“نريد اعلاما يزيد الوعى وينير العقول ويساند جهود الدولة في التنمية والاستقرار … مطلوب من الإعلام المصرى الذى هو جزء مهم من قوى مصر الناعمة أن يواكب بكفاءة واقتدار مرحلة الانطلاق وأن يسترد دوره ،الارتقاء بأداء اتحاد الاذاعة والتليفزيون الذى هو بيت خبرة عريق بتراثه “..
هكذا نادت الاعلامية الراحلة صفاء حجازى السيدة الأولى التى رأست قطاع الأخبار باتحاد الاذاعة والتليفزيون المصرى، وهى السيدة الاخيرة التى ترأست الاتحاد قبل رحيلها فى مايو الماضي.. كرمتها جامعة الدول العربية مؤخرا في يوم الاعلام العربى بمنحها جائزة التميز ( أعمال الدورة الـ48 لمجلس وزراء الإعلام العرب، المنعقدة بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية،) وأعد عنها التليفزيون الفلسطينى فيلما وثائقيا ..
معارك عدة خاضتها صفاء حجازى منها : إصرارها على حق تليفزيون الدولة الرسمى في بث مباريات الدورى العام لكرة القدم “حصريا”، ويمكن لأى قناة أخرى أن تذيع من خلال ماسبيرو، أيضا الحق في بث خُطَب رئيس الدولة حصرياً،واعتقادها احتكار الحوارات، ثم راحت تتحدث عن الحق في بث المحاكمات، معتبرة أن ما حدث في محاكمة الرئيس مبارك كان اعتداء على حق تليفزيون الدولة.. أيضا طالما كانت تفكر : كيف يمكن السماح لهذه القناة أو تلك من االقنوات الذائعة الصيت أن تحصل -عنوة- على أرشيف التليفزيون هكذا مجاناً ..
فاذا أتينا إلى الفن الدرامى -المسموع والمرئي – والذى يحل ضيفاً على البيت المصري، نجد أن حجازي طالبت أن تقدم شاشات وإذاعات الاتحاد خلال شهر رمضان عام 2016 دراما و إعلانات ترضى الذوق العام وتتفق وتقاليد مجتمعنا المصرى الأصيل بعيداً عن الإسفاف والدعوة إلى العنف وهذا( كما تذكر ) هو دور إعلام الدولة في تقديم مواد إعلانية و إعلامية تحترم عقل المشاهد المصري الذي ينبذ العنف والتطرف ، وأن الاتحاد رغم حاجته إلى موارد مالية إضافية من الإعلانات إلا أنه يحرص على قيم وتقاليد مجتمعنا في تقديم مادة إعلانية تراعي ذلك ..
وصفاء حجازي المواطنة المصرية والاعلامية القديرة – التى تخرجت فى جامعة المنصورة عام 1984. و لقبها العاملون في ماسبيرو بالمرأة الحديدية. بدأت مشوارها بالحقل الإعلامي، عندما اجتازت اختبار الإذاعة المصرية بعد حصولها على حوار مع رئيس الحكومة عاطف صدقي.ونجحت كذلك في تسجيل برنامج مع الراحلين الكبيرين : الشاعر كامل الشناوي والكاتب الصحفى مصطفى أمين عن سيرة كوكب الشرق أم كلثوم.
تزامنت بدايتها في التلفزيون المصري مع بدء انطلاق الفضائية المصرية عام 1990، حيث بدأت كقارئة نشرة ، وسافرت لتغطية حرب الخليج ، وقدمت برنامج ” بيت العرب ” على التليفزيون المصري، ، و قامت بإجراء حوارات مع ملوك وروؤساء الدول العربية، فضلا عن تغطيتها أحداث القمم العربية ونشاط الجامعة العربية. طيلة عشرين عامًا، ثم تم تعيينها كرئيسة لقطاع الأخبار عام 2013 ، لتكون بذلك أول سيدة في هذا المنصب
وتتويجاً لجهودها فى اخراج الحدث التاريخى “حفل افتتاح قناة السويس الجديدة عام 2015 “، كرمها اللواء مهاب مميش ليتم تعيينها بعد ذلك، رئيسًة لاتحاد الإذاعة والتليفزيون، منذ أبريل 2016، وظلت فى موقعها حتى رحيلها .
هذه هى صفاء حجازى التى حملت لواء قيادة اتحاد الاذاعة والتليفزيون في فترة حرجة من فترات الوطن رغم معاناتها وصراعها مع المرض. هذه هى صفاء حجازى التى أطلق اسمها بعد رحيلها على ستوديو 11 أخبار ، تخليدا لذكراها ولكى تكون قدوة ومثلا أعلى للأجيال وتقديرا لمشوارها وعملها الدؤوب مع اتحاد الاذاعة والتليفزيون السابق من أجل إتمام عملية الاصلاح ، و هناك اقتراح مقدم من أسرة الاعلامية الراحلة بتأسيس جائزة باسمها يكون دورها تبنى مواهب إعلامية جديدة وأن يكون الأشراف على هذه المسابقة للهيئة الوطنية للإعلام.
هذه هى صفاء حجازى إحدى علامات الاعلام المصرى