كشفت صحيفة واشنطن بوست أن اليوم الثاني من الاستفتاء شهدا إقبالا أقل من اليوم الاول، للاستفتاء على الدستور المدعوم من الجيش، وبدت العديد من اللجان الانتخابية ومراكز الاقتراع فارغة من الناخبين. وأثار هذا الأمر قلق الجيش والحكومة الانتقالية، التي تسعي إلى اظهار نفسها بمظهر الحاصل على دعم واسع في المجتمع المصري.
وأضافت: أن السلطات الأمنية قامت بشن حملات أمنية كبيرة لاعتقال المعارضين للدستور، خاصة من بين أوساط الإخوان المسلمين والحركات الإسلامية.
وأشارت الصحيفة إلى أن التواجد الأمني الكبير لأكثر من 160 ألف جندى من الجيش، فضلا عن عشرات الآلاف من الشرطة، كان الهدف منه التضييق على الرافضين للدستور، ونشر جو في الخوف في نفوسهم، أكثر منه تأمين العملية الانتخابية للاستفتاء على الدستور.
أكدت واشنطن بوست أن الانقلاب العسكري، الذي قاده الجيش ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي، الموافقة على الدستور الجديد، ستوفر الشرعية، خاصة بعد إعلان الإخوان المسلمين، جماعة محظورة إرهابية.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن الكثير من الناخبين ذهبوا إلى مراكز الاقتراع وهم يحملون علم مصر وصورة السيسي، المرشح المحتمل للرئاسة. وأكدت الصحيفة أنه بالنسبة للكثير ممن شاركوا في الاستفتاء السيسي هو الذي أعطي الشرعية للدستور، وليس العكس، لأن السيسي هو الذي ساعدهم في الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي.
أكدت أن الجنرال عبد الفتاح السيسي، وفريق كبير من الحرس الشخصي المرافق له، زار عددا من اللجان الإنتخابية، كما لو كان رئيسا للبلاد، في بروفة سياسية، لاقت قبولا لدى المشاركين بـ “نعم” في الاستفتاء. واهتم الجنرال السيسي برد تحية المواطنين والناخبين، بل والسلام عليهم يدا بيد، وهذا ليس من مهام وزير الدفاع.
قالت واشنطن بوست أن شعبية السيسي تتزايد في أوساط المسيحيين، الذين يرون فيه مخلصا لهم من حكم الإخوان الإسلامي. وتحاول الأقلية القبطية المسيحية دعم ترشيح السيسي رئيسا للبلاد بكل الوسائل المتاحة. كما أنه ليس مستغربا أن تتمتع الحكومة الانتقالية الحالية بدعم الأقلية المسيحية، لأن السيسي هو الذي وافق عليها.
وأشارت الصحيفة إلى أن أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي يعانون من تضييق أمني عليهم، لدرجة أن بعضهم يقول أن الهواء المحيط بهم حاليا يرفض أن يقولوا “لا” للدستور أو لترشيح السيسي لرئاسة الجمهورية.