بعد فشل الوساطات المتعددة منجانب دول عربية وغربية اعلنت تركيا بقيام رئيسها رجب طيب اردوغان زيارة السعودية والكويت وقطر فى محاولة من انقرة لانقاذ حليفتها الدوحة واخراجها من الازمة الحرجة التي تعاني منها بعد فرض الحصارعليها من دول المقاطعة الرباعي الان الزيارة لم تشمل دولة الامارات وقد يرجع السبب الى الخلاف حول موقفها من جماعة الاخوان المسلمين
وعبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على انحيازه الواضح الى الجانب القطرى وتجسد فى الدعم الاقتصادي والعسكري للمساعدة على التقليل من آثار حصار دول المقاطعة الأربع.
كما انتقد اردوغان مطالب الدول الاربعة المقاطعة معتبرًا اياها مخالفة للقوانين الدولية وتطاول إلى حد التدخل فى الشؤون الداخلية لقطر.
ومن جانبه قال السفير محمد منيسي سفير مصر السابق في الدوحة ان زيارة اردوغان لدول الخليج لا تحتسب تحت بند الوساطة بالدرجة الاولى كما يدعى اردوغان فارى ان اردوغان يقوم بخطوة استباقية قبل ان تفرض عليه الدول الاربعة المقاطعة ضغوطا للتوقف للتوقف عن دعم قطر ومساعدتها على التغلب على الحصار الاقتصادي.
واضاف منيسي أن اردوغان يشعر بالقلق من ان تلجا الدول الاربعة الى التضييق على الاستثمارات التركية على اراضيها فى وقت يعانى فيه الاقتصاد التركى من تراجع وازمات طاحنة ولا يحتمل مثل هذه الضربات مشيرا انه فى حالة اذا قررت الدول الاربعة مقاطعة البضائع التركية فان الاقتصاد التركى سيكون مهددا بالانهيار وبالتالي يرجع الهدف الرئيسى لزيارة ردوغان يتمثل في وقف اى اجراءات تصعيدية من دول الخليج ضد تركيا.
واوضح السفير رخا احمد حسن مساعد وزير الخارجية الاسبق ان الموقف التركى من الازمة كان واضحا منذ البداية عندما استنكرت مطالب الدول الاربع واعتبرتها تدخلا فى الشان القطرى لشأن القطري، مشيرًا إلى أنه عندما شعرت قطر بالخطر من التسريبات التي انتشرت عن استبدال الحاكم الحالي بآخر من القصر الملكي سارعت تركيا إلى إرسال قوات عسكرية لحمايته.
وأضاف حسن، أن قطر وتركيا تجمعهما عدة عوامل مشتركة في مقدمتها أنهما يعتبران الإخوان المسلمين مرجعية لهما، مؤكدًا أن أردوغان تجمعه كذلك علاقات استراتيجية مع المملكة العربية السعودية ويحاربان معا في سوريا من أجل إسقاط نظام الرئيس الأسد فضلا عن العلاقات التجارية والاستثمارات التي تربطه بمجلس التعاون الخليجي وما يجمع الطرفين من ارتباط استراتيجي معا في مواجهة إيران في إطار التحالف السني.
وتوقع حسن أن يحاول أردوغان إقناع الطرفين السعودي والقطري بإظهار قدر من المرونة في المواقف، لافتا إلى أن السعودية لم تستنكر الموقف التركي المؤيد لقطر، نظرا للتحالفات المشتركة بين الجانبين.
ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن أردوغان سيلعب دورا في تخفيف تصلب المواقف بين السعودية وقطر، لأنه شريك استراتيجي مع السعودية وحليف استراتيجي لقطر، ثم يتوجه بعدها إلى الوسيط الكويتي بعد أن يظهر الطرفان قدرا من المرونة.