ويكلي لتصل إلى كافة البعثات الدبلوماسية الأجنبية بالإضافة إلى جمهورها المصري كل أسبوع، مما يضعها في مكانة منفردة لتحقيق التواصل بين الثقافات.. مضيفاً أن أهمية الفيلم تكمن في تناوله صفحة مهمة ومنسية من التاريخ، ويشير بوضوح إلى صراعات اليوم حيث يعرض العمل الدرامي العديد من التقلبات والمنعطفات في تاريخ العلاقة بين الشرق والغرب.
وفي نفس السياق، أكد “ثروت أبو ريا” رئيس لجنه التآخي بين بالتيمور ومصر، وعضو لجنة المدن الأخوات الدولية في بالتيمور، أن التعاون مع الأهرام يمثل خطوة مهمة على مستوى المساهمة في تثقيف الرأي العام وتوثيق الوحدة داخل المجتمع المصري.
ودور اللجنة في الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين مصر والولايات المتحدة ودعم الدبلوماسية الشعبية التي تتماشى مع روح القرن الواحد والعشرين للوصول إلى المساهمة الأكبر بين أكبر المدن المناخية.
وتقوم مؤسسة “يونيتي برودكتيونس فاونديشن” وهي مؤسسة غير ربحيه في ولاية كاليفورنيا مع مكتب تمثيل في واشنطن من انتاج أعمال لمكافحة التعصب والترويج للسلام من خلال وسائل الإعلام. ويشكل انتاج الأفلام جزءًا من حملة تثقيفية طويلة الأجل تهدف إلى زيادة التفاهم بين معتنقي مختلف الأديان والثقافات.
في نهاية الفيلم تم عقد ندوة أدارها “عزت إبراهيم” رئيس تحرير “الأهرام ويكلي”، وكانت أبرز الأسئلة التي طرحت “كيفية مقاومة الإرهاب وخاصة أن يتم قتل القمص سمعان وسط مرأى الجميع دون أن ينقذه أحد” و”لماذا لا تتبنى الدراما المصرية مثل هذه الأفلام للتعريف بالآخر؟!”
فيما أكد رهبان كنيسة سان جوزيف – الكنيسة التي انطلقت منها احتفاليات ذكرى لقاء السلطان الكامل محمد الأيوبي والقديس فرنسيس الأسيزي يوم 2 أكتوبر عام 2017، أن عرض هذا الفيلم في مؤسسة الأهرام شيء جيد وبخاصة أنه يتزامن مع مرور 800 عام على مقابلة الراهب فرانسيس الأسيزي.
والجدير بالذكر أن القديس “فرنسيس الأسيزي” التقى السلطان الكامل محمد الأيوبي أثناء الحروب الصلبية في مدينة دمياط وبالتحديد، أثناء الحملة الصليبية الخامسة من 800 عام.. وكان القديس “فرنسيس” في هذا الوقت يسعى إلى إنهاء الحروب والحملات الصليبية. وكان هذا أمل السلطان الكامل محمد الأيوبي أيضاً. فعندما دخل عليه راهب ناسك، يكلمه عن السلام ونهاية الحروب والمحبة والتعايش المشترك والتقارب، خاطب ذلك نفسه وأعجب السلطان “الأيوبي” بما سمع.
وكان وقتها السلطان الكامل محمد الأيوبي يتجه بفكره للصوفية في العبادة، وفكر الإسلام المعتدل.. والحوار الذي تم بين القديس “فرنسيس” والسلطان ذُكر في العديد من الكتب والمراجع.