كشف الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار، إن الوزارة تعكف حاليًا على تنفيذ خطة خلال الشهور المقبلة لتطوير مناطق الآثار الموجودة بوسط البلد واستعادة الوجه الحضاري لها، ضمن تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، الذي طالب بتطوير منطقة وسط البلد .
موضحا ان إن هذه الخطة امتداد لمشروع تم وضعه منذ 6 سنوات تقريباً لتطوير القاهرة الخديوية، والحفاظ على المبانى ذات الطابع المميز، إلا أن العمل بهذا المشروع توقف. وقال الوزير إن تكاتف وتعاون كل الوزارات والجهات المعنية يساهم في الحفاظ على النسيج العمرانى للقاهرة التاريخية وإعادة توظيفها، واستغلال مبانيها التاريخية
مشيراً إلى أن الخطة تتضمن الإسراع في تنفيذ خطة معالجة شبكات المياه والصرف الصحى في نطاق القاهرة التاريخية لوقف تسرب المياه السطحية ومنع تدهور الأبنية الأثرية، بالإضافة إلى خطة عاجلة لنظافة مناطق القاهرة التاريخية، وإنشاء إدارة متخصصة بمحافظة القاهرة بالتنسيق مع وزارة البيئة، تكون مهامها الحفاظ على المظهر العام الحضارى للموقع التراثى للقاهرة التاريخية
وفى هذا الاطار يعقد المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء اجتماعا بعد ظهر اليوم بشأن تطوير منطقة وسط البلد وذلك بمقر مجلس الوزراء .
وقد طالب الكثير من الخبراء والأثريين بالحفاظ على القاهرة الخديوية واستغلالها سياحيا لجذب السياح من ناحية، والحفاظ على تراث أسرة محمد علي من ناحية أخرى.
وتحت عنوان ” القاهرة الخديوية” أعدت الدكتورة سهير حواس نائب رئيس جهاز التنسيق الحضاري السابق دراسة تفيد بان الحفاظ على عمارة القاهرة الخديوية ينظمه القانون 144 لسنة 2006 بتسجيل المبنى المتميز والقانون 119 لسنة 2008 الذي يحدد المناطق ذات التميز العمراني، ويشترط ضرورة تسجيلها وعدم القيام بأية أعمال أو ترميمات إلا بعد الرجوع للتنسيق الحضاري.وللحفاظ على عمارة القاهرة الخديوية سواء عمائر أو مرافق أو قصور، طالبت حواس فى الدراسة بعدم ترميم أى مبنى إلا بعد الاستعانة بالخبرات المتخصصة، وأن تكون هناك سابقة أعمال لتلك الخبرات، وأن تعرض الأعمال على جهاز التنسيق الحضاري، حتى يقرها أو يرفضها طبقا لمطابقتها للمواصفات، كما تطالب مؤسسات المجتمع المدني بالحفاظ على القاهرة الخديوية، لأنها ملك للأجيال القادمة والإنسانية جمعاء.
وتضم القاهرة الخديوية العديد من القصور والمرافق والعمارات، أبرزها دار الأوبر القديمة وكوبري قصر النيل وسراي القبة وقصر عابدين والجزيرة والزعفران والسرايا الصفرا وسراي القبة والقصر العالي في القرافة الشمالية، إلى جانب بعض القصور التي تحولت إلى مدارس مثل قصر محمد عبدالحليم باشا وقصر محمد بك الفلكي وقصر الأمير طوسون .
وعندما تولي الخديوي إسماعيل الحكم في مصر عام 1863، كانت حدود القاهرة تمتد من منطقة القلعة شرقاً، إلى مدافن الأزبكية وميدان العتبة غرباً، ويغلب على أحيائها التدهور العمراني، وتفصلها عن النيل بعض البرك والمستنقعات والتلال والمقابر بمساحة لا تتخطي 500 فدان، وخلال سنوات قليلة استطاع الخديو إسماعيل تحويل القاهرة القديمة إلى باريس الشرق، بفضل العمارة الخديوية التي شيدها بدءا من عام 1869 بعد افتتاح قناة السويس وأصبحت تحفة معمارية تنافس أجمل مدن العالم، ومتحفا فنيا مفتوحا يضم كافة المدارس المعمارية الأوروبية يلخص الحياة الاجتماعية والثقافية والفكرية التي سادت في مصر زهاء 140 عاما.